الجمعة، 22 نوفمبر 2024

10:57 م

"شبشب مقلوب ومقص مفتوح".. "خرافات" بين موروث ثقافي وتأثير على السلوك

خرافة المقص المفتوح

خرافة المقص المفتوح

إسراء عبدالفتاح

A A

لكل مجتمع عاداته ومعتقداته التي يؤمن بها، ويتخذها شعبها كأمور مسلم بها ولا يمكن المساس بها أو تخطيها بأي حال من الأحوال، خصوصا الشعب المصري، والمعروف بين الشعوب العربية بعاداته ومعتقداته المميزة عن غيره، والتي تسيطر على تفكيرهم بشكل كبير فيما يخص السحر والحسد وجلب الحظ والتشاؤم وجلب الحظ السيء.

الخرزة الزرقاء

“العين فلقت الحجر”؛ بهذه الكلمات يعبر المصريون عن تأثير الحسد عليهم، متخذين "الخرزة الزرقاء" وسيلة للاحتماء من أعين الحاسدين سواء كانوا من الأقارب أو الغرباء.

ويرجع ظهور الخرزة الزرقاء إلى الحضارة المصرية القديمة، بعد حكاية بولندية قديمة روت أن رجلا كان قادرا على إيذاء المواطنين بـ"نظرة عين"، وهو ما جعل المواطنون يصنعوا "تميمة" لحمايتهم من عينه والشر والأذى، وذلك بحسب ما نشر في "بي بي سي عربي".

وأشارت أستاذة التاريخ الفني بجامعة بهتشه بإسطنبول، الدكتورة نيس ييلديران، إلى أن ظهور الخرزة الزرقاء ارتبط بجزر إيجة في قارة آسيا، وتطور اللون جاء في الحضارة المصرية.
 

الخرزة الزرقاء 

الحذاء المقلوب

"اعدل الشبشب مش ناقصين نكد"، ارتبطت هذه الجملة مع الجدات وبدأت ترديدها خاصةً إذا كان في تجمع عائلي، فيعتبر المصريون أن تلك العادة جالبة للحظ السيء والنكد والخلافات.

ويعتبر الكثير أن موروث "قلب الشبشب" يعمل على إدخال الشياطين إلى المنزل، بسبب أن نعل الحذاء يكون متسخا نتيجة السير في الشوارع والأتربة والقاذورات.

المقص المفتوح

استخدام "المقص" من أكثر الموروثات الشعبية المتوارثة عبر الأجيال، وتختلف طريقة استخدامه، فيعتقد البعض أنه يعمل على حماية الأشخاص من الأمور السيئة ويوصي بوضعه "أسفل المخدة".

أما عن عادة "المقص المفتوح"، فهي مرتبطة منذ قديم الأزل بجلب المشاكل وحدوث الكوارث، فنجد الجدات تردد دائمًا عبارة "أقفل المقص".
 

المقص المفتوح 

قشر البيض والثوم

حالة من الجدل والضجر تنتاب من يمر بدون قصد على قشر البيض والثوم، وذلك لارتباطهم بعادة وموروث قديم يرتبط بـ"النكد".

منذ قديم الزمان، يطلقون عن "قشر الثوم والبيض" -جالبين لـ"العكوسات"-، لاعتقادهم أن هؤلاء يستخدمون في أعمال السحر والشعوذة، فيتم استخدامه بوضعها على أعتاب المنازل.

تراث شعبي

يقول أستاذ التراث الشعبي، خالد أبو الليل، إن الشعب المصري له معتقدات بالنسبة للشعوب الأخرى هي غريبة، ولكن ارتباط تلك الأحداث مع الأشخاص بأشياء سلبية جعلهم يطلقون عليها أنها نذير شؤم عليهم، مضيفًا أن لكل شعب ولكل مجتمع معتقداته التي يتميز بها وإن كانت في نظير الجميع غريبة لكنها تعبر عنه.

وأضاف لـ "تليجراف مصر"، أن الخرافات نابعة من التقاليد الاجتماعية، وتتناقل من جيل إلى جيل، وتكون واحدة من أشكال التراث الشعبي لهذا المجتمع، والتي تكون لا غنى عنها بمرور الوقت، لافتًا إلى إلى أن هناك خرافة تتناقل عبر الأجيال حتى وقتنا هذا، وهي القطة السوداء وارتباطها بالأحداث السيئة على الرغم من أن القطة بشكل عام واحدة من تراث الأجداد والتي تم تدوينها على جدران المعابد.

القطة السوداء 

وأشار إلى أن تلك الخرافات موجودة حتى وقتنا هذا في بعض القرى الريفية، فعلى سبيل المثال نجد في بعض الأماكن انتشار علاج العقم للسيدات من خلال زيارة المقابر أو بـ"السبع حبوب" والتي تناقلت أيضا ووصلت لـ"السبوع" واستخدامها كاستبشار إلى حياة جديدة للمولود الجديد.

search