من المسجد الأقصى لجدار الفصل العنصري.. 10 مواقف إنسانية لـ البابا فرانسيس

أبرز مواقف البابا فرانسيس
سيد محمد
في لحظة خيمت فيها مشاعر الحزن على العالم، أعلن الفاتيكان رسميًا وفاة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد حياة استثنائية كرّسها للدفاع عن القيم الإنسانية، وبرحيل البابا فرانسيس، يفتقد العالم صوتًا نادرًا جاهر بالحقيقة، ورفض الصمت أمام الظلم، والدفاع عن المهاجرين، والفقراء، والمضطهدين، لقد كان بابا القلوب، الذي قاد بضعفه قوة ناعمة، وبصمته ضمير العالم.
وجسد رحلته القصيرة زمنيًا والممتلئة بالمواقف الحركة عدد من الصور التي عبرت بشكل أبلغ من الكلام عن مواقفه، من جدار الفصل العنصري بفلسطين إلى جزيرة المهاجرين في لامبيدوزا، لقد رحل، لكن أثره سيبقى خالدًا في الضمائر والقلوب.

البابا يصلي عند جدار الفصل العنصري بفلسطين
تعتبر أبرز الصور الأيقونية للبابا فرانسيس هي صلاته عند جدار الفصل العنصري الذي أنشأته إسرائيل بين الفلسطينيين ومناطقها، ففي خطوة جريئة وغير متوقعة، أصرّ قداسة البابا فرنسيس الأول على المرور بجانب البرج العسكري الإسرائيلي شمال مدينة بيت لحم، متحديًا القيود الأمنية التي فرضها الاحتلال.
البابا، الذي رفض أن يستقل مركبة مصفحة، ترجل من سيارته بكل تواضع وأدى الصلاة هناك، وسط حشود من المواطنين الفلسطينيين الذين استقبلوه بحفاوة.
وعلى طول الجدار الفاصل، نقش نشطاء فلسطينيون شعارات ترحيبية بقداسته، كما ظهرت كتابات ترحب بزيارته على جدران البرج العسكري ذاته، تعبيرًا عن امتنان شعبي لوقوفه في مكان بات رمزًا للمعاناة والاحتلال.

البابا على أبواب المسجد الأقصى
تعتبر الصورة الأيقونية الثانية هي أثناء زيارته القدس، عندما زار المسجد الأقصى، واجتمع بالمفتي العام، مؤكدًا أن السلام لا يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال ونيل الحقوق كاملة.

علاقة تاريخية: البابا فرانسيس وشيخ الأزهر
من أبرز ما يميز إرث البابا فرانسيس هو العلاقة الإنسانية العميقة والاستثنائية التي جمعته بالإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر.
منذ توليه منصبه عام 2013، فتح البابا صفحة جديدة مع الأزهر، حيث بادر الإمام الطيب بتهنئته، في خطوة أنهت جمودًا استمر سنوات. وفي 2014، أُعيد تفعيل لجنة الحوار بين المؤسستين.
وجاء اللقاء التاريخي الأول بين الرمزين في مايو 2016 بالفاتيكان، حيث وصفه البابا بأنه "رسالة في حد ذاته"، ومنذ ذلك الحين، بدأت مسيرة أخوة فريدة، تُوجت بتوقيع "وثيقة الأخوة الإنسانية" في أبوظبي عام 2019، والتي دعت إلى ترسيخ ثقافة السلام، ومحاربة التطرف، وصون كرامة الإنسان.

البابا يقبل أقدام زعماء جنوب السودان من أجل “السلام”
في لحظاتٍ حبست أنفاس العالم، تجسّدت الإنسانية في أبسط صورها عندما انحنى البابا فرنسيس، زعيم الكنيسة الكاثوليكية، ليقبّل أقدام زعماء جنوب السودان، متوسلًا إليهم بـكلمات مؤثرة: "أسألكم من كل قلبي أن تحافظا على السلام".
تلك اللحظة، التي التُقطت بعد خلوة روحية في الفاتيكان جمعت بين سلفا كير ميارديت، رئيس جنوب السودان، وخصمه ريك مشار، كانت بمثابة صرخة إنسانية من أجل وقف نزيف الحرب الأهلية التي مزّقت البلاد منذ سنوات.
قبلة السلام لم تكن مجرد موقف رمزي، بل كانت نداء صادقًا من رجل دين يسعى لإنقاذ وطن جريح.
دعا البابا أطراف النزاع إلى احترام اتفاق السلام الموقع في سبتمبر، محذرًا من عواقب نكث العهود في بلدٍ يترنح بين الأمل والدمار.

البابا يهدي ويبارك تمثال الطفل السوري إيلان
أما الطفل السوري إيلان كردي، الذي هزت صورته العالم، فقد خُلدت ذكراه من خلال تمثال أهداه البابا إلى مقر منظمة الأغذية والزراعة في روما، رمزًا لمأساة اللاجئين ورسالة محبة للأطفال الهاربين من أتون الحروب.
وتوفي الطفل أيلان كردى، البالغ من العمر 3 سنوات، وشقيقه غالب (5 سنوات)، وأمه ريحان (35 عاما)، بعد غرق قاربهم أمام جزيرة كوس اليونانية.

البابا يرفع علم أوكراني باقي من مجزرة بوتشا
وفي سياق موازٍ، لم يتوقف نداء البابا للسلام عند حدود أفريقيا، فقد كانت أوكرانيا محطة أخرى لغضبه المقدس، عندما رفع العلو الأوكراني الباقي من مجزرة بوتشا، حيث أدان ما وصفه بـ "الوحشية المتزايدة" بعد مجزرة بوتشا، قائلاً:"بعض الأقوياء سجنوا أنفسهم في ادعاءات مصالح قومية عفا عليها الزمن، فحرّكوا الحروب وأشعلوا الكراهية".
لم يُسمِّ الرئيس الروسي بوتين صراحة، لكنه وجه إليه اللوم في واحدة من أكثر تصريحاته السياسية وضوحًا.

البابا وسط الكنائس المدمرة من داعش في الموصل
ومن العراق، تحديدًا من مدينة الموصل، قال البابا كلمته:"السلام أقوى من الحرب والكراهية والعنف".
في ساحة مدمّرة من قبل داعش، وقف بين مآذن وجدران الكنائس المتهدمة، وأطلق نداءً مؤثراً لأبناء المدينة:
"لنصلي من أجل السلام.. الأخوة الإنسانية أقوى من كل شيء".
وألقى البابا كلمته في ساحة حوش البيعة التي تضم كنائس ومنازل دمرها تنظيم “داعش” خلال وجوده في مدينة الموصل، ولم ينسى دور العبادة الإسلامية قائلًا: “مدينة الموصل فيها رمزان يجعلانا نقترب من الله هما جامع النوري ومنارة الحدباء”.

لامبيدوزا.. صرخة لأجل المهاجرين
في أول زيارة خارج روما بعد انتخابه، اختار البابا جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، التي تستقبل آلاف المهاجرين الفارين من الجوع والحروب.
هناك، صلى لأرواح الضحايا، وألقى إكليلًا من الزهور في البحر، مستخدمًا قاربًا صغيرًا لصلاة رمزية هزّت العالم.
وقال البابا: "جئت لأُذكركم بآلام من ماتوا في البحر، ولنُصَلِّ من أجل أولئك الذين لم ينجوا" — قالها البابا وسط آلاف من المهاجرين والسكان المحليين، مجسدًا قمة التعاطف.

فرانسيس يقبل علم لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت
لبنان أيضًا في القلب، إذ خصّص البابا يوماً للصلاة والصوم من أجله عقب انفجار مرفأ بيروت، رافعًا علمه بنفسه ومُعلناً التضامن مع شعبه الجريح

غسل أقدام السجناء في روما
في مشهد يفيض بالتواضع والرحمة، أحيا قداسة البابا فرنسيس قداس "خميس الأسرار" هذا العام داخل أحد سجون الرجال في العاصمة الإيطالية روما، مواصلًا تقليده المؤثر في جعل الكنيسة قريبة من المهمشين والضعفاء.
وخلال القداس، غسل البابا أقدام 12 سجينًا من جنسيات وديانات مختلفة، من بينهم مسلمان، ومسيحي أرثوذكسي، وبوذي، في رسالة قوية تؤكد على الوحدة الإنسانية فوق كل انقسام ديني أو ثقافي.
وقبل بدء القداس، التقى البابا على انفراد ببعض السجناء المرضى، متحدثًا إليهم بلغة الأمل والمغفرة، ثم توجّه إلى المذبح ليُجسد واحدة من أقوى رموز المحبة والتواضع في المسيحية: غسل الأقدام.
وخلال كلمته، قال البابا:"لكل إنسان فرصة لتغيير حياته، ولا يجب أن يُدان أو يُحاكم طوال حياته على أخطاء الماضي. أنا أيضًا أعتبر نفسي مخطئًا".
-
12:00 AMالفجْر
-
12:00 AMالشروق
-
12:00 AMالظُّهْر
-
12:00 AMالعَصر
-
12:00 AMالمَغرب
-
12:00 AMالعِشاء


أخبار ذات صلة
من استقلاله المترو للقاء "مارادونا".. صور نادرة للبابا فرانسيس
21 أبريل 2025 10:03 م
محمد صلاح.. ماكينة أهداف لا تهدأ في البريميرليج
21 أبريل 2025 06:39 م
"رغم الخماسيتين".. الأهلي كعبه عالي على أندية جنوب أفريقيا
21 أبريل 2025 08:14 م
تاريخ بيراميدز ضد أندية جنوب أفريقيا.. ما زال يبحث عن فوزه الأول
21 أبريل 2025 08:12 م
أكثر الكلمات انتشاراً