الأحد، 23 مارس 2025

02:29 ص

صاحب حانة ورجل بينيت.. من هو رونين بار الذي فجر أزمة بإسرائيل؟

رونين بار ونتنياهو

رونين بار ونتنياهو

سيد محمد

A .A

أصبح اسم رونين بار، رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي، عنوانا لأعنف الأزمات السياسية التي مرت على إسرائيل بعد قرار نتنياهو بإقالته وتجميده من قبل المحكمة العليا في إسرائيل، والتظاهرات الرافضة للقرار.

بدأ بار مسيرته كمقاتل في وحدة "سيريت متكال" النخبوية، حتى أصبح مسؤولًا عن أحد أكثر الأجهزة الأمنية حساسية وتأثيرًا في إسرائيل.

من سيريت متكال لحانات تل أبيب

ولد رونين بار عام 1969، والتحق بالخدمة العسكرية في الثمانينيات، حيث انضم إلى وحدة "سيريت متكال"، وهي إحدى أكثر الوحدات الإسرائيلية سرية ونخبوية، بعد إنهاء خدمته العسكرية، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت".

 انخرط في الحياة المدنية لفترة قصيرة، حيث كان شريكًا في أحد أشهر الحانات في تل أبيب، وهو "مقهى بغداد" الأسطوري، لكنه عاد سريعًا إلى العمل الأمني، لينضم إلى صفوف الشاباك ويبدأ مسيرة استمرت لأكثر من 30 عامًا.

اغتيال الجعبري

خلال عمله في الشاباك، قاد بار عمليات نوعية، حيث أشرف على اغتيال قادة كبار في حركة حماس، ومن بينهم أحمد الجعبري، الذي كان يُعتبر القائد العام للجناح العسكري للحركة، كما كان له دور في عملية تصفية قتلة المستوطنين الثلاثة عام 2014، وهي العملية التي أدت إلى اندلاع حرب غزة في ذلك العام.

رجل بينيت وكوخافي

لم يكن بار من رجال نتنياهو على الرغم من طول فترة بقائه في منصب رئيس الوزراء، حيث تم تعيينه في عصر رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، الذي وصفه بـ “القائد الجريء والممتاز”.

كما نال تأييد كل من رئيس الأركان وقتها أفيف كوخافي ووزير الأمن الداخلي عومر بار ليف، وكلاهما أشاد بقدراته القيادية وعلاقاته المتينة مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية المختلفة.

تخصص الاستخبارات الإلكترونية

رغم الدعم السياسي، فإن تعيين بار أثار انقسامًا داخل أروقة الشاباك، حيث رأى بعض كبار الضباط أن الرجل يفضل الاعتماد على التكنولوجيا والاستخبارات الإلكترونية على حساب المصادر البشرية، وهو ما أثار مخاوف من أن يفقد الجهاز ميزته الأساسية في تشغيل العملاء داخل الأراضي الفلسطينية.

من أول يوم “بيسرب”

بعد إعلان تعيينه، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي الفلسطينية صورة بار مرفقة بكلمة "مطلوب"، مع تسريب معلومات حول تاريخ ميلاده وعنوانه السكني، هذه الحادثة أثارت قلقًا كبيرًا داخل الشاباك، حيث يُعتقد أن المعلومات جاءت نتيجة اختراق أمني داخلي.

صهر رجل الأعمال شاي أغاسي

على الصعيد الشخصي، يبلغ بار من العمر 55 عامًا، وهو متزوج من دافنا أغاسي، التي تشغل منصب نائبة رئيس التسويق في شركة "سيلكوم" للاتصالات. 

دافنا هي شقيقة رجل الأعمال شاي أغاسي، وسبق لها العمل في مناصب قيادية في "جولان تيليكوم" و"بيتر بليس"، ولديها من بار ثلاثة أبناء.

ويحمل بار درجة البكالوريوس في العلوم السياسية والفلسفة من جامعة تل أبيب، ودرجة الماجستير في الإدارة العامة من جامعة هارفارد. 

الفشل الاستخباراتي في 7 أكتوبر

بدأ التعارف المبكر بين نتنياهو وبار أثناء عملية "عمود السحاب" في نوفمبر 2012، والتي بدأت، كما باغتيال رئيس أركان حماس الجعبري، الذي كان بار يتولى قيادة الجانب الاستخباراتي العملياتي الخاص به نيابة عن جهاز الأمن العام (الشاباك).

تعتبر عملية طوفان الأقصى أكبر الصفعات التي تلقاها بار في تاريخه، حيث نشرت نتائج تحقيقات الشاباك في أحداث أكتوبر وكشف التحقيق عن نتائج صعبة، تتعلق بشكل رئيسي بصعوبة تجنيد العملاء في غزة، والفشل في قراءة نوايا حماس، وعدم القدرة على إنتاج المعلومات الاستخبارية من داخل غزة.

 في الوقت نفسه، يزعم جهاز الأمن العام (الشاباك) في تحقيقه أنه تم توجيه تحذير إلى جيش الدفاع الإسرائيلي بشأن احتمال وقوع مداهمة أو اختطاف بعد فتح نقاط التفتيش في ليلة 6-7 أكتوبر، لكنه لم يشر إلى النطاق المحتمل للهجوم.

من المتوقع أن يكون بار أول رئيس لجهاز الأمن العام (الشاباك) منذ كارمي جيلون (الذي فشل في قيادة الجهاز لمنع اغتيال رابين) الذي لم يُكمل فترة ولايته. 

كان من المفترض أن ينهي بار فترة ولايته المضطربة في أكتوبر 2026، ومع ذلك، في ضوء إخفاقات الحرب ، فقد أعلن بالفعل أنه لا ينوي إكمال فترة ولايته، وكان بار يعتزم البقاء في منصبه حتى شهر مايو على الأقل، نظرا للتحديات الأمنية، وفي مقدمتها إمكانية العودة إلى القتال في غزة والاستعداد للعطلات حتى يوم الاستقلال.

أزمة سياسية ودستورية بعد إقالته

وأقال نتنياهو بموافقة مجلس الوزراء بالإجماع بار من منصبه في إبريل القادم او لحين اختيار رئيس للشاباك، أي التاريخين أقرب.

وبرر رئيس الشاباك قراره بعدم حضور الاجتماع بأن "النقاش لا يتماشى مع القانون"، مشددًا على أن "إقالة رئيس جهاز أمني بحجم الشاباك يجب أن تستند إلى أسباب موثقة ومدعومة بأدلة، وليس إلى مزاعم غير مبررة".

من جانبه، صرّح بار بأن الهدف من الإقالة هو عرقلة كشف الحقيقة بشأن مجزرة 7 أكتوبر، إضافة إلى عرقلة تحقيقات الشاباك الجارية في قضايا حساسة.

ورفض بار ادعاءات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حول وجود فقدان للثقة بينهما، مؤكدًا أن التعاون بين الشاباك ومكتب رئيس الوزراء كان فعالًا وأسهم في إحباط عمليات إرهابية وتحقيق أهداف الحرب.

كما حذّر من أن إقالته في هذا التوقيت الحساس تحمل رسالة خطيرة لكافة الجهات المعنية بالتحقيق، وقد تعرض أمن إسرائيل للخطر.

وفي قرار مفاجئ، علقت محكمة العدل العليا اليوم  إقالة رئيس جهاز الشاباك رونين بار، الذي تم إقالته الليلة الماضية في اجتماع للحكومة، وأصدرت أمرا مؤقتا بانتظار النظر في الالتماسات المقدمة بهذا الشأن. 

search