الإثنين، 07 أبريل 2025

05:57 م

غزة بين قمتين.. رؤية فرنسية للواقع المرير ورسالة ضغط أمريكية

الرئيس السيسي ونظيره الفرنسي

الرئيس السيسي ونظيره الفرنسي

أسامة حماد

A .A

يعقد العالم أملًا كبيرًا على القمتين المرتقبتين، اليوم الإثنين، لوقف الحرب في قطاع غزة، بالتزامن مع تصعيد عمليات الإبادة التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في القطاع.

قمة ثلاثية في القاهرة

وتُعقد اليوم قمة ثلاثية في القاهرة، بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ونطيره الفرنسي إيمانول ماكرون والعاهل الأردني الملك عبدالله، لبحث سبل وقف الحرب في قطاع غزة وإدخال المساعدات.

في التوقيت ذاته تُعقد قمة أخرى في البيت الأبيض، بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ورئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، تشمل أجندتها مناقشة الحرب في غزة والتطورات في الشرق الأوسط.

ويرى الخبراء والسياسيون أن القمتين المزمع عقدهما اليوم، من المتوقع أن يكون لهما تأثيرات إيجابية في إنقاذ الوضع القائم في قطاع غزة، وسط احتمالات بإعلان هدنة وصفقة تبادل أسرى.

زيارة في غاية الأهمية

الخبير والإستراتيجي، اللواء سمير فرج، يرى أن زيارة ماكرون إلى مصر في غاية الأهمية، خاصة أن فرنسا تدعم الموقف المصري في مختلف القضايا، منها الفلسطينية.

وقال لـ “تليجراف مصر”، إن وجود ماكرون في القمة المصرية الأردنية الفرنسية، سيدعم القضية الفلسطينية وحل الدولتين ووقف إطلاق النار، خاصة أن الرئيس الفرنسي سيتوجه إلى العريش ليشاهد الوضع في قطاع غزة عن قرب وعلى أرض الواقع، ما يمثل دعاية كبيرة ليرى العالم الجرائم التي تحدث داخل القطاع.

وأوضح اللواء سمير فرج أن زيارة ماكرون ستكون وسيلة ضغط على ترامب ونتنياهو لوقف حرب غزة، خاصة أن فرنسا دولة محورية في الاتحاد الأوروبي، موضحًا أن الزيارة تمثل أحد أدوات مصر السياسية للضغط على نتنياهو.

وتابع اللواء سمير فرج “نعول على القمة تأييد الوضع المصري والأردني ودعم دور مصر في حل القضية الفلسطينية وجهود إعادة الإعمار”.

ضرورة حل الدولتين

من جانبه، أوضح مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير حسين هريدي، أن القمة الثلايية في القاهرة تنعقد لبحث الأوضاع في غزة والضفة الغربية والإجراءات التي يمكن اتخاذها من الدول الثلاث لوقف إطلاق النار في أسرع وقت وإدخال المساعدات الإنسانية.

وأضاف "هريدي" لـ"تليجراف مصر"، بأن زيارة الرئيس الفرنسي إلى مصر تؤكد على ضرورة حل الدولتين، الذي يعد أهم شروط  تحقيق الأمن.

فيما أكد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، الدكتور أيمن الرقب، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سيضغط على نتنياهو خلال لقائهما بالبيت الأبيض، لوقف الحرب في غزة.

ويتوقع الرقب أن يعلن الرئيس الأمريكي خلال لقائه مع نتنياهو، نجاح الوساطة الأمريكية في الوصول إلى صفقة بين إسرائيل وحماس  لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، ولو بشكل مؤقت لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من قطاع غزة.

توقيت شديد الحساسية

وأكد الرقب أن القمة المصرية الفرنسية الأردنية، تأتي في توقيت غاية في التعقيد لمناقشة الوضع بشكل عام في قطاع غزة.

وشدد على أهمية الدعم الفرنسي للموقف المصري بضرورة وقف الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، خاصة أن فرنسا دولة قيادية في الاتحاد الأوروبي وعضو دائم في مجلس الأمن، ولها حضور  قوي وكبير في العالم.

وتابع: "رغم قناعتنا بأن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة القادرة على الضغط على إسرائيل، لكن الاحتلال له مصالح أيضًا مع  فرنسا ودول أخرى في الاتحاد الأوروبي، يمكن الضغط  عليه باستخدام هذه العلاقات".

وواصل الرقب بأن ماكرون خلال زيارته للعريش قد يقترب من رفح، ليشاهد الوضع الإنساني الخطير في قطاع غزة، كما سيرى كم المساعدات التي تصطف على جانبي الطريق في العريش وتُمنع من الدخول إلى القطاع.

رسالة إلى ترامب

وزاد الرقب: "قد يستطيع ماكرون رؤية غزة عبر طائرته، ليرى حجم الدمار الذي لحق بالقطاع بشكل كامل"، لافتًا إلى أن القمة ستناقش كيفية إنقاذ الشعب الفلسطيني من هذه الجرائم، خاصة أن حماس وافقت على المقترح المصري الذي رفضه الاحتلال.

وأشار إلى أن زيارة ماكرون إلى مصر ستبعث رسالة إلى ترامب للضغط على نتنياهو بضرورة وقف الحرب في غزة وتبادل الأسرى، خاصة أنها تتزامن مع لقاء ترامب ونتنياهو في البيت الأبيض.

وقال خبير الشؤون الإسرائيلية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، الدكتور سعيد عكاشة، إن ضغط  ترامب على نتنياهو لن يكون لوقف الحرب بشكل كامل، بل لتجنب سقوط هذ الكم الكبير من الضحايا من المدنيين، بسبب الانتقادات التي تتعرض لها الولايات المتحدة الأمريكية من الغرب بسبب دعمها لإسرائيل.

وأشار عكاشة، في تصريحات لـ”تليجراف مصر"، إلى أن زيارة ماكرون إلى مصر ستحمل رسالة إلى ترامب بضرورة وقف حرب غزة، خاصة أن الاتحاد الأوربي سيتضرر من تهجير الفلسطينيين الذي سيخلفه الدعم الأمريكي للعمليات الإسرائيلية في قطاع غزة.

search