الأحد، 27 أبريل 2025

12:32 ص

النفط في مهب التوترات.. خام برنت يقترب من 60 دولارًا

أسعار النفط - صورة تعبيرية

أسعار النفط - صورة تعبيرية

واصلت أسعار النفط تراجعها الحاد، الأربعاء، لتسجل أدنى مستوياتها في أربع سنوات، متأثرة بتصاعد التوترات التجارية العالمية وزيادة المخاوف من ركود اقتصادي محتمل قد يُضعف الطلب على الطاقة.

تراجع خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط

سجل خام برنت انخفاضًا بنسبة 4% تقريبًا، ليقترب من حاجز 60 دولارًا للبرميل، في حين تراجع خام غرب تكساس الوسيط للجلسة الخامسة على التوالي، مما يعكس القلق المتزايد من تأثير الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على الاقتصاد العالمي.

التصعيد التجاري بين الولايات المتحدة والصين يفاقم المخاوف

ورغم إشارات البيت الأبيض بانفتاحه على إبرام اتفاقات تجارية مع بعض الشركاء، فإن التصعيد المستمر بين الولايات المتحدة والصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، قد عمّق المخاوف من انهيار الطلب على النفط. 

وقد أعاد هذا التصعيد إلى الأذهان السيناريوهات الاقتصادية التي شهدت ركودًا سابقًا.

الرسوم الجمركية وأثرها على سوق النفط

تراجعت أسعار النفط بنسبة 20% منذ بداية العام الجاري، وسط السياسات التجارية المتشددة التي تنتهجها إدارة ترامب. 

تم تصنيف ما يقرب من 60 شريكًا تجاريًا على أنهم "الأسوأ"، تمهيدًا لفرض رسوم جمركية مرتفعة قد تصل إلى 104%، في خطوة يتوقع أن تدخل حيز التنفيذ في وقت قريب.

وفي هذا السياق، قال وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع في بنك "آي إن جي" في سنغافورة، لوكالة رويترز: "تصعيد الرسوم الجمركية يُضعف آفاق النمو العالمي ويزيد من مخاطر تراجع الطلب على النفط، ومع غياب بوادر للتهدئة، تبقى المخاطر قائمة نحو مزيد من الانخفاض".

التهديدات الصينية وتهديدات بتراجع النفط إلى أقل من 60 دولارًا

في رد فعل على التصعيد التجاري، هددت الصين بفرض رسوم انتقامية جديدة، مما دفع المحللين إلى توقع تراجع أسعار خام برنت إلى ما دون مستوى 60 دولارًا، في حال تنفيذ الصين لتهديداتها.

خطر الفائض في المعروض النفطي

بالإضافة إلى الحرب التجارية، كان قرار تحالف أوبك+ بتقليص القيود على المعروض النفطي بوتيرة أسرع من المتوقع، قد ساهم في تعميق قلق المستثمرين من أن الأسواق قد تتجه إلى فائض في المعروض، مما يتجاوز الطلب المتآكل بفعل الركود المحتمل. 

وقال روبرت ريني، رئيس أبحاث السلع والكربون في بنك "ويستباك"، إن الأسواق قد تشهد مزيدًا من التدهور إذا استمر التصعيد التجاري.

إشارات سلبية في سوق النفط: “الكونتانغو”

من بين أبرز المؤشرات السلبية في سوق النفط، اتساع الفارق الزمني بين عقود خام برنت الآجلة لتسليم ديسمبر 2025 والعقود الأقرب، وهو ما يعرف بـ"الكونتانغو". 

تشير هذه الحالة إلى توقعات الأسواق بوفرة في المعروض على المدى القصير وضعف في الطلب.

تأثير الانهيار في أسعار النفط على التضخم

على الرغم من أن الرسوم الجمركية الجديدة قد تساهم في رفع معدلات التضخم نتيجة زيادة أسعار السلع، إلا أن الانهيار في أسعار النفط ومشتقاته، مثل الديزل والبنزين، قد يساهم في تخفيف بعض الضغوط التضخمية. حيث تراجعت عقود البنزين الأمريكي الآجلة بنسبة 15% حتى الآن في شهر أبريل فقط.

search