الأحد، 20 أبريل 2025

05:06 ص

بكتيريا سامة.. أم استهداف لـ"بلبن"؟!

 أحداث ساخنة شهدتها الساعات الأخيرة، أبرزها محليا الإغلاق المفاجئ أشهر محلات الأطعمة في مصر وربما عربيا خلال السنوات الأخيرة وهي مطاعم "بلبن" ومشتقاتها، وما تلا ذلك من حالة انقسام منطقية في الشارع المصري حول الأسباب، بين مؤيد للقرار الحكومي في ظل العثور على بكتيريا ضارة بنحو 47 عينة أخذت من فروع مختلفة!

لا يمكن أن يمر هذا مرور الكرام، فالقاصي والداني يدرك جيدا أن ملايين الوجبات "ذات الأسماء الغريبة" تباع يوميا في مصر ودول عدة من مطعم "بلبن"، ومن الصعب استيعاب فكرة إغلاق جميع الفروع فجأة، إذ أن من الطبيعي أن نسأل عن تأثيرات هذه البكتريا صحيا على الأشخاص الذين يدمنون تناول هذه الأطعمة! 

حاولت بشكل موضوعي الاستماع إلى جميع الأطراف، ودققت في مداخلة رئيس مجلس إدارة شركة بلبن الطبيب البيطري مؤمن عادل مع الإعلامي عمرو أديب، ولا أخفيكم قولا لم أرتح لكثير من كلامه! 

مالك الشركة حاول ضمنيا التشكيك في إجراء الغلق، وحين سأله عمرو أديب مباشرة، وما الداعي لكي تستهدفك الحكومة، ارتبك ورد، لا إطلاقا، أنا لست معترضا على أي إجراء، ونحن نتابع الموقف معهم!! 

قبل أيام من قرار الإغلاق في مصر، صدر قرار مماثل في السعودية، وأعلن بكل وضوح أن القرار لأسباب صحية، وأعرف أن إجراءات تفتيش جرت في الإمارات ودول أخرى، في ظل حالة الهوس بما يقدمه "بلبن" الأشهر من كل سلاسل المطاعم التي تملكها الشركة وهي "كرم الشام، وكنافة وبسبوسة، و "وهمي" و"عم شلتت" وجميعها أغلق في مصر! 

بعيدا عن نظرية المؤامرة التي يسوقها البعض، حول استهداف شركة "بلبن" بسبب تضخمها الرهيب" استعدادا لإطلاق شركة أخرى منافسة مملوكة لآخرين، فإن الواقع يؤكد أن هناك مشكلة فيما تقدمه هذه المطاعم، وأستند في ذلك إلى شهادات سمعتها سابقا من أطباء ومتخصصين أكدوا خطورة هذه الوجبات، في ظل ما تحتويه من نسبة سكريات عالية بالغة الضرر! 

السؤال الذي يؤرقني كثيرا، ما سر الصمت على هذه الشركة على مدار السنوات التي عملت فيها، حتى تضاعفت فروعها لتصل إلى نحو 160 فرعا وسبعة مصانع في مصر فقط، يعمل بها 25 ألف موظف، يمثلون اليد التي توجع الدولة حين تتخذ قرارا صارما مثل الإغلاق، وتستغله الشركة في ابتزاز متخذ القرار! 

لقد جربت شخصيا هذا المطعم، وأعرف أن الأطفال والشباب يحبون هذه الوجبات كثيرا، ومن ثم طبيعي أن تصيبنا صدمة، حين تذكر هيئة السلامة على الأغذية أن البكتيريا التي تحويها هذه الأطعمة تؤدي إلى التسمم الغذائي، وتؤثر على الجهاز الهضمي بشكل أساسي، كما يحتوي بعضها على ألوان محظورة دوليا، وتم تخزين البعض الآخر بطريقة غير صحيحة تساعد على فساد المنتجات وتغير خصائصها! 

ما يثير استغرابي بكل أمانة وشفافية، أنه لم تتخذ إجراءات مماثلة ضد المطاعم المذكورة في دولة الإمارات التي أعيش بها معظم الوقت، وأنا على دراية تامة بصرامة إجراءات التفتيش والتدقيق هنا، وتبعات هذه الأخطاء، وهذا يقودنا إلى واحد من احتمالين، الأول أن شركة بـ لبن تلتزم بالمعايير اللازمة للجودة في مطاعمها بالإمارات، ولا تفعل المثل في السعودية ومصر، ومن ثم تدفع ثمن فسادها، أو أن هناك من يستهدفها بالفعل وهذا أمر أستبعده! 

أكره أن أحمل سكينا مثل غيري وأطعن به هذه المجموعة في لحظة وقوعها، لكن لم أرتح لتصريحات رئيسها حين تحدث عن موقف الشركة من بلاغ حرره أحد الزبائن الذي أصيب بنزلة معوية عقب تناوله وجبة من فرع بالشيخ زايد، إذ ذكر أنه تم تسوية الموقف مع الزبون الذي ربما يكون مرض لسبب آخر!! 

قناعتي أنه لا يمكن التوسع بهذه الطريقة في نشاط مرتبط بالطعام دون حدوث تجاوزات، فتكاثر فروع بلبن في مصر كانت أسرع من معدل المواليد، وهذا يرتبط دون شك بمصانع لإعداد الوجبات التي تباع في هذه الفروع، فهل هناك التزام بمعايير الأمن والسلامة سواء في الطهي أو التخزين!! 

بشكل عام، لا أتمنى الضرر لأحد، وإذا كان الخطأ قابل للإصلاح، فعلى مسؤولي تلك الشركة تصحيحه، بشرط محاسبة المسؤول ومعاقبته لو ثبت الخطأ لأن صحة المصريين ليست لعبة في يد أحدهم، وعلى كل ما فهمناه من القرار أن الإغلاق مؤقت لحين التأكد من سلامة ما تقدمه المطاعم المملوكة لشركة بلبن، ولن نستبق التحقيقات لكن أتمنى مثل غيري التعامل بشفافية حتى نطمئن إلى سلامة ما أكلناه!!

search