السبت، 19 أبريل 2025

03:02 م

من سيلفي خان الخليلي للعريش.. ماذا حملت زيارة الرئيس الفرنسي لمصر؟

ماكرون والسيسي في خان الخليلي

ماكرون والسيسي في خان الخليلي

أثارت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لمصر أصداء واسعة، وردود فعل إيجابية، بعد ظهوره في أماكن أثرية وتاريخية عدة رفقة الرئيس عبد الفتاح السيسي، قبل أن يتوجها إلى العريش اليوم لإيصال رسالة تضامنية مع مصر ضد مخططات تهجير الفلسطينيين.

ماكرون والسيسي في خان الخليلي 

ثلاث رسائل محورية من جولة السيسي وماكرون

من جانبه قال الخبير الاستراتيجي اللواء سمير فرج، إن زيارة الرئيس الفرنسي لمصر، حملت رسائل سياسية واجتماعية، ودلالات إلى الداخل والخارج، مؤكدًا أن أبرز تلك الرسائل ثلاث.

وأوضح فرج في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أن زيارة ماكرون حملت 3 رسائل؛ الأولى تتمثل في التأكيد على أن مصر تنعم بالأمن والاستقرار، مشيرًا إلى أن الرئيس الفرنسي، نفسه لا يستطيع التجول بمفرده في شارع الشانزليزيه الشهير بفرنسا، لما يمثله ذلك من خطر أمني، بينما الرئيس السيسي قام بجولة وسط جموع المواطنين في منطقة خان الخليلي، وهي من أكثر المناطق ازدحامًا في القاهرة، ما يعكس ثقة الدولة في استقرارها الأمني.

السيسي وماكرون في مترو الأنفاق

أما الرسالة الثانية بحسب فرج، فتكمن في تجسيد حب الشعب المصري للرئيس السيسي، وهو ما ظهر جليًا في تفاعل المواطنين خلال الجولة، حيث لم تُغلق المحال التجارية، بل ظل أصحابها يمارسون أعمالهم، ويتفاعلون مع وجود الرئيس، الذي حرص على مصافحة المواطنين وتحية بعضهم، بينما سارع البعض الآخر لالتقاط صور تذكارية "سيلفي"، وسط هتافات مؤيدة من الحضور مثل "بنحبك يا سيسي".

وفيما يتعلق بالرسالة الثالثة، أشار اللواء سمير فرج إلى أن الرئيس السيسي أراد أن يُظهر لماكرون جذوره الشعبية، باصطحابه إلى منطقة نشأ فيها، ما يعكس انتماءه للطبقة الكادحة من أبناء الشعب المصري، وتأكيده على أنه خرج من قلب هذا الوطن، ويعي جيدًا نبض المواطن البسيط وتحدياته.

وأكد فرج أن هذه الزيارة لم تكن بروتوكولية فقط، بل جاءت محمّلة برموز ورسائل قوية تعكس طبيعة العلاقة بين الشعب والقيادة، وتعزز من صورة الدولة المصرية أمام العالم.

السيسي وماكرون خلال زيارة مدينة العريش

"التسويق السياسي" لمصر أمام العالم

من جانبه صرّح أستاذ العلاقات الدولية الدكتور طارق فهمي، أن جولة الرئيس الفرنسي في شوارع القاهرة ومناطقها الحيوية، مثل خان الخليلي والجمالية ومدينة العريش، وصولًا إلى جامعة القاهرة، تُعد رسالة قوية ومقصودة تُبرز حالة الأمن والاستقرار التي تنعم بها الدولة المصرية.

وأوضح الدكتور فهمي أن هذه التحركات لا تقتصر فقط على البعد البروتوكولي، بل تمثل نمطًا من أنماط "التسويق السياسي" الإيجابي لمصر، مؤكدًا أن الدولة يمكن أن تستثمر هذه المشاهد إعلاميًا ودبلوماسيًا لتعزيز صورتها أمام العالم، خاصة في ملف السياحة.

ماكرون في جامعة القاهرة

وأشار فهمي، إلى أن حديث ماكرون عن الحضارة المصرية وتاريـخها يعكس اهتمامًا فرنسيًا تقليديًا ومستمرًا بمصر، يعود إلى عهد نابليون بونابرت، لافتًا إلى أن الشعب الفرنسي بطبيعته مثقف ومولع بالحضارات المصرية القديمة، وهو ما يُمثل فرصة لمصر لتعزيز علاقاتها الثقافية والسياحية مع فرنسا.

وأضاف فهمي، أن الجولة لم تقتصر على استعراض التاريخ فقط، بل شملت أيضًا ملامح من مصر الحديثة، حيث اصطحب الرئيس عبد الفتاح السيسي نظيره الفرنسي في جولة بمترو الأنفاق، في دلالة رمزية على التطور الحضاري والبنية التحتية الحديثة، أعقبها حضور حفلة خاصة بالأوبرا، ثم زيارة جامعة القاهرة، ليُقدَّم بذلك نموذجًا متكاملًا يجمع بين الأصالة والتقدم، ويوجه رسالة إلى أوروبا بأن مصر بلد آمن ومستقر ومتطور.

السيسي وماكرون في خان الخليلي 

زيارة ماكرون لمصر

يذكر أن زيارة ماكرون لمصر بدأت أمس، حيث استقبله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وبحث الرئيسان تعزيز العلاقات الثنائية والتنسيق بشأن القضايا الإقليمية، خصوصًا الوضع الإنساني في غزة. 

السيسي وماكرون في محطة مترو الأنفاق

شملت الزيارة جولة في خان الخليلي بالقاهرة، حيث أعرب ماكرون عن إعجابه بالتراث المصري، كما زار جامعة القاهرة، بالإضافة إلى مستودعات المساعدات المخصصة لغزة.

واختتم ماكرون، زيارته من مدينة العريش في زيارة لمستشفى يعالج الجرحى الفلسطينيين، مؤكدًا التزام فرنسا بدعم الجهود الإنسانية في القطاع.

search