الجمعة، 04 أكتوبر 2024

08:19 ص

النشارة والجريد.. "نوستالجيا الثمانينيات" اختفت من الأفراح

مظاهر اختفت في الأفراح

مظاهر اختفت في الأفراح

سما محمد

A A

اختلفت مظاهر الاحتفال في الأفراح المصرية في الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين وحتى الآن، ومع مرور الزمن اختفت بعض هذه المظاهر، التي كانت يومًا ما ركنًا أساسيًا في حفلات الزفاف.

كوشة جريد النخيل

اشتهرت الكوشة في الثمانينيات والتسعينيات، خاصة في الريف بـ"جريد النخيل"، إذ كانت عبارة عن كرسيين للعروسين وفوقها يتداخل الجريد، في مشهد يعيد للأذهان فرحة حصاد المحاصيل.

واختفت كوشة جريد النخيل من الأفراح المصرية بشكل كبير، وأصبحت تُعتبر من العناصر التراثية التي لا تتناسب مع التطور الذي حدث في عالم ديكورات حفلات الزفاف.
 

كوشة جريد النخيل

ميك أب العروس

كانت العروس تتجهز ليوم زفافها في منزلها، بمساعدة شقيقاتها وأقاربها من الفتيات، لتظهر العروس بمظهر ناعم مع تسريحة شعر بسيطة يعلوها تاج وطرحة زفاف.

اختلفت هذه العادة قليلًا مع ظهور مفهوم الميكب أرتست والكوافيرات، وأصبح من المعتاد أن تلجأ العروس إلى خبيرة تجميل لوضع المكياج لها، وإلى مصفف شعر لتسريحها، وذلك للحصول على إطلالة مثالية في هذا اليوم المميز.

راقصة الشمعدان

تصدرت حاملة الشمعدان، مشهد الرقص في الأفراح المصرية قديمًا، إذ كانت تحمل الشموع المشتعلة أعلى رأسها، بينما ترقص على معازف المطرب الشعبي وفرقته.

كانت راقصة الشمعدان من أهم المظاهر في حفلات الزفاف قديمًا، وكانت تشارك في الرقص على أنغام الموسيقى الشعبية، بينما تحمل شموعًا مضاءة فوق رأسها.

وكانت عادةً ما تكون امرأة شابة جميلة، ترتدي ملابسًا تقليدية مصرية، وتتميز بمهاراتها في الرقص، وترمز إلى الفرح والبهجة، حيث تمثل بداية حياة جديدة للعروسين.

راقصة الشمعدان

الفرق الموسيقية

كان الجيران وخاصة النساء منهم، يكونون فرقًا نسائية تشتهر بعزف الطبلة والدف، لإحياء الأفراح مع مجموعة من الأغاني الفلكلورية. وبمرور السنوات، تطور الأمر إلى فرق موسيقية محترفة بصحبة آلاتها مع صوت المغني الشعبي.

ليلة الحنة

تميزت "ليلة الحنة" بوضع الحناء داخل صينية تغرس فيها بعض الشموع المضيئة، من ثم تضعها والدة العروس على رأسها لترقص بها، ليبدأ التناوب بين محبي العروس والعريس على الرقص بالصينية.

بعدها تجلس العروس والعريس وسط الأهل والأحبة ليضعوا الحناء على أياديهم وأحيانًا على أرجلهم، كما يتم توزيع بعض الحناء على المعازيم داخل أكياس بلاستيكية.

ليلة الحنة

الرسم بالنشارة

كان الشباب يستخدمون الرمال والنشارة الخشبية الملونة، في رسم أشكال مبهجة على الأرض، وكانت تتنوع الأشكال بدايةً من الورود والقلوب إلى التماسيح وحروف من أسماء العروسين وغيرها من الأشكال.

تظل هذه الرسومات الملونة محاطة بمجموعة من الكراسي إلى أن يصل العروسين، وفي بعض الأحيان يوضع القطن داخل الأشكال المصنوعة بالرمال ويتم إشعاله.

الرسم بالنشارة

 يا منجد علّي المرتبة

قبل حفل الزفاف بأيام، كان يأتي "المنجد" مع ماكينته الحديدية مفترشًا الأرض أمام منزل العروس، محاطًا بالقطن الأبيض من كل اتجاه، لبدأ بفك التشابك بعصا خشبية طويلة.

وبينما كان الشارع يمتلئ بالأثاث المنزلي ومفروشات العروس، ينزوي المنجد بجانب المكنة الحديد المستخدمة لفرز القطن والمقص والخيط والإبرة والمسلة، مفترشا الأقمشة الستان التي كانت تصنع منها "اللحاف الدرابيه المنجد".

وتتفاوت أجرة المنجد بحسب "شطارته"، وتمكنه من استخدام الإبرة والخيط للرسم على اللحاف والوسائد، إلا أن "النقطة" هي مبلغ مالي يقدم للأسر في المناسبات"، كانت من نصيب المنجد وأعوانه، وكانت توضع قديمًا في صينية ألومنيوم نصب أعينهم.

وفي الخلفية تجتمع نساء الحارة ممسكين بالطبول البلدي ويرددون أغانيهم الفلكلورية، "يا منجد علّي المرتبة".

الشارع يمتلئ بالأثاث المنزلي والمفروشات
search