الجمعة، 22 نوفمبر 2024

09:44 م

أطفال ولكن عظماء.. أبناء غزة يوفرون “القوت” لذويهم

أطفال غزة في مخيم النازحين

أطفال غزة في مخيم النازحين

ميار مختار

A A

قد تخطف الحرب الإسرائيلية الممنهجة على قطاع غزة حياة الأفراد، وتمحو أحلامًا وتحطم مستقبل البعض، إلا أن التوقف ليس أبدًا خيارًا مطروحًا أمام الفلسطينيين، خاصةً الأطفال الذين يتصفون بالشجاعة والقوة التي تدفعهم لتحمُل المسؤولية.

"عجلاتي" المخيم

الطفل الصغير، مهند الدالي، لم يتجاوز الـ16 عامًا، لكنه أصبح المصدر الوحيد لإعالة أسرة كاملة مسؤولة منه، فما كان أمامه إلا استغلال موهبته للتربح منها، من خلال العمل على إصلاح الدراجات الخاصة بالأطفال في المخيم. 

وخيمته جنوب قطاع غزة، في محافظة رفح، تحولت إلى ورشة لإصلاح الدراجات الهوائية، خاصةً في ظل عدم قدرة والده على العمل، واحتياجه لإعالة 11 فردًا.

عجلاتي المخيم

15 دراجة يوميًا يُصلحها “الدالي” في البرد القارس وسط آلاف المخيمات، في ظل نقص الإمكانات ومستلزمات الدراجات.


البحث عن الطعام

في ظل القصف الإسرائيلي الدائم لشاحنات المساعدات، وعرقلته لإيصال المساعدات الإنسانية لمستحقيها، كان آخرها ما قامت به الزوارق الإسرائيلية عبر قواتها البحرية من قصف شاحنة مساعدات تابعة للأمم المتحدة، بجانب تعرض من يقرر الخروج من المخيم إلى عمليات قنص، من جيش الاحتلال، يبحث مجموعة من الأطفال عن الطعام بين القمامة وفي مكبات النفايات لتوزيعه على الخيام وعلى من يحتاج.

وكان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، قد حذر من وقف تمويل منظمة الأونروا، في ظل المجاعة التي يُعانيها السكان في القطاع، واصفًا أنها قد تصل إلى حد التآمر والاشتراك في جريمة الإبادة الجماعية، كما حذر من أخطار خطط إسرائيل لتحويل التهجير القسري إلى أمر واقع، بما ينطوي عليه ذلك من ترك النازحين فريسة للأمراض والأوبئة والجوع بصورة متزايدة.
وذكر سابقًا في بيان صادر عنه، أن آلاف النازحين الفلسطينيين الذين وصلوا إلى مدينة رفح، يواجهون تكدسًا شديدًا بما يتجاوز 12 ألف شخص لكل كيلو متر مربع، ويقاسون أوضاعًا غير إنسانية تصل إلى حد المأساة.

صحفية المخيم

بعدما قدم الفلسطينيون مثالًا يقتدى به في الإعلام والصحافة، وكيفية نقل الخبر، أصبح الجميع صحفيون ينقلون الحقائق، وكذا الأمر في المخيمات، حيث تقوم الطفلة، لمى أبو جاموس، بلعب دورها كناقلة للأحداث وواصفة للمشهد في مخيمات اللاجئين، تتحدث “لمى” عن الأوضاع وحالهم مع المطر، وطريقتهم للعيش.

لمى أبو جاموس

وفي أحدث تقاريرها، أجرت لمى مع بعض أطفال المخيم مقابلات صغيرة عن حالهم بالبرد القارس، وجاءتها الردود "المطر شديد علينا"، "كل ما تشتي تنكسر الخشبة وبابا حط خشبتين لتثبيت الخيمة"، "البرد كتير علينا والله ولم نستلم الحرمات"، "تمزقت الخيم بسبب المطر".

"هيدا هي أجواء البرد بالخيم وأنا بتمنى الحرب تخلص على خير"، بتلك العبارة الختامية وبأيدي ثابتة أنهت “لمى” تقريرها الصحفي، مختتمة عملها وعائدة للخيمة البلاستيكة التي تسكنها في ظل النزوح مع عائلتها.

مالك “ملاهي”

ولأنهم "يحبون الحياة ما استطاعوا إليها سبيلًا"، أنشأ الطفل محمد محمود، مدينة ألعاب ترفيهية بالمخيم، تحتوي على 4 لعب متوسطة الحجم كانت ملكه، منها لعبة للتزحلق، وأخرى للقفز، وإحداهما للدوران.

محمد محمود

يسرقون من أيام الحرب لحظات بريئة، ويؤكد ذلك “محمد” إذ يقول إنه أراد الترفيه عن الصغار ونفسياتهم، مضيفًا "أنا أيضًا ألعب معهم".

معلمة المخيم

الطفلة هند فالح، هي المعلمة للأطفال بالمخيم، تقرأ لهم، وتقص لهم القصص وتتحدث معهم، وأعربت في حديث لوسائل إعلام عن أملها في أن تستكمل دراستها، وتعود لمدرستها التي قصفتها قوات الاحتلال، وحلمها في أن تصبح معلمة، إلا أنها اختتمت "الحرب دمرت كل شيء".

search