الإثنين، 31 مارس 2025

01:16 م

كشف أكذوبة "محمد صلاح".. أكبر عملية نصب عاطفي على السوشيال ميديا

الشاب أحمد صلاح

الشاب أحمد صلاح

اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، في الأيام الأخيرة، قصة مؤثرة عن شاب يُدعى "محمد صلاح"، قيل إنه يبلغ "17 عامًا" من المنصورة، وتعرض للظلم والتعذيب من أعمامه بسبب الميراث بعد وفاة والديه، حتى تم الاعتداء عليه بوحشية وأُدخل المستشفى في السعودية، حيث زُعم أن أعمامه اقتحموا المستشفى وحاولوا قتله.

وتابعت الروايات أن الشاب توفي في رمضان، وظهرت منه رائحة المسك، كما شوهدت الملائكة وهي تستقبله، وانتشرت القصة كالنار في الهشيم، وحصدت تعاطفًا هائلًا من مستخدمي السوشيال ميديا، لكن الحقيقة كانت صادمة.

تفاصيل تكشف الكذب والتلاعب

معظم الحسابات التي تنشر القصة تم إنشاؤها حديثًا، ولا تحتوي على أي محتوى آخر سوى منشورات عن محمد صلاح، وكأن أصحابها لم يكن لهم وجود قبل هذه القصة.  

عدم وجود صور أو أدلة حقيقية

ولا توجد أي صور لمحمد صلاح مع عائلته أو أصدقائه، ولا ذكريات من المدرسة أو الجامعة، وهو أمر غير منطقي لأي شخص حقيقي.  

عائلة مزيفة على فيسبوك

كما تم رصد العديد من الحسابات التي يُفترض أنها تخص أقارب محمد، ولكن جميعها حديثة الإنشاء، مثل: "جده" المزعوم أنشئ حسابه في أكتوبر 2023، ولا يوجد فيه أي منشورات إلا عن محمد. 

صفحة جد الشاب أحمد صلاح المزيفة



 

أما الحساب الذي يحمل أسم شقيقته تم إنشاؤه في يناير 2025.

صفحة شقيقة الشاب أحمد صلاح المزيفة

بالإَضافة إلى الكثير من أقاربه، كعمه "ياسر صلاح" أنشئ حسابه في يوليو 2024، ولا يكتب سوى عن محمد، و"بنت عمه" من مواليد 2003، لكن حسابها على فيسبوك لم يُنشأ إلا في مايو 2024، وبه 5 منشورات فقط كلها عن محمد، "ابن عمه المحامي" حسابه محدث في أغسطس 2023، لكنه لا يحتوي على أي منشورات تتعلق بعمله كمحامٍ، فقط عن القصة المفبركة.

صفحة عم الشاب أحمد صلاح المزيفة


صور مزيفة معدلة بالذكاء الاصطناعي

الصور المنشورة على أنها تخص محمد صلاح تم تعديلها بشكل ملحوظ باستخدام برامج الذكاء الاصطناعي، حيث تظهر ملامح غير طبيعية تدل على التلاعب الرقمي.  

 

وخرج الشاب أحمد صلاح، صاحب الصورة الحقيقية المستخدمة في عملية النصب، عن صمته، مؤكدًا أن صوره قد سُرقت وتم التلاعب بها باستخدام الذكاء الاصطناعي لاستغلالها في حملة تبرعات مشبوهة.

أحمد صلاح يفضح الحقيقة

ونشر أحمد صلاح، برفقة صديقه أحمد سعيد، منشورًا عبر صفحته الشخصية، أكد فيه أنه تفاجأ باستخدام صوره في قصة مختلقة لا تمت له بصلة، قائلًا: "هذا منشوري الذي يحتوي على صورتي أنا وصديقي أحمد سعيد، ليس لدي أي فكرة عن العصابة التي قامت بفبركة صوري لاستخدامها في استدرار عاطفة الناس وجمع التبرعات، لا أعرف ماذا فعلوا أيضًا، لكنهم أضاعوا وقتي، وربنا يسامحهم، كان لدي أعمال مهمة، لكني سعيد أني كشفت زيفهم، وعرف الناس الحقيقة".

وأضاف: “يجب أن يتعلم الناس أن يتحروا الدقة ولا ينجرفوا وراء المشاعر فقط، بل يفكروا في كل ما يُنشر على الإنترنت”.

وفي تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أكد أحمد صلاح أن القصة كلها قائمة على فبركة صوره مع صديقه أحمد سعيد، ودمجها مع صور أخرى لإنشاء شخصية مزيفة بهدف كسب تعاطف الجمهور تمهيدًا للاحتيال المالي.


وأشار إلى أن تزييف الحسابات يصعب على الآخرين كشفها، والأمر يحتاج إلى شخص يعرف أساس الواقعة، والأشخاص الذين يقفون وراءها، والأهم من ذلك هو أن نصل إلى المتحكم في جميع هذه الحسابات.

search