الجمعة، 18 أبريل 2025

11:48 ص

أيمن عدلي
A A

أيمن عدلي يكتب: 57357 صرح طبي يحتاج أن يصل إلى صعيد مصر

في زمن تراجعت فيه الثقة في مؤسسات كثيرة، بقي مستشفى سرطان الأطفال 57357 نموذجًا يُحتذى به، وقصة نجاح مصرية خالصة.. هذا الصرح لا يفتح أبوابه فقط للعلاج، بل يفتح الأمل لعشرات الآلاف من الأطفال وأسرهم ، حيث يقدم المستشفى خدماته الطبية المتكاملة دون وساطة، دون تمييز، ودون أن يطلب من المريض أكثر من أن يكون طفلًا يحتاج فرصة للنجاة.

وفي رأيي ما يقدمه 57357 ليس مجرد علاج، بل حياة كاملة مدعومة بأحدث التقنيات، وأمهر الأطباء، ورعاية إنسانية لا تقارن، ومع ذلك يبقى السؤال: لماذا لا يكون لهذا الصرح فروع في باقي المحافظات؟ لماذا لا يصل إلى القرى والنجوع، خاصة في صعيد مصر، حيث ترتفع نسب الإصابة، ويقل الوصول إلى العلاج المناسب؟

من خلال مكالمات عديدة تلقيتها خلال عملي، لمست عن قرب حجم المعاناة، وسمعت مرارًا عن أطفال يصابون بسرطان الدم أو أورام المخ، في أماكن لا تصلها الخدمة الطبية المتخصصة.. في المقابل ،المعهد القومي للأورام، رغم ما يقدمه، بات غير قادر وحده على استيعاب الكم المتزايد من الحالات، لا من حيث الطاقة الاستيعابية ولا من حيث الإمكانيات.

الدور المجتمعي الآن ضروري أكثر من أي وقت مضى ، ولابد من تكاتف الدولة، المجتمع المدني، ورجال الأعمال من أجل دعم التوسع في نموذج 57357، وتكراره في المحافظات وخاصة صعيد مصر ، فمستقبل أطفالنا لا يحتمل الانتظار على قوائم، ولا يحتمل السفر مئات الكيلومترات لتلقي العلاج.

وفي هذا السياق، يجب أن يتحدث الأطباء بصراحة عن أسباب هذه الزيادة المقلقة في نسب إصابة الأطفال بالسرطان. هل هناك عوامل بيئية؟ هل تلعب التغذية أو التلوث دورًا؟ هذه الإجابات مطلوبة من أجل الوقاية، وليس فقط العلاج.

57357 أنقذ آلاف الأطفال، لكنه لا يستطيع أن يعمل وحده.. فالمعركة مع السرطان تحتاج إلى خطة وطنية تبدأ من الوعي وتنتهي بالعلاج الشامل في كل محافظة ، وحتى ذلك الحين، يبقى هذا المستشفى منارة مضيئة وسط ظلام المرض، ويستحق أن نحمل رسالته وندعمه ليصل إلى كل طفل مصري.

search