الإثنين، 21 أبريل 2025

10:39 ص

"تخالف الأمانة العلمية".. أزهري يرد على تصريحات سعاد صالح حول النقاب

الدكتورة سعاد صالح، أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر

الدكتورة سعاد صالح، أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر

محمد لطفي أبوعقيل

A .A

أطلقت الدكتورة سعاد صالح، أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر، تصريحات أثارت الجدل، بشأن الحكم الشرعي لارتداء المرأة النقاب، مؤكدة أنه مجرد عادة اجتماعية.  

وقالت سعاد صالح، خلال ظهورها في برنامج "السؤال الصعب" على قناة “سكاي نيوز عربية”، إن النقاب ليس فرضًا ولا سنة في الإسلام، بل مجرد عادة اجتماعية بدأت بالاندثار. 

ليس فرضة ولا سنة

وصرّحت الدكتورة سعاد صالح، بأنها ترى أن النقاب ليس فريضة ولا سنة في الإسلام، بل مجرد عادة اجتماعية نشأت في بعض البلدان الإسلامية وبدأت في التلاشي مؤخرًا.

وأوضحت الدكتورة صالح أن الأحكام الشرعية في الإسلام تتدرج من الفرض، إلى الواجب، ثم المباح، فالمكروه، وأخيرًا الحرام، وأن هذه التصنيفات تستند إلى قوة الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية. 

وأكدت أن الفرض لا يُثبت إلا بنصوص قطعية الدلالة من القرآن، مستشهدة بآية "وأقيموا الصلاة" كدليل على فريضة الصلاة.

واجب شرعي

 أما عن الحجاب والنقاب، فقد أكدت أن الحجاب واجب شرعي يستند إلى روح النصوص، بينما النقاب لم يُذكر أبدًا في القرآن الكريم أو السنة النبوية، مستدله بمواقف من السيرة النبوية، حيث كان النبي ﷺ يتعامل مع النساء كاشفات الوجوه ولم يأمرهن بتغطية وجوههن حتى في المناسبات العامة مثل الأعياد. 

كما أضافت أن زوجات النبي لم يكن يرتدين النقاب، بل كن يلبسن الألوان الزاهية ويضعن الطيب والكحل والحناء، وكان لديهن "ماشطة" تهتم بجمالهن، وخلصت إلى أن النقاب عادة مباحة لمن ترغب في ارتدائه، ولكن لا يُلزم به أحد ولا يُكفّر من لا يرتديه.

تصريحات “صالح” دفعت بعض علماء الأزهر للرد عليها، معتبرين أن ما طرحته يفتقر إلى الدقة العلمية، ويتنافى مع النصوص الشرعية والتفسيرات المعتبرة.

 يخالف الأمانة العلمية

ردًا على تصريحات الدكتورة سعاد صالح قال العالم الأزهري أشرف عبد الجواد: “اتقِ الله عز وجل، لأنك محسوبة على الأزهر الشريف، وكنت عميدة سابقة لإحدى أهم كليات جامعة الأزهر للبنات، فهذا لا يليق، إذ لا يصح أن نتكلم بكلام يخالف الأمانة العلمية، التي تقتضي أن نستند في أقوالنا إلى القرآن الكريم، والسنة النبوية، وآراء العلماء الثقات، فمصادر التشريع الإسلامي تبدأ أولًا بالقرآن، ثم سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم بإجماع العلماء العدول”.

وأضاف عبدالجواد في تصريحاته لـ"تليجراف مصر": “قال الله تبارك وتعالى: ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ﴾، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ”والذي نفسي بيده، لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به"،
وكذلك قال صلى الله عليه وسلم: “أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلين”، متابعًا أن "ما قالته الدكتورة سعاد صالح هو كلام لم يقم عليه دليل، وكله خطأ وعبث، ولم يثبت في صريح القرآن الكريم، ولا في صحيح سنة النبي العدنان صلى الله عليه وسلم".

العالم الأزهري أشرف عبدالجواد

كنَّ منتقبات

وتابع: "بالنسبة لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم، فكنَّ منتقبات، يسترن وجوههن، والأدلة على ذلك كثيرة، منها ما ذكره الإمام ابن كثير عند تفسيره لقوله تعالى: ﴿وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ﴾، حيث قال:"فاختمرن، أي غطّين وجوههن"، كذلك ما ثبت في حديث الحج، أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم، عندما كان يمر بهنّ الركبان، كنّ يغطين وجوههن، وهذا هو نص الحديث.

وعن تصريح الدكتورة سعاد صالح بخصوص ملابس زوجات النبي، قال:"أما بخصوص ادعائها أن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم كن يرتدين الثياب المبهرجة، فهذا عارٍ من الصحة ولا يليق أبدًا بمقام بيت النبوة، ولا يجوز أن نتصور أنهن كن يلبسن ملابس مزركشة أو مزخرفة ويخرجن بها بين الناس، هذا لا يصح للمسلمة، فكيف بزوجة رسول الله؟، نعم، للمرأة أن ترتدي في بيتها ما تشاء من الثياب المزركشة، والمطرزة، وحتى الثياب العارية، لا حرج في ذلك إذا كان لزينة الزوج، بل يجوز لها أن تضع الطيب والحناء وأن تتجمل بما يرضي الله، ويتفق مع الشرع الحنيف، لكن ذلك كله داخل بيتها فقط، وليس في الأماكن العامة."

"ماشِطة" لزوجات النبي

وتحدث عبدالجواد عن ادعاء وجود "ماشِطة" لزوجات النبي فقال: “أما قولها إن زوجات النبي كن لهن ماشطة، فهذا مما لم نقرأه في كتب السنة، ولم يرد في كتب السيرة، إن حياة النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته كانت حياة بسيطة، وكان يخدم نفسه بنفسه، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم: “أنه كان يقوم في مهنة أهله، ويخصف نعله، ويخيط ثوبه”، لذا، لا يصح أن ننسب لزوجاته رضي الله عنهن ما لم يرد به نص صحيح، أو أن نلصق بهن ادعاءات غير موثقة، هذه أمور لا تليق، خاصة من شخصية أكاديمية تمثل مؤسسة علمية عظيمة كالأزهر”.

ليس فرضًا

أما بالنسبة إلى النقاب، فهو ليس فرضًا ولا سنة على نساء الأمة، لكنه فرض في حق زوجات النبي صلى الله عليه وسلم فقط، فإن ارتدت المرأة النقاب، فلا حرج عليها، وإن لم ترتده فلا إثم عليها، يقول الله عز وجل: ﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾، وقد فسّرها عبد الله بن عباس رضي الله عنهما بأن ما ظهر منها هو الوجه والكفّان.

وهناك اختلاف بين العلماء حول الزينة الظاهرة: فمنهم من قال الخاتم، ومنهم من قال الخضاب (الحناء)، ومنهم من قال الأساور، وكلها من الزينة الظاهرة التي لا حرج على المرأة في إظهارها، أما الزينة الباطنة – كالثياب الداخلية، وقمصان النوم، والثياب الرقيقة – فهي لحق الزوج فقط، ولا يطلع عليها غيره."

تابعونا على

مواقيت الصلاة حسب التوقيت المحلي لمدينة القاهرة
  • 12:00 AM
    الفجْر
  • 12:00 AM
    الشروق
  • 12:00 AM
    الظُّهْر
  • 12:00 AM
    العَصر
  • 12:00 AM
    المَغرب
  • 12:00 AM
    العِشاء
الظهر
search