الجمعة، 25 أبريل 2025

04:43 م

بقيمة 125%.. الصين تدرس تعليق رسوم جمركية على واردات أمريكية

تعبيرية

تعبيرية

بدأت الحكومة الصينية دراسة تعليق الرسوم الجمركية البالغة 125% التي كانت قد فرضتها على بعض الواردات الأمريكية، في خطوة تعكس التوجه نحو التهدئة وسط تصاعد الضغوط الاقتصادية الناجمة عن الحرب التجارية المستمرة بين بكين وواشنطن.

وشمل التقييم الصيني احