الأربعاء، 23 أبريل 2025

11:34 م

توافق مصري - جيبوتي على رفض تهديد وحدة السودان ودعم استقرار الصومال

جانب من الأجتماع

جانب من الأجتماع

محمد لطفي أبوعقيل

A .A

أصدرت مصر وجيبوتي بيانا مشتركا بمناسبة زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم، حيث أكد أن الزيارة تأتي انطلاقًا من العلاقات التاريخية الراسخة والأواصر الأخوية الوثيقة بين جمهورية جيبوتي وجمهورية مصر العربية وشعبيهما الشقيقين.

وأجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي، زيارة عمل إلى جمهورية جيبوتي، في إطار مواصلة جهود تطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين في شتى المجالات.

أوضح البيان أن المباحثات تضمنت عقد الرئيسين مشاورات سياسية موسّعة أكدا خلالها عمق العلاقات الأخوية والتاريخية والاستراتيجية التي تربط بين البلدين وشعبيهما، وما تمليه هذه العلاقات على الطرفين من التزام بمواصلة العمل على الارتقاء بالتعاون بينهما في مختلف المجالات، فضلاً عن الاستمرار في تعزيز التنسيق حول الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

تعميق التعاون الثنائي

أبرز الرئيسان الجهود المبذولة لتعميق التعاون الثنائي في مجالات عديدة، من بينها؛ الدفاع، والأمن، ومكافحة الفكر المتطرف، والإعلام، والطاقة، والتجارة، والاقتصاد، والاتصالات، والزراعة، والري والموارد المائية، والتعليم، والتعليم العالي، والثقافة، والصحة، والتضامن الاجتماعي، والسياحة، والشباب، والرياضة، وشدد الرئيسان على الدور المحوري لكل من مصر وجيبوتي في محيطهما الإقليمي والدولي.

وعبر الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن تهنئة مصر لجيبوتي بفوز وزير خارجيتها السابق محمود علي يوسف بمنصب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، الأمر الذي يعكس ثقل الدبلوماسية الجيبوتية والقدرات المتميزة لكوادرها، متمنياً له كل النجاح والسداد في مهمته النبيلة في خدمة القارة العزيزة وشعوبها.

دعم جيبوتي الدكتور خالد العناني

كما جدد الرئيس إسماعيل عمر جيله، التأكيد على دعم جيبوتي لمرشح مصر وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي، الدكتور خالد العناني، لمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “يونسكو” خلال الانتخابات المقرر عقدها في أكتوبر 2025.

وأشاد الرئيسان كذلك بالتعاون القائم بين البلدين في قطاع الكهرباء والطاقة، لاسيما الطاقة الجديدة والمتجددة، وأكدا أهمية مواصلة تعزيز التعاون في هذا القطاع من أجل تحقيق أمن الطاقة في جيبوتي، وأعلنا إطلاق مبادرة مشتركة في هذا الصدد، أخذاً في الاعتبار أهمية قطاع الطاقة في تحقيق التنمية المستدامة والازدهار والرفاهية للشعب الجيبوتي.

وضع حجر الأساس لمشروع توريد وتركيب محطة الطاقة الشمسية في منطقة «عرتا» بجيبوتي

وفي هذا الإطار، جرى الاتفاق على وضع حجر الأساس لمشروع توريد وتركيب محطة الطاقة الشمسية في قرية "عمر جكع" بمنطقة “عرتا” بجيبوتي في الأيام القليلة المقبلة عقب الزيارة الرئاسية من خلال المسؤولين المختصين من البلدين، الذي سيجري تنفيذه بالتعاون بين وزارتي الكهرباء والطاقة في البلدين، بالاشتراك مع الهيئة العربية للتصنيع، والوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.

أبرز المشروعات

كما استعرض الزعيمان أبرز المشروعات التي يسهم الجانب المصري في تنفيذها في جيبوتي بقطاع الكهرباء والطاقة، ومن بينها: إعداد دراسة لرفع قدرات شبكة الكهرباء الجيبوتية، وتحديد عدد من المشروعات التي تسهم في تحقيق أمن الطاقة بالبلاد.

كما تم الاتفاق على مشروع توسعة محطة طاقة الرياح في منطقة «جوبيت»، وإنشاء محطة للطاقة الشمسية في ميناء الحاويات بميناء جيبوتي، مشروع محطة للطاقة الشمسية بقرية «عمر جكع».

