"بـ لبن" تستنجد.. القصة الكاملة من الصعود حتى الانهيار

لا تزال أصداء الأزمة التي تواجه شركة "بـ لبن" تتردد بقوة في الأوساط المصرية والعربية، حيث تحول السؤال عن الأسباب الكامنة وراء الإغلاق المفاجئ لجميع فروعها إلى حديث الساعة خلال اليومين الماضيين.
وبينما تكتنف الضبابية تفاصيل الأزمة الراهنة، يتصاعد قلق المستهلكين والعاملين على مصير هذه العلامة التجارية التي حققت انتشارًا واسعًا، ومصير نحو 25 ألف عامل بسلاسل المحال.

"العبد" يدخل على خط أزمة بـ لبن

في خضم التكهنات المتداولة، يربط بعض رواد السوشيال ميديا، الأزمة الحالية التي تعصف بـ "بـ لبن" بالخلاف العلني الذي نشب مؤخرًا مع شركة "العبد" للحلويات، على خلفية الأزمة التي نشبت بينهما في شهر رمضان الماضي، تتعلق بمنتجات كعك العيد. 
ويزعم البعض أن تلك الواقعة قد تكون بمثابة الشرارة الأولى التي فاقمت من المشكلات الداخلية للشركة، لتصل بها في نهاية المطاف إلى قرار الإغلاق الشامل.

كيف بدأت بـ لبن ؟

شهد عام 2021 ميلاد العلامة التجارية "بـ لبن" في السوق المصرية، لتنطلق رحلة صعودها وتوسعها اللافت، ووفقًا لما نشرته الصفحة الرسمية للسلسلة عبر "فيسبوك" في ختام ذلك العام، مثّل 2021 نقطة البداية الطموحة لهذا الكيان، الذي سرعان ما خطا خطوات واسعة نحو الانتشار الجغرافي.

انتشار فروع بـ لبن في مصر

وتمكنت "بـ لبن" خلال فترة وجيزة من ترسيخ وجودها في مناطق إستراتيجية وحيوية في مصر، حيث امتدت فروعها لتشمل محافظات ومدنًا رئيسية مثل القاهرة والإسكندرية، بالإضافة إلى المناطق الساحلية في الساحل الشمالي ومرسى مطروح.

بـ لبن تفتح أبوابها للتوظيف

شهدت منصات التواصل الاجتماعي انتشارًا واسعًا لإعلانات التوظيف الخاصة بسلسلة "بـ لبن" خلال الأعوام 2022 و2023 و2024، حيث لوحظ تصاعد ملحوظ في وتيرة هذه الإعلانات، خاصة في عام 2024. 
وتزامن هذا النشاط المكثف في التوظيف مع إعلان الشركة عن خطط توسعية إستراتيجية تضمنت افتتاح عشرات الفروع الجديدة داخل مصر وخارجها.

وحققت سلسلة محلات "بـ لبن" إنجازًا ملحوظًا في مسيرة توسعها الإقليمي خلال الربع الأول من العام الجاري 2025، حيث وصل إجمالي عدد فروعها إلى 300 فرع موزعة على نطاق واسع في منطقة الوطن العربي، وشملت التغطية أسواقًا رئيسية مثل مصر والسعودية والأردن والكويت، وامتدت لتشمل في المجمل عشر دول عربية.

إغلاق مفاجئ لفروع "بـ لبن" في السعودية 

شهدت السعودية إغلاقًا مفاجئًا لفروع سلسلة محلات "بـ لبن"، بزعم وقوع حالات تسمم غذائي لعائلات عقب تناول منتجات الشركة.
وعلى خلفية هذه التقارير، أصدرت وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان في السعودية، بيانًا توضيحيًا أكدت فيه تعامل أماناتها في عدد من المناطق بشكل مباشر مع البلاغات الواردة بشأن حالات الاشتباه بالتسمم الغذائي.
وأوضحت الوزارة أنه تم تفعيل فرق الرقابة الميدانية واتخاذ الإجراءات النظامية اللازمة لضمان سلامة وصحة الجميع.

وأشارت الوزارة إلى أن معظم الحالات التي تم الاشتباه بإصابتها بالتسمم الغذائي قد تماثلت للشفاء، بينما تتلقى الحالات المتبقية الرعاية الصحية اللازمة وحالاتها مستقرة.
وأكدت الوزارة اتخاذ إجراءات احترازية فورية شملت الإغلاق المؤقت لمصنعي وفروع المنشأة المعنية، وذلك لحين استكمال عمليات التحقق والتحليل اللازمة لتحديد أسباب هذه الحالات وضمان سلامة المنتجات.

بـ لبن يستفز منافسيه

وفي خطوة تسويقية أثارت جدلاً واسعًا، قررت سلسلة محلات "بـ لبن" طرح منتجات كعك العيد بالتزامن مع حلول عيد الفطر المبارك لعام 2025.
وتضمنت الحملة الترويجية المصاحبة إعلانات ظهر فيها شخص يشبه إلى حد كبير مؤسس شركة "العبد للحلويات"، المنافس التقليدي في هذا القطاع، في سياق اعتبرته الأخيرة مسيئًا لشخصه وللعلامة التجارية العريقة.

