الأحد، 13 أبريل 2025

06:50 م

تتمنى فشلها.. كيف استقبلت إسرائيل أخبار مفاوضات أمريكا وإيران؟

أمريكا وإيران- تعبيرية

أمريكا وإيران- تعبيرية

سيد محمد

A .A

علقت كل من الصحف الإسرائيلية والأمريكية على موقف تل أبيب من جولة من المفاوضات المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن برنامج طهران النووي، التي تستضيفها سلطنة عمان بين المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، وتُجرى داخل غرفة واحدة تجمع الوفدين، في إشارة إلى انفتاح غير مسبوق في مسار دبلوماسي متوتر منذ سنوات.

إسرائيل تراقب بقلق: “لا نريد اتفاقًا منقوصًا”

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصادر إسرائيلية قولها إن أي اتفاق لا يشمل تفكيكًا كاملًا للبنية التحتية لتخصيب اليورانيوم في إيران سيكون مرفوضًا.

تهديدات ترامب وتوقعات بتصعيد

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من جهته، أكد مجددًا في تصريحات للصحفيين من البيت الأبيض أن "الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي"، وأضاف: "إذا تطلب الأمر تحركًا عسكريًا، فستقوده إسرائيل بدعم أمريكي كامل".

وجاءت تصريحات ترامب تزامنًا مع نشر قاذفات B-2 في جزيرة دييجو جارسيا، ووصول حاملة الطائرات الأمريكية "كارل فنسون" إلى منطقة الشرق الأوسط، في رسالة ردع واضحة لطهران.

معلومات استخباراتية مقلقة

بحسب تقارير استخباراتية أمريكية نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن إيران باتت تمتلك كمية من المواد الانشطارية تكفي لتصنيع قنبلة نووية خلال أسابيع قليلة، ما يعزز الحاجة الملحة للتوصل إلى تسوية دبلوماسية عاجلة.

في المقابل، تواصل وسائل الإعلام الإيرانية تأكيد رفض طهران لأي مفاوضات تحت "لغة التهديد"، معتبرة ذلك خطًا أحمر.

وتسعى واشنطن، وفقًا لمصادر أمريكية، إلى اتفاق جديد أكثر صرامة من اتفاق أوباما لعام 2015، يشمل تفكيك منشآت التخصيب، وإنهاء برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، ووقف دعم طهران للفصائل المسلحة في المنطقة، كحزب الله وحماس.

في المقابل، تشير مؤشرات من طهران إلى رغبتها في تعديل الاتفاق السابق فقط، دون تقديم تنازلات جوهرية في تلك الملفات.

هل تنجح المفاوضات أم تعود الخيارات العسكرية؟

بينما أوضحت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أنه في تل أبيب، يسود قلق متزايد من أن المفاوضات قد تُفضي إلى اتفاق لا يرقى إلى مطالب إسرائيل الأمنية، وتشير التقديرات إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حذّر في اجتماعات مغلقة من احتمال أن تماطل طهران في المفاوضات، وهو تكتيك استخدمته مرارًا في الماضي، وفق قوله.

وأشارت الصحيفة إلى أن الشكوك تتزايد في إسرائيل حول مدى صرامة فريق التفاوض الأمريكي، وإمكانية أن يقرر ترامب، المعروف باندفاعه، إبرام اتفاق غير مكتمل فقط من أجل تسجيل إنجاز سياسي. 

ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية بأن أفضل وقت لتوجيه ضربة للبنية التحتية النووية الإيرانية قد يكون الآن، في ظل ما تصفه بـ"الضعف الدفاعي النسبي" لطهران.

وتضيف المصادر: "في نهاية المطاف، نأمل في فشل المفاوضات وعودة الخيار العسكري إلى الطاولة".

صفقات البوينج فرصة استثمارية لأمريكا

بينما ترى صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، أن إيران تمثل فرصة استثمارية هائلة قد تجذب اهتمام الولايات المتحدة، حيث تخطط إيران لتحديث أسطولها الجوي بشراء طائرات، وترامب يطمح إلى بيع طائرات بوينج مقابل رغبة أوروبا ببيع إيرباص. 

كما أن إيران تحتاج إلى 400 مليار دولار من الاستثمارات في قطاعي النفط والغاز، ولديها ثروات استراتيجية من المعادن التي تهم أمريكا".

وأشارت الصحيفة إلى أن بيع 100 طائرة بوينج لإيران قد يساعد في إنقاذ الشركة من أزمتها الحالية، كما أن موارد إيران من الزنك، النحاس، الحديد، الألومنيوم، الذهب، وحتى المعادن النادرة، كلها مغرية للمستثمر الأمريكي.

كما قد يستخدم مشروع "حقل فارس الجنوبي" المشترك مع قطر، كورقة تفاوضية، حيث يمكن لطهران فتح المجال أمام الشركات الأمريكية لتطويره، وهو ما قد يكون مكسبًا كبيرًا للولايات المتحدة.

وترى الصحيفة على الجانب الآخر، أن شن حرب ضد إيران سيكون مكلفاً جداً، وقد يؤدي إلى ردود فعل واسعة تشمل إغلاق مضيق هرمز، وتحريك أذرع طهران في المنطقة، مثل حزب الله في لبنان، والميليشيات في العراق، والحوثيين في اليمن.

ورغم الضربات الأمريكية للحوثيين في اليمن منذ شهر، فإن واشنطن لم تتمكن من تحقيق نصر حاسم، ما يعزز منطق التسوية التفاوضية.

نحو اتفاق محتمل؟

ونقلت “معاريف” عن مراقبين أن فرص التوصل إلى اتفاق بين واشنطن وطهران ما زالت قائمة، خاصة إذا لم تعرقلها ضغوط من اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة أو أطراف في الإدارة الأمريكية قد تسعى لوضع شروط يصعب على إيران قبولها.

في الوقت الحالي، يبدو أن ترامب يستخدم الضغط لا التهديد العسكري كوسيلة للتفاوض، مدفوعًا بحسابات اقتصادية وجيوسياسية، قد تفتح فصلاً جديداً في العلاقة بين إيران والولايات المتحدة.

search