الخميس، 19 سبتمبر 2024

07:45 ص

"مياه جوفية ونزوح".. شبح الغرق يهدد مدينة "زليتن" الليبية

الدمار في مدينة زلتين الليبية

الدمار في مدينة زلتين الليبية

حبيبة وائل

A A

تتجه مدينة “زليتن” الليبية إلى حافة الهاوية مع غرق جزء من أراضيها بسبب ارتفاع مستوى المياه الجوفية، ما أثار رعب السكان الذين اضطروا إلى النزوح إلى أماكن أخرى وسط مخاوف من تآكل وانهيار البنية التحتية.

الأهالي البالغ عددهم 350 ألف نسمة، أطلقوا صرخة استغاثة لإنقاذ مدينتهم، وأعلنوا أن الكارثة تزداد بشاعة بشكل سريع كل يوم، وأن المدينة تركت لتواجه مصيرها وحيدة، مطالبين بإعلان حالة الطوارئ ومحمّلين الجهات الحكومية سلامة السكان.

منطقة متضررة

وخلال جلسة عقدها مجلس النواب الليبي، اليوم، في بنغازي، بحضور النائب الأول لرئيس المجلس فوزي النويري والنائب الثاني مصباح دومة، أصدر البرلمان قرارًا بإعلان زليتن منطقة متضررة، وأمر الحكومة بقيادة أسامة حماد، بالتحقيق في سبب ارتفاع مستوى المياه الجوفية في المدينة، وتوفير الأموال اللازمة لمعالجتها.

وكان عدد من أعضاء البرلمان من زليتن، طالبوا بإعلانها منطقة متضررة، وإنشاء صندوق لتعويض الأهالي، وتشكيل لجنة للوقوف على أسباب مشكلة مستوى المياه الجوفية، في حين اقترح آخرون إخلاء السكان وتقديم بدلات لتأجير مساكن مؤقتة لهم.

وأيّد النائب الهادي الصغير، قرار إعلان المدينة منطقة متضررة، وأشار إلى ضرورة أن يكلف رئيس الحكومة لجنة لدراسة الحالة في المدينة، ثم تحديد مبالغ لإنهاء الأزمة.

صناديق البناء

من جانبه، طالب النائب عبد المنعم العرفي، بإنشاء هيئة للتعامل مع الأزمات والكوارث في المدن، سواء كانت زليتن أو المرج، مستنكرًا كثرة صناديق البناء التي “تحوِّل المناطق إلى دويلات”، على حد وصفه.

وقال العرفي في كلمته خلال الجلسة، إن “صناديق البناء لم تعد تقوم بمهمتها ولكن أصبحت تمارس المحسوبية.. لا تدير شيئًا.. تبني حدائق ومتنزهات ومدنًا كاملة لا تحصل على مياه الشرب”.

وتعمل السلطات المحلية على إزالة المياه التي حوَّلت كثيرًا من شوارع زليتن إلى برك ومستنقعات بشكل سريع، لكنها سرعان ما تتجمع.

وتحدث رئيس لجنة الأزمة وعضو مجلس زليتن البلدي، مصطفى البحباح، عن أبعاد الكارثة، وقال “إن عدد البيوت المتضررة من ارتفاع منسوب المياه الجوفية يتجاوز ألفي منزل، وقد تم إجلاء عشرات العائلات”.

ووجه البحباح في تصريحات لوسائل إعلام محلية، نداءً إلى السلطات المعنية بالبيئة بسرعة التدخل لمواجهة ما وصفه بـ"الكارثة" بسبب انتشار الحشرات، وقال إن البلدية لم يعد باستطاعتها ردم البرك والمستنقعات وتكتفي بشفط المياه، نظرًا لقلة إمكاناتها.

خبراء أجانب

وأشار إلى قرب وصول فريق خبراء أجنبي، استدعته الحكومة ليتعرف على أسباب تدفق المياه الجوفية إلى سطح الأرض.

وأصدر رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب، أسامة حماد، قرارات عاجلة بشأن زليتن، منها إعلان حالة الطوارئ، وتخصيص 10 ملايين دينار للبلدية كمبلغ يخصص للطوارئ، وعقد إنشاء شبكة رشح وتصريف في المحال المتضررة بقيمة 16 مليون دينار.

وقرّر توفير 10 آليات لمواجهة الأزمة، وتوجيه وزير الصحة بتوفير كافة الأدوية الخاصة بحساسية الجلد واللشمانيا (عدوى طفيلية تنتقل بوساطة لدغات الذباب).

search