الإثنين، 24 مارس 2025

04:47 ص

الوشق المصري.. حارس الرمال المنعزل الذي خلده المصري القديم

حيوان الوشق

حيوان الوشق

روان عبدالباقي

A .A

تحدث المدير التنفيذي لجمعية "حماة حضارة مصر"، الدكتور عمر المعتز بالله، عن حيوان الوشق المصري وتاريخه منذ آلاف السنين، بعدما تردد اسمه مجددًا وسط جنود الاحتلال بعد حادث غريب أصاب كتيبة إسرائيلية، لتعود أسطورته التاريخية إلى الواجهة.

وقال المعتز بالله لوكالة أنباء الشرق الأوسط، يعرف الوشق المصري بـ"حارس الرمال" وصاحب العينين الذهبيتين، الذي لطالما حمى الحدود والصحاري من قوى الشر.

وأضاف المعتز بالله، أن أحد نصوص كتاب الموتى (مجموعة من الوثائق الدينية والنصوص الجنائزية التي كانت تستخدم في مصر القديمة) وتحديدًا في الإصحاح السابع عشر من الخروج إلى النهار تحدث عنه بعبارة: "من هو هذا القط العظيم؟ إنه رع بنفسه هو من قتل عدو الإله".

وأشار إلى أنه بهذه العبارة، يظهر المصري القديم مدى القدسية التي أولاها لهذا الكائن، حيث اعتبره تجسيدًا للإله "رع"، القادر على الفتك بأعداء النظام والكون.

ويعد الوشق المصري، أو Caracal، هو نوع من القطط البرية يعيش في أطراف وادي النيل والصحارى المصرية. 

ويمتاز بجسم نحيل، وفراء ذهبي، وسيقان طويلة وأذنين تنتهيان بخصلتين سوداويتين تميّزانه عن غيره. 

سلوك الوشق المصري انعزالي، ليلي، هادئ ودقيق في الصيد، ويستطيع القفز لالتقاط الطيور أثناء طيرانها، ما جعله لدى أجدادنا رمزًا للقوة الخفية والدقة القاتلة، بحسب المعتز بالله.

كان الوشق يعيش على حافة النظام (ماعت) والفوضى (إسفت)، لذلك رآه المصري القديم كائنًا متصلًا بالعوالم الظاهرة والمخفية، قادرًا على الانتقال بينهما، يحمي الحدود الروحية والجغرافية لمصر. 

وقد صُوّر في النقوش القديمة وهو يقتل "عبب"، الثعبان المجسد للفوضى والشر، كرمز لحماية مصر من كل تهديد.

وأضاف المدير التنفيذي لجمعية "حماة حضارة مصر"، أن ما أراده المصري القديم أن يوصله لنا عبر المعابد والنصوص والرموز، هو أن حماية مصر لم تكن مسؤولية الإنسان وحده، بل شاركت فيها "جيوش الطبيعة" بكل ما فيها من رموز حية وذات معنى، والقط لم يكن مجرد حيوان، بل كان رسولًا للوعي، وحارسًا للحدود ومقاتلًا لا ينام.

search