الأحد، 23 مارس 2025

03:23 م

إسرائيل تفتح النار على 4 جبهات.. هل تحقق أهدافها؟

الجيش الإسرائيلي

الجيش الإسرائيلي

فتحت إسرائيل مواجهات عسكرية على عدة جبهات في آن واحد تشمل قطاع غزة، والضفة الغربية، والحدود اللبنانية، والجبهة السورية، ما يسلط الضوء على دوافعها وأهدافها وراء هذه العمليات، وهل نجحت في تحقيق تلك الأهداف أم أخفقت؟.

تجدد الحرب في قطاع غزة

منذ انهيار الهدنة مع حركة حماس في 19 مارس 2025، شنت إسرائيل عمليات عسكرية مكثفة على قطاع غزة، ما أدى إلى سقوط مئات الضحايا. 

ووفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية، أسفرت الغارات الجوية والعمليات البرية خلال 72 ساعة عن مقتل نحو 600 فلسطيني، بينهم 200 طفل.

واستهدفت إسرائيل البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك مستشفى الصداقة التركي، وهو المركز الوحيد لعلاج السرطان في القطاع، مبررة ذلك باستخدامه لأغراض عسكرية. 

هذا القصف أثار إدانات دولية واسعة، محذرين من كارثة إنسانية في ظل تشديد الحصار الإسرائيلي ووقف دخول المساعدات.

سياسيًا، هددت إسرائيل بفرض سيطرة تدريجية على أجزاء من غزة إذا لم تطلق حماس جميع الرهائن، وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، أن بلاده لن تتراجع ما لم يتم الإفراج عن الرهائن.

تهجير أكثر من 40 ألف فلسطيني بالضفة الغربية

وفي الضفة الغربية، صعّدت إسرائيل من اقتحاماتها للمدن والمخيمات الفلسطينية، ما أسفر عن تهجير أكثر من 40,000 فلسطيني من مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، وتدمير أجزاء كبيرة من البنية التحتية، وذلك حسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

تزامن هذا التصعيد مع إعلان حركة "السلام الآن" طرح مناقصات لبناء 1000 وحدة استيطانية جديدة، ويرى مراقبون أن هذا التحرك يهدف إلى تعزيز السيطرة الإسرائيلية وتقويض أي فرص لقيام دولة فلسطينية مستقبلية.

تصعيد في لبنان رغم الهدنة

تشهد الحدود اللبنانية تصعيدًا عسكريًا بين إسرائيل وحزب الله رغم اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر 2024، حيث زعمت سلطان الاحتلال اعتراض منظومة الدفاع الجوي ستة صواريخ أطلقت من جنوب لبنان، وردت بغارات جوية وقصف مدفعي مكثف.

ويأتي التصعيد في أعقاب عملية "سهام الشمال" التي هدفت إلى الضغط على حزب الله لفصل النزاع في غزة عن الجبهة اللبنانية. 

ومع تبادل الاتهامات بخرق بنود التهدئة، حمّلت إسرائيل الحكومة اللبنانية مسؤولية أي هجمات صاروخية، بينما أكد رئيس الوزراء اللبناني، نواف سلام، على سيادة بلاده في قرارات الحرب والسلم.

استهداف مواقع سورية 

واصلت إسرائيل تنفيذ غارات جوية على الأراضي السورية، مستهدفة مواقع قالت إنها مرتبطة بإيران وحزب الله، وتبرر إسرائيل هذه الضربات بمنع تعزيز الوجود الإيراني قرب حدودها.

ورغم قلة التفاصيل الدقيقة، إلا أن وتيرة القصف ظلت مرتفعة خلال الأشهر الماضية، مع التركيز على مواقع يُعتقد أنها تُستخدم لنقل وتخزين الأسلحة المتطورة.

أهداف إسرائيل الاستراتيجية

ووفقًا للادعاءات الإسرائيلية، قال جيش الاحتلال إنه يسعى من خلال تصعيد العمليات العسكرية إلى إضعاف الفصائل المسلحة عبر استهداف قادتها ومواقعهم الاستراتيجية، ومنع التمركز الإيراني في سوريا ولبنان.

وحسب تقرير لشبكة “بي بي سي”، فإن إسرائيل تسعى لمنع تعزيز وجود خصومها بالمنطقة، والسيطرة الإقليمية بالتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية والضغط على غزة.

فشل متعدد الأبعاد

وفي تحليل بصحيفة "هآرتس"، أشار المحلل عاموس هارئيل إلى أن إسرائيل تواجه فشلًا متعدد الأبعاد في جميع الجبهات. 

واعتبر هارئيل أن جبهة حزب الله في لبنان هي الأخطر، حيث يمكن للحزب إطلاق 5000 صاروخ يوميًا لمدة شهر، ما يشكل تهديدًا يفوق قدرات إسرائيل.

وعن غزة، أضاف عاموس، أنه رغم الثمن الباهظ الذي تدفعه حماس، إلا أن إسرائيل تعجز عن تحقيق نصر استراتيجي، كما تواجه المحادثات بشأن صفقة تبادل الأسرى أزمة جديدة، رغم الضغوط الدولية لإنجازها.

ورغم قرار مجلس الأمن الدولي بوقف الحرب وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف اجتياح رفح وتحسين الوضع الإنساني، تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية، متحدية طلب مدعي المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت.

ومع استمرار المواجهات، يظل خطر التصعيد الإقليمي قائمًا في ظل رفض إسرائيل الالتزام بالقرارات الدولية وتزايد الضغوط على حكومتها لوقف الحرب.

search