السبت، 05 أكتوبر 2024

06:14 م

"خنقوه ولاذوا بالفرار".. العثور على "الطفل الرجل" في مصرف

الطفل المجني عليه، أدهم

الطفل المجني عليه، أدهم

مصطفى منازع

A A

في شقة متواضعة، يعيش "أدهم محمد عبد العزيز"، صاحب الـ14 عامًا بصحبة والدته وشقيقين أصغر منه، ورغم صغر سنه، فإنه رجل البيت وعائله، فقد انفصل والداه، فتحمل المسؤولية مبكرًا، تارة يعمل في محل وأخرى في مطعم، إلى أن تمكنت والدته من شراء "توك توك" بالتقسيط، ليكون مصدر رزق لهم.

خطف "الشقا" أدهم من طفولته، وبدأ العمل على "التوك توك"، يجوب به شوارع منطقة بشتيل بمحافظة الجيزة، حتى كان يوم 7 يناير الماضي، فقد خرج "الطفل الرجل" من منزله كعادته بحثًا عن لقمة عيش، استوقفه شخصان، وطلبا منه توصيلهما إلى مكان ناءٍ.

قتل وسرقة

في طريقه لتوصيل الزبائن، أجهز عليه أول الراكبين، خنقًا وطعنًا، بينما حمل الثاني جثته وألقاها في مصرف مائي قريب، ثم استقلا "التوك توك"، ولاذا بالفرار من المكان، ولفظ "أدهم" أنفاسه الأخيرة على الفور.

أدهم فين؟

انتهت والدة "أدهم" من إعداد الطعام، وجلست مع شقيقيه تنتظر عودته.. بدأ القلق يساورها فلم يعتد التأخر إلى ما بعد الساعة السادسة مساءً يوميًا.

مع حلول التاسعة مساءً، تملك القلق والخوف قلب الأم، ارتدت عباءتها وخرجت تجوب شوارع "بشتيل" تبحث عن نجلها وتقتفي أثره، مرت ساعات من البحث حتى انتصف الليل، ولكن من دون جدوى.

7 أيام بحث

صباح اليوم التالي، 8 يناير، أشرقت الشمس لتجدد مخاوف الأم وقلقها، فلم يعد أدهم إلى المنزل، وبدأت رحلة بحث جديدة، انتهت بها في مركز شرطة أوسيم، حيث توجهت إلى أحد الضباط، وطلبت منه تحرير محضر بتغيُّب نجلها، أدلت بتفاصيل غيابه وأوصافه وكذا أوصاف “التوك توك”.

جثة ابنك

بعد مرور 7 أيام على تغيب "أدهم"، تلقى مركز شرطة أوسيم، بلاغًا من الأهالي، مفاده العثور على جثة طفل متعفنة، ملقاة داخل أحد المصارف المائية، القريبة من منطقة بشتيل، حيث تم مقارنة مواصفات الجثة المعثور عليها، بتلك التي أدلت بها الأم في محضر التغيب، وكانت النتيجة هي التطابق.

استدعت الشرطة والدة "أدهم"، التي توجهت إلى المستشفى، وهي تمني النفس برغبتين متناقضتين، أن تجد ابنها وألا يكون هو صاحب الجثمان المعثور عليه.. دخلت ثلاجة المستشفى واصطحبها العامل إلى مكان حفظ "الوارد" من الجثث، حتى صُدمت بجثة ابنها، وتعالت صرخاتها حزنًا على وفاته، وحضر ممثل النيابة العامة، الذي ناظر الجثة، وأمر بدفن "أدهم" بعد تشريح الجثمان.

الطفل الضحية، أدهم

المتهمان

بدأت الشرطة في تنفيذ خطة بحث، لكشف غموض الواقعة، حيث تمكنت من تحديد هوية متهمين اثنين كانا بصحبة أدهم قبل اختفائه، وتمكنت الشرطة من القبض عليهما، حيث اعترفا باستقلال "التوك توك" معه، من ثم قتله وإلقاء جثته في مصرف مائي.

من جانبها، أمرت النيابة العامة بحبس المتهمين بعد التحقيق معهما، ونسبت لهما ارتكاب جريمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، والمقترن بارتكاب جريمة السرقة.

ومثُل المتهمان أمام قاضي المعارضات، الذي أمر بتجديد حبسهما 15 يومًا على ذمة التحقيقات التي تجري معهما.

search