تأجيل مباريات الدوري الإيطالي اليوم بسبب وفاة البابا فرانسيس

في حدث غير معتاد يشهد على عمق الارتباط بين الرياضة والدين في إيطاليا، أعلنت رابطة الدوري الإيطالي "السيري آ" تأجيل مباريات اليوم الإثنين ضمن منافسات الجولة الثالثة والثلاثين من مسابقة الدوري المحلي، حدادًا على وفاة بابا الفاتيكان، البابا فرانسيس، صباح اليوم، عن عمر يناهز 88 عامًا بعد صراع مع المرض.

تأجيل 4 مباريات

وكان من المقرر أن تُقام اليوم أربع مواجهات قوية في ختام الجولة 33 من الكالتشيو، حيث كان يوفنتوس سيستضيف بارما، فيما كان جنوى يستعد لملاقاة لاتسيو في مواجهة قوية تحمل أهمية كبيرة لكلا الفريقين في سباق المراكز الأوروبية.

كما كانت جماهير فيورنتينا على موعد مع مباراة مرتقبة أمام كالياري، في حين كان تورينو سيواجه أودينيزي في مباراة ينتظر أن تكون حاسمة في صراع البقاء.

بيانات نعي

وفور الإعلان الرسمي عن وفاة البابا فرانسيس، بادرت الأندية الإيطالية، ومن ضمنها الاتحاد الإيطالي لكرة القدم، إلى إصدار بيانات نعي وتعبير عن الحزن العميق لرحيل شخصية كان لها تأثير روحي وإنساني واسع النطاق، سواء داخل إيطاليا أو على مستوى العالم.

وعلى الفور، قررت رابطة الدوري الإيطالي تأجيل جميع مباريات اليوم احترامًا لرحيل البابا، وإتاحة الفرصة للحداد الرسمي في جميع أنحاء البلاد.

القرار جاء متسقًا مع التقاليد الإيطالية العريقة، التي تعتبر البابا شخصية ذات مكانة سامية ليس فقط على الصعيد الديني، بل الثقافي والاجتماعي أيضًا، خاصة وأن الفاتيكان يقع في قلب العاصمة الإيطالية روما، ما يضفي على العلاقة بين الدولة الكنسية والأنشطة العامة، بما فيها كرة القدم، طابعًا خاصًا وحميمًا.

وأوضحت رابطة الدوري في بيانها الرسمي أن “تأجيل مباريات اليوم يأتي تقديرًا لمكانة البابا فرانسيس وتأثيره الكبير في حياة الملايين، واحترامًا لمشاعر الحزن التي تعم البلاد”.

وأضافت أنه سيتم لاحقًا الإعلان عن المواعيد الجديدة للمباريات المؤجلة، مع مراعاة جدول المسابقة والتزامات الفرق المحلية والقارية.

وكانت المباراة الأبرز بين يوفنتوس وبارما تحظى بترقّب كبير من جانب الجماهير، خاصة في ظل سعي "السيدة العجوز" لتثبيت أقدامه في المربع الذهبي المؤهل إلى دوري أبطال أوروبا. بينما يأمل بارما في تحسين موقفه في جدول الترتيب والهروب من مناطق الخطر.

كما كانت مباراة جنوى ولاتسيو تحمل طابعًا تنافسيًا خاصًا، مع اقتراب الموسم من نهايته وحاجة الفريقين لنقاط حاسمة.

موجة حزن على وفاة البابا

في الوقت ذاته، شهدت منصات التواصل الاجتماعي موجة واسعة من الحزن والتعازي من قبل نجوم الكرة الإيطالية والعالمية، الذين عبّروا عن احترامهم للبابا فرانسيس الذي كان معروفًا بتواضعه ومواقفه الإنسانية.

وكان البابا الراحل محبًا للرياضة وكرة القدم، وتربطه علاقة خاصة بنادي سان لورينزو الأرجنتيني، الذي كان يشجعه منذ صغره قبل أن يترقى في السلك الكنسي.

من جانبه، أعرب رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم، جابرييلي جرافينا، عن بالغ حزنه لوفاة البابا، مؤكدًا أن "الرياضة الإيطالية، وكرة القدم على وجه الخصوص، فقدت شخصية استثنائية لطالما ألهمت الملايين بقيم السلام والمحبة والتسامح"، وأشار إلى أن الاتحاد سيشارك في مراسم الحداد الرسمية التي ستُقام في الفاتيكان خلال الأيام المقبلة.

كما أعلنت أندية إيطالية عدة تعليق أنشطتها الإعلامية مؤقتًا، بجانب إيقاف التدريبات مساء اليوم، في بادرة احترام وتقدير للحدث الجلل.

في حين عبّرت جماهير الفرق المختلفة عن دعمها للقرار، مشيرة إلى أن كرة القدم تقف دائمًا خلف القيم الإنسانية والدينية عندما يستدعي الأمر ذلك.