الأربعاء، 02 أبريل 2025

03:35 م

حكم صيام الست من شوال.. "الإفتاء" توضح

صيام الست من شوال

صيام الست من شوال

محمد لطفي أبوعقيل

A .A

يحرص المسلمون على صيام الست من شوال بعد انتهاء عيد الفطر 2025، حيث يُعتبر صيام هذه الأيام سنة عند كثير من العلماء، لما لها من فضل عظيم، إذ يُحتسب لمن يصومها كأنه صام العام كله.

وفي هذا السياق، أجابت دار الإفتاء المصرية عن بعض الأسئلة المتعلقة بصيام الستة أيام من شوال، والتي يُطلق عليها أيضًا "الأيام البيض"، موضحةً حكمها وثوابها، وإمكانية الجمع بينها وبين قضاء أيام من رمضان، ومدى اشتراط التتابع في صيامها.

ثواب صيام الست من شوال

أوضحت دار الإفتاء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه: "من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال فكأنما صام الدهر". 

وبذلك، يُعد صيام هذه الأيام سنة مستحبة، حيث يُحسب للمسلم وكأنه صام العام كله، لأن الحسنة بعشر أمثالها، فيكون مجموع أيام الصيام 36 يومًا، أي ما يعادل عدد أيام السنة.

وأضافت دار الإفتاء أن هذه الأيام تُشبه في منزلتها صلاة السنن البعدية التي تُكمل النقص في الفريضة، كما أن صيام شعبان يُشبه السنن القبلية التي تسبق الفرض. 

ويُعتبر صيام الست من شوال علامة على قبول رمضان، لأن من علامات قبول الطاعة أن يتبعها المسلم بطاعة أخرى، مما يدل على استمرار الرغبة في العبادة.

وأكدت الدار أنه لا يُشترط تتابع هذه الأيام، إذ يمكن توزيعها على الشهر وفقًا لظروف الصائم، كصيامها في أيام الاثنين والخميس، أو في الأيام البيض (13، 14، 15 من الشهر)، ولكن المبادرة بها بعد العيد مباشرة أفضل.

حكم الجمع بين صيام القضاء والست من شوال

أما بخصوص الجمع بين نية صيام القضاء من رمضان وصيام الست من شوال، فقد أوضحت دار الإفتاء أنه من الأفضل قضاء الأيام الفائتة من رمضان أولًا قبل صيام الستة البيض، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "دين الله أحق أن يُقضى".

ومع ذلك، أجاز علماء الشافعية الجمع بين نية القضاء ونية صيام الست من شوال، بحيث يحصل الصائم على ثواب النيتين معًا. 

كما يجوز تأخير قضاء رمضان إلى ما بعد شوال، بشرط أن يُتم الصيام قبل حلول رمضان التالي.

حكم نية صيام الست من شوال

أشارت دار الإفتاء إلى أن نية صيام الست من شوال يمكن إنشاؤها حتى وقت الظهر من يوم الصيام، بشرط ألا يكون الصائم قد تناول أي شيء يُبطل الصيام منذ الفجر، لأن هذا يُعد من أحكام صيام النافلة. 

أما صيام الفريضة، سواء أكان قضاءً أم أداءً، فيجب أن تُعقد نيته قبل الفجر.

وبذلك، يظل صيام الستة من شوال فرصة عظيمة لمن يرغب في كسب أجر الصيام طوال العام، مع مراعاة الأحكام الفقهية المتعلقة بها لضمان صحتها وقبولها.

search