وثمّن الزعيمان الجهود المبذولة من وزارتي النقل بالجانبين، بالتعاون مع سلطة المواني والمناطق الحرة الجيبوتية والقطاع الخاص المصري، لتعزيز التعاون في مجال المواني والمناطق الحرة، مبرزين عددًا من المشروعات التي تدرس مصر تنفيذها في هذا الصدد، مثل، المنطقة اللوجستية في المنطقة الحرة بجيبوتي، وتوسعة ميناء الحاويات في «دوراله»، ومشروع الطريق البري «RN18».

تأسيس مجلس الأعمال المصري الجيبوتي

أكد الرئيسان أهمية الارتقاء بحجم التبادل التجاري بين البلدين ليتناسب مع العلاقات الثنائية، وكذا العمل على تعزيز الاستثمارات المتبادلة واستغلال الإمكانيات الاقتصادية الواعدة في البلدين لتحقيق ما تقدم، كما ثمنا الجهود القائمة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر وجيبوتي، حيث رحبا بتأسيس مجلس الأعمال المصري-الجيبوتي، ودعا الرئيسان المجلس لعقد أول اجتماعاته وتفعيل أعماله في أسرع وقت.

كما رحب الزعيمان بتخصيص 150 ألف متر مربع في المنطقة الحرة بجيبوتي لتستخدمها الشركات المصرية كمركز لوجستي لتدعيم التبادل التجاري بين السوق المصرية والسوق الجيبوتية، والانطلاق منها للأسواق الإقليمية المجاورة، وأكدا أهمية الاستفادة من الأطر التنظيمية والتعاهدية التجارية التي تجمع البلدين من أجل تعزيز والارتقاء بحجم التبادل التجاري، وخاصة في إطار الاتفاقيات القائمة مثل الكوميسا، واتفاقية التجارة الحرة القارية فور تفعيلها.

مقر بنك مصر جيبوتي

ووجّه الرئيسان بإتمام الافتتاح الرسمي لمقر بنك مصر جيبوتي الجديد من جانب المسؤولين المختصين في الأيام القليلة التي تعقب الزيارة الرئاسية، وأشادا بأهمية هذه الخطوة في تعزيز العلاقات الاقتصادية، والتجارية، بين البلدين، فضلاً عن جذب وتشجيع الاستثمارات إلى جيبوتي، وبما يمثل إضافة للسوق المصرفية الجيبوتية المستقرة والواعدة.

أشاد الرئيسان بالتعاون القائم بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، لاسيما من خلال الدور المهم الذي يؤديه معهد الوسطية الجيبوتي، الذي يوفر له الأزهر الشريف مجموعة متميزة من علمائه الذين يقومون بتدريب وتأهيل الأئمة والوعاظ بجيبوتي، لنشر صحيح الدين الإسلامي وتفنيد السرديات التي تؤدي للتطرف، وذلك على أساس علمي وديني سليم يستند إلى المنهج القويم للأزهر الشريف.

افتتاح مركز الأزهر الشريف لتعليم اللغة العربية في جيبوتي

كما رحب الرئيسان بمبادرة افتتاح مركز الأزهر الشريف لتعليم اللغة العربية في جيبوتي، وأعرب الرئيسان عن الاهتمام بتعزيز التعاون في المجال الصحي، بما في ذلك إيفاد القوافل الطبية المصرية إلى جيبوتي، ورحبا بمبادرة مصر بإيفاد قافلة طبية للكشف المبكر عن ضعاف السمع بين الأطفال والكبار، وتوفير سماعات لهم، وقافلة أخرى لتركيب وصلات شريانية لمرضى الغسيل الكلوي، والمقرر أن يتم إيفادهما خلال الفترة المقبلة، ووجها المسؤولين في البلدين بالعمل على تعزيز التعاون في هذا المجال الحيوي، بما في ذلك الإسراع في تفعيل مركز الأمومة والطفولة في جيبوتي.

