بعد أمريكا.. الحصبة تطرق أبواب كندا والمكسيك وتنذر بالخطر

أكد خبراء الصحة العامة أن تفشي مرض الحصبة في المناطق القريبة من الحدود مع الولايات المتحدة يهدد بتقويض جهود السيطرة على الفيروس، خاصة مع استمرار ظهوره في عدة ولايات أمريكية ومناطق مجاورة في كندا والمكسيك.

انتشار الحصبة في المكسيك وكندا

بحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، فإن حالات الإصابة بالحصبة بدأت في ولاية تكساس الأمريكية وامتدت عبر الحدود لتصل إلى أونتاريو في كندا وولاية شيواوا في المكسيك، حيث أعلنت السلطات الكندية عن أكثر من 730 حالة إصابة هذا العام، وهو ما يمثل أسوأ تفشٍ منذ إعلان القضاء على الفيروس عام 1998.

أما في المكسيك، فقد تم تسجيل ما لا يقل عن 360 إصابة مؤكدة، وحالة وفاة واحدة، معظمها في ولاية شيواوا الشمالية، وفقًا لتقارير وزارة الصحة المكسيكية.

مجتمعات حدودية كثيفة ومعدلات تطعيم منخفضة

وأشار مسؤولو الصحة إلى أن العديد من المناطق التي تشهد تفشي المرض تضم مجتمعات مكتظة بالسكان، مع نسب تطعيم منخفضة، مما يعزز من فرص انتشار الفيروس. 

كما حذّر علماء الأوبئة من أن انتشار الفيروس في ثلاث دول مجاورة قد يؤدي إلى صعوبات كبيرة في احتوائه.

وقالت ليزا لي، عالمة الأوبئة في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا: "الحدود السياسية لا توقف الفيروس. نتشارك الهواء والفضاء، لذا فإن تفشي المرض في إحدى الدول يعني تهديدًا للجميع."

انتشار مستمر داخل الولايات المتحدة

في الولايات المتحدة، لا تزال وتيرة تفشي المرض مرتفعة دون مؤشرات واضحة على التباطؤ. 

ومنذ أواخر يناير، تم تسجيل أكثر من 560 إصابة في تكساس وحدها، إلى جانب 63 إصابة في ولاية نيو مكسيكو، وحوالي 10 حالات في أوكلاهوما، و30 حالة في كانساس، يُعتقد أنها مرتبطة بتفشي المرض في تكساس.

وأثار هذا الوضع قلق مسؤولي الصحة في عدة ولايات، ودفعهم إلى إصدار تحذيرات للسكان لتوخي الحذر وزيادة معدلات التطعيم.

تحذير من منظمة الصحة الأمريكية

في ضوء هذه التطورات، أصدرت منظمة الصحة للبلدان الأمريكية تحذيرًا في فبراير الماضي، مشيرة إلى أن حالة "القضاء على الحصبة" في أمريكا الشمالية باتت مهددة، ما لم تُعزز الدول جهودها في مجال التطعيم ورصد التفشي والاستجابة له بسرعة وفعالية.