الأربعاء، 02 أبريل 2025

01:34 ص

اكتشاف أثري يدحض عقودا من النظريات حول الأهرامات

أهرامات الجيزة

أهرامات الجيزة

خاطر عبادة

A .A

كانت أهرامات الجيزة على مدى قرون رمزًا للقوة والنخبة الفرعونية، ومع ذلك، فإن الاكتشاف الأثري الأخير في موقع تومبوس في شمال السودان أثار تساؤلات حول هذا الاعتقاد السائد منذ فترة طويلة.

واكتشف باحثون بقايا هياكل عظمية تعود لأشخاص من طبقات اجتماعية مختلفة، ما يشير إلى أن العادات الجنائزية المصرية كانت أكثر تعقيداً مما كان يُعتقد سابقاً.

وفقا لصحيفة لا راثون الإسبانية، فإن هذا الاكتشاف يعيد كتابة تاريخ الدفن المصري، حيث كشفت الحفريات في تومبوس، وهي منطقة كانت تحت الحكم المصري منذ حوالي 3500 عام، عن هياكل عظمية لأفراد لا يتناسبون مع الصورة الكلاسيكية للفراعنة وكبار الشخصيات.

وقال علماء الآثار إن العديد من هذه البقايا تظهر عليها علامات بذل مجهود بدني مكثف، ما يشير إلى أنها تعود لعمال وحرفيين، وليس فقط لأعضاء الطبقة الأرستقراطية.

وكانت دراسات سابقة في المنطقة قد حددت بالفعل مقابر لنساء من أعمار مختلفة، بعضهن يحملن علامات أمراض مزمنة، وحالات أخرى من الدفن شملت أطفالاً وممتلكات شخصية.

وقد أكدت الأبحاث المنشورة في مجلة علم الآثار الأنثروبولوجي أن الأهرامات كانت تضم أيضًا أفرادًا من الطبقات الاجتماعية الدنيا، وهو ما يتحدى الفكرة التقليدية القائلة بأنها كانت حكرًا على النخبة.


رؤية جديدة للأهرامات 


وللوصول إلى هذا الاستنتاج، أجرى فريق الخبراء أكثر من عقد من الحفريات وطبق تقنيات التحليل الجزيئي والنظائري المتقدمة.

أظهرت المقارنات بين أنواع مختلفة من المقابر، مثل الأهرامات والغرف تحت الأرض وتلال الدفن، اختلافات في مستويات النشاط البدني للأفراد المدفونين.

وتظهر النتائج أن المدافن الهرمية ضمت أفراداً رفيعي المستوى وعمالاً يحملون علامات تآكل جسدي كبيرة، ويشير هذا إلى أنه في بعض الحالات ربما تم دفن الخدم أو الحرفيين إلى جانب أسيادهم اعتقاداً منهم بأنهم سيستمرون في خدمتهم في الحياة الآخرة.

علاوة على ذلك، كشفت الدراسة عن وجود فروق في ترتيب الأجسام حسب وضعها الاجتماعي،  في حين أن المدافن النوبية ذات الأوضاع المنحنية أشارت إلى نشاط بدني أقل، أظهرت المقابر الهرمية علامات على أفراد لديهم حياة أكثر مجهود بدني.

تحول نموذجي في علم المصريات

قد يؤدي هذا الاكتشاف إلى إحداث تحول في فهم الممارسات الجنائزية في مصر القديمة، إن فكرة أن الأهرامات كانت حكراً على العائلة المالكة تتلاشى مع ظهور أدلة على وجود تنظيم اجتماعي أكثر تنوعاً.

ويواصل علماء الآثار التحقيق في العلاقات بين المجموعات المختلفة المدفونة في هذه الهياكل، والتي يمكن أن تقدم نظرة أكثر دقة للحياة والموت في واحدة من أكثر الحضارات الرائعة في التاريخ.

أخبار متعلقة

search