رصد للإساءة و"بـ لبن" تتعهد بالتعديل

استنادًا إلى ما رصدته الإدارة العامة للرصد بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام من إعلان ترويجي لشركة "بـ لبن" للمنتجات الغذائية والحلويات تضمّن إساءة واضحة لشركة "العبد" المنافسة، تحرك المجلس بشكل فوري للتعامل مع هذه المخالفة.

وقد امتثل الممثل القانوني لشركة "بـ لبن"، برفقة مسؤولين من شركة الدعاية المنفذة للإعلان، لجلسة استماع أمام لجنة الشكاوى بالمجلس، وخلال الجلسة، تم الاستماع إلى دفاع الشركة بشأن المشاهد التي تضمنت إساءة لـ "العبد"، وهو ما اعتبرته اللجنة مخالفًا صريحًا للأكواد والمعايير المهنية والأخلاقية التي يلتزم بها المجلس في تنظيم المحتوى الإعلامي والإعلاني.

وأقر الممثل القانوني لـ "بـ لبن" بأن الإعلان لم يتم بثه عبر أي قنوات فضائية، وأن نطاق نشره اقتصر على منصات التواصل الاجتماعي، وأبدى استعداد الشركة الكامل لإجراء التعديلات اللازمة على الإعلان ليصبح متوافقًا مع الضوابط والمعايير التي وضعها المجلس، وبما يضمن عدم الإساءة إلى الشركات المنافسة، متعهدًا بإتمام هذه التعديلات خلال مدة أقصاها ثلاثة أيام.

قرارات إغلاق بـ لبن بناءً على تقارير صحية

وأصدر محافظ الجيزة، المهندس عادل النجار، قرارًا بإغلاق 12 منشأة تجارية تابعة لسلسلتي محلات “بـ لبن”، واستند القرار  إلى تقرير صادر عن مديرية الشؤون الصحية بالجيزة وإدارة مراقبة الأغذية، والذي أشار إلى إدارة هذه الفروع دون الحصول على التراخيص اللازمة وعدم استيفاء الاشتراطات القانونية للمزاولة.

"بـ لبن" ترد على قرار الإغلاق

وفي أول تعليق رسمي لها على قرارات الإغلاق، أصدرت سلسلة محلات "بـ لبن" بيانًا أوضحت فيه أن إغلاق فروعها لا يرتبط بأي شكل من الأشكال بحالات تسمم غذائي مزعومة. 
وشددت الشركة على عدم وجود أي بلاغات طبية أو تقارير رسمية تؤكد وقوع مثل هذه الحالات.

وأكدت "بـ لبن" في بيانها أن قرار الإغلاق تم لأسباب إدارية وتنظيمية بحتة، مشيرة إلى أنها تتعامل مع الوضع بشفافية كاملة.

بـ لبن تستغيث

وتصاعدت حدة الأزمة لتتجاوز سلسلة "بـ لبن"، حيث امتدت قرارات الإغلاق لتشمل فروعًا تابعة لعلامات تجارية أخرى في قطاع الأغذية والمشروبات، منها "وهمي" و"كرم الشام" و"كنافة وبسبوسة" و"بهيج" و"عم سمير بتاع الفطير" و"شلتت". 
ودفع هذا التوسع في نطاق الإغلاق شركة "بـ لبن" إلى إطلاق استغاثة مباشرة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، مطالبةً بتدخله العاجل لإنهاء الأزمة التي تهدد مستقبل الشركة وآلاف العاملين بها.

"بـ لبن" تصف الإغلاق بـ"الأزمة غير المسبوقة"

وأعلنت شركة "بـ لبن" عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك" غلق كامل فروعها داخل مصر، بعد إغلاق 110 فروع ومصانع تابعة لها، ووصفت الشركة الإغلاق بـ"الأزمة غير المسبوقة"، مؤكدةً أن جميع عمليات التشغيل داخل مصر توقفت تمامًا، وأنها لم تتمكن من الوصول إلى مخرج واضح للأزمة رغم محاولاتها المستمرة للتواصل مع الجهات الرسمية.

"بـ لبن" تطلب فرصة لتصحيح الأوضاع 

وأكدت "بـ لبن" استعدادها للخضوع لكافة أشكال الفحص والمراجعة والتدقيق والمحاسبة، مطالبةً بمهلة منطقية وعادلة لتصويب أي ملاحظات. 
وناشدت الشركة الرئيس السيسي ورئيس مجلس الوزراء والجهات المعنية بالتدخل السريع لحماية "كيان وطني" يخدم أبناء مصر ويصدر اسمها إلى الخارج، مشيرةً إلى الخسائر الاقتصادية المحتملة وتوقف تصدير مكونات إنتاج مصرية تساهم في إدخال عملة صعبة إلى البلاد.

بـ لبن تحذر من تداعيات الإغلاق 

وأوضحت الشركة أن توقف نشاطها في مصر سيؤدي إلى تعطل عملياتها في 9 دول عربية، ويهدد استمرار تواجدها الإقليمي، كما سيؤدي إلى انقطاع مصدر الدخل لـ25 ألف أسرة، وتوقف تصدير مكونات إنتاج مصرية تساهم في إدخال عملة صعبة إلى البلاد.

"بـ لبن" تطلب الحماية والعدل 

واختتمت الشركة بيانها بالتأكيد على ثقتها في القيادة السياسية، وأنها لا تطلب مجاملة أو إعفاء من رقابة، بل تطلب فقط الحماية والتحقق والعدل.