أصوات كنائس غزة تتحدى العدوان الإسرائيلي في الجمعة العظيمة

كنائس غزة تحتفل بالجمعة العظيمة
سيد محمد
رغم نيران الحرب والقصف المتواصل، أبت غزة إلا أن تُظهر وجهًا آخر من المقاومة في يوم الجمعة العظيمة، حيث علت أصوات الكنائس فوق أصوات المدافع، واستقبلت المصلين وسط مشاهد تعكس التمسك بالحياة والإيمان في وجه آلة القتل الإسرائيلية.

وأظهرت طقوس الجمعة العظيمة في كنائس غزة مشاهد مهيبة، عبّرت عن صمود الطائفة المسيحية وتمسكها بجذورها الروحية والوطنية.
الكنائس تستقبل المصلين في تحدٍ للعدوان.. طقوس الجمعة العظيمة في غزة
حضّرت الطائفتان الكاثوليكية والروم الأرثوذكس أجواء الجمعة العظيمة واستقبال المصلين وسط أجواء احتفالية روحانية رغم العدوان. في كنيسة العائلة المقدسة الكاثوليكية، شارك الشباب والأطفال في تجهيز الزهور ومشهد جنازة المسيح، في وقت أصبح فيه الحطب وسيلة طهي أساسية نتيجة انقطاع الكهرباء والوقود عن القطاع.

وتجمّعت مجموعة من الراهبات والمؤمنين حول نعش رمزي للسيد المسيح، وسط تأمل وحزن، فيما أضفت الأزهار البيضاء والملونة لمسة أمل وسلام وسط رائحة الموت، لتصبح الكنيسة واحة روحانية في قلب الدمار.
مشهد رمزي مهيب.. نعش المسيح وزينة بسيطة تخترق صمت الحرب
زُينت كنيسة العائلة المقدسة من الداخل بزهور بيضاء، ومجسم للمسيح المصلوب موضوع على نعش رمزي مغطى بالقماش الأسود، في مشهد يرمز لدفنه.

توهج الشموع والزهور أضفى جوًا روحانيًا عميقًا على المكان، بينما جسّدت الرسوم البيزنطية على الجدران مراحل من حياة المسيح.
وخرج موكب من داخل الكنيسة يقوده القساوسة حاملين نعش المسيح، يتبعهم المصلون بالملابس السوداء، في طقس يعكس الإيمان الراسخ والتمسك بالرجاء وسط الموت.

كنيسة العائلة المقدسة.. ملاذ إنساني تحوّل إلى هدف عسكري
لعبت كنيسة العائلة المقدسة دورًا إنسانيًا كبيرًا خلال العدوان، حيث استقبلت أكثر من 600 نازح فقدوا منازلهم، بينهم عائلات مسيحية، مثل المتضررين من غارة 9 أكتوبر.
وفي 11 ديسمبر 2023، تسبّب القصف الإسرائيلي بأضرار في المجمع، شملت الألواح الشمسية وخزانات المياه، ما أدى لانقطاع الاتصال عن الكنيسة نتيجة نفاد الوقود.

وفي 16 ديسمبر، وقعت جريمة مروعة داخل مجمع الكنيسة، حيث قُتلت السيدة ناهدة وابنتها سمر برصاص قناص إسرائيلي. حاولت سمر إنقاذ والدتها لكن قُتلت هي الأخرى، بينما أصيب سبعة آخرون، في مشهد وصفته البطريركية بـ"إطلاق نار بدم بارد".
في نفس اليوم، تعرض دير "مرسلات المحبة" لغارة استهدفت 54 شخصًا من ذوي الإعاقة، ما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة وتشريد المرضى.

كنيسة برفيريوس.. طقوس أرثوذكسية في ثالث أقدم كنيسة بالعالم
في كنيسة برفيريوس، التي تعتبر ثالث أقدم كنيسة في العالم، بدأت الطائفة الأرثوذكسية صلوات الجمعة العظيمة وسط أجواء الخشوع.
تخللت الطقوس صلاة المصلوب وقراءة أناجيل الآلام، وسط مشهد فريد للكاهن ومحاطين بصبيين بالزي الأبيض، تبع ذلك تجهيز الورود ومراسم جنازة رمزية للسيد المسيح.

امتلأت الكنيسة بالمصلين الذين شاركوا في تقبيل صورة المسيح، وسط شموع مضاءة ونساء يغطين رؤوسهن، ما أعطى الطقس مهابة خاصة تلامس القلوب.
برفيريوس ترفض الإخلاء رغم القصف وتدفع ثمن إنسانيتها
لم تكن كنيسة برفيريوس بمنأى عن العدوان، فقد سبق أن استهدفت عام 2014 وأدت لمجزرة راح ضحيتها نحو 70 لاجئًا.

وفي 2023، قصفت الطائرات الإسرائيلية الكنيسة مجددًا يوم 19 أكتوبر رغم احتوائها على مدنيين.
ورفضت البطريركية اللاتينية طلب الاحتلال بإخلاء الكنيسة، حفاظًا على سلامة المدنيين. لكن الاحتلال لم يراعِ ذلك، واستهدفها، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 16 شخصًا وتدمير أجزاء منها، بينما لا يزال آخرون تحت الأنقاض.
-
12:00 AMالفجْر
-
12:00 AMالشروق
-
12:00 AMالظُّهْر
-
12:00 AMالعَصر
-
12:00 AMالمَغرب
-
12:00 AMالعِشاء


أخبار ذات صلة
موت وتراشق لفظي.. تفاصيل تدخل الدولة لإنهاء أزمة عصام حجي في أمريكا
19 أبريل 2025 04:07 م
تجويع ممنهج.. إسرائيل تحاول محو أسباب الحياة في غزة
19 أبريل 2025 07:12 م
إحداها من رحم الحرب.. كواليس فساتين "إعادة التدوير" لملكات جمال العالم
19 أبريل 2025 05:37 م
تسعى للانتقام.. أسرار حكومة تصفية الحسابات بإسرائيل
19 أبريل 2025 04:54 م
أكثر الكلمات انتشاراً