وأكد الرئيسان أهمية التعاون في مجالي الشباب والرياضة، وأهمية تكثيف التبادل الشبابي والطلابي والرياضي للحفاظ على متانة الترابط بين شعبي البلدين الشقيقين، ورحبا في هذا الصدد بالتعاون بين وزارتي الرياضة في البلدين من أجل تطوير منشآت رياضية في جيبوتي، وعلى رأسها ستاد “حسن جوليد” من أجل استيفائه لمعايير إقامة مباريات دولية للفرق الوطنية والرياضية الجيبوتية، على أرضها ووسط جمهورها، وثمّن الرئيسان الجهود المبذولة لتسهيل السفر والانتقال بين البلدين، بما فيها افتتاح خط مصر للطيران المباشر بين القاهرة وجيبوتي، منذ 12 يوليو 2024، ووجّه الرئيسان مسؤولي البلدين ببحث تعزيز التعاون في مجال الطيران المدني والعمل على انتظام وزيادة رحلات الخط المباشر لما في ذلك من تعزيز للتواصل الشعبي والتجاري بين البلدين.

أشار البيان إلى التوقيع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الشباب، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الرياضة، وبرنامج تنفيذي في مجال التعليم العالي والبحث العلمي للأعوام 2025-2028، ومذكرة تفاهم بين الهيئة الوطنية للإعلام في مصر، وإذاعة وتليفزيون جيبوتي، و مذكرة تفاهم بين الهيئة العامة للاستعلامات في مصر، ووزارة الإعلام الجيبوتية.

تهدئة الأوضاع وتحقيق الاستقرار

وفيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية، تبادل الرئيسان الرؤى ووجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، انطلاقاً من التحديات المشتركة والمتشابهة التي تواجه البلدين الشقيقين، والدور المحوري الذي تلعبه كل من مصر وجيبوتي في محيطهما المضطرب من أجل تهدئة الأوضاع وتحقيق الاستقرار في منطقتي الشرق الأوسط والقرن الإفريقي، وفي هذا الصدد، أكد الرئيسان على أهمية التنسيق المستمر بين البلدين بشأن القضايا الإقليمية والدولية، سواء على المستوى الثنائي أو المستوى متعدد الأطراف من خلال التجمعات والمنظمات الإقليمية والدولية التي تجمعهما، وعلى رأسها جامعة الدول العربية، والاتحاد الأفريقي، ومنظمة التعاون الإسلامي، والأمم المتحدة

تناولت المباحثات الترحيب بالجهود التي من شأنها دعم الأمن والاستقرار في الصومال، ووحدة أراضيه وسلامته الإقليمية، وتعزز من إمكانات مؤسسات الدولة الصومالية وقدرات الحكومة الفيدرالية على مواجهة أي تحديات، وتمكين الجيش الوطني الصومالي من التصدي للإرهاب وبسط سيطرة الدولة على كامل ترابها.

وندد الزعيمان بشدة بمحاولة الاغتيال الإجرامية الفاشلة التي استهدفت موكب الرئيس حسن شيخ محمود، رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية، والتي تؤكد على خسة أساليب الجماعات الإرهابية وحتمية دعم الصومال للقضاء عليها، وشدد الرئيسان في هذا الصدد على التزام بلديهما بالمساهمة بقوات في بعثة الاتحاد الأفريقي الجديدة للدعم والاستقرار في الصومال.

تهديد وحدة وسيادة السودان

أكد الرئيسان رفضهما التام لأي محاولات من شأنها أن تهدد وحدة وسيادة السودان الشقيق وسلامة أراضيه، بما في ذلك محاولة تشكيل حكومة موازية، الأمر الذي يجعل المشهد أكثر تعقيداً في السودان، ويعيق كل الجهود المبذولة لتوحيد الرؤى بين القوى السياسية السودانية، كما أكد الرئيسان ضرورة انخراط كل القوى السودانية في عملية سياسية شاملة وتغليب المصلحة الوطنية العليا للبلاد، والحفاظ على المؤسسات الوطنية، وتسهيل إنفاذ المساعدات الإنسانية، تمهيداً لاستئناف أنشطة السودان الشقيق في الاتحاد الإفريقي، وأشاد الرئيسان بالجهود المصرية والجيبوتية الدؤوبة الرامية لتحقيق الاستقرار في السودان الشقيق، واستضافة البلدين لعدد من المؤتمرات بهذا الخصوص.

وأعرب الرئيسان عن القلق من تدهور الأوضاع السياسية والأمنية في جنوب السودان الشقيق، ودعا الرئيسان جميع الأطراف المعنية لتفادي التصعيد، وحل الخلافات بالطرق السلمية والدبلوماسية، حفاظاً على أمن واستقرار جنوب السودان، والمنطقة.

تعزيز التنسيق حول الملفات المتعلقة بالبحر الأحمر

وأكد الرئيسان أهمية تعزيز التنسيق حول الملفات المتعلقة بالبحر الأحمر، وأعربا عن الرفض لأي ممارسات تؤدي إلى زعزعة الاستقرار وأمن وحرية الملاحة في هذا الممر الملاحي الحيوي لحركة التجارة الدولية، كما أشارا إلى أهمية تفعيل مجلس الدول العربية والإفريقية المشاطئة للبحر الأحمر ليضطلع بمسؤولياته الأصيلة في تعزيز التنسيق بين الدول المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن.

وأدان الرئيسان تجدد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بما يعد خرقاً صارخاً لاتفاق وقف إطلاق النار، وأكدا على مخرجات القمة العربية غير العادية التي تم عقدها في القاهرة يوم 4 مارس 2025، وما تضمنته من التأكيد على تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين الذي يُلبي حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة والثابتة، بما في ذلك حقه في الحرية وإقامة الدولة المستقلة ذات السيادة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

بوقف إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة


كما أدان الرئيسان القرارات الإسرائيلية المتعلقة بوقف إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة وغلق المعابر المستخدمة في أعمال الإغاثة، وطالبا إسرائيل بالتوقف عن خرق اتفاق إطلاق النار، والعودة لمائدة المفاوضات للاتفاق على ترتيبات المرحلة الثانية، وضرورة السماح باستئناف دخول المساعدات الإنسانية.

كما طالب الزعيمان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والمجتمع الدولي، بالضغط على إسرائيل من أجل الالتزام بالاتفاقيات التي تم التوصل لها، كما عبرا عن تطلعهما للتعاون مع الرئيس الأمريكي وكل القوى الدولية من أجل تنفيذ الخطة العربية لإعادة إعمار غزة.

وأكد الزعيمان على الموقف العربي الموحد، الذي يتمتع بتأييد دولي كامل، بشأن الرفض التام لتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم تحت أي مسمى، باعتبار ذلك انتهاكاً للقانون الدولي وجريمة ضد الإنسانية، وشددا على ضرورة التزام إسرائيل بواجبات القوة القائمة بالاحتلال، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

بيان مصر وجيبوتي يؤكد على تعميق التعاون الثنائي في مجالات الدفاع والأمن ومكافحة الفكر المتطرف

دعم مؤسسات الدولة الوطنية السورية

وفيما يتعلق بسوريا أكد الرئيسان دعم مؤسسات الدولة الوطنية السورية واستقرارها، ورفض كل أشكال العنف التي من شأنها أن تمس استقرار وسلامة الشعب السوري، مع ضرورة العمل على تدشين عملية انتقالية شاملة تضمن مشاركة جميع أطياف الشعب السوري دون إقصاء.

الاتحاد الإفريقي، وأعرب الرئيسان عن أهمية التعاون بين البلدين في إطار الاتحاد الإفريقي تحقيقاً لأهداف أجندة التنمية 2063، وعلى رأسها جهود تعزيز السلم والأمن في القارة بما في ذلك جهود إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات وبناء السلام على ضوء ريادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لهذا الملف.

وجدد الرئيسان التأكيد على أهمية حشد الموارد لدعم المشروعات التنموية في القارة لاسيما مشروعات البنية التحتية أخذاً في الاعتبار رئاسة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي للجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات وكالة الاتحاد الإفريقي للتنمية (نيباد)، وتعزيز التجارة البينية في إطار منطقة التجارة الحرة القارية.

مقررات قمة مالابو

واتفق الرئيسان على أهمية مواصلة التنسيق بين البلدين في إطار جامعة الدول العربية، بما في ذلك التعاون لإحياء آفاق التعاون العربية الإفريقية طبقاً لمقررات قمة مالابو لعام 2016.

واتفق الرئيسان على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين في إطار منظمة الأمم المتحدة للتعليم والعلوم والثقافة، أخذاً في الاعتبار الدور المهم الذي تضطلع به لتعزيز التعاون الدولي في مجالات التعليم والعلوم والفنون والثقافة، ولما لذلك من مردود إيجابي على جهود تحقيق رفاهية ورفعة وتقدم الشعبين الشقيقين.

وكلف الرئيسان وزيري الخارجية بالبلدين بمتابعة مخرجات القمة والإعداد لعقد اللجنة المشتركة بين البلدين في وقت يتم الاتفاق عليه عبر القنوات الدبلوماسية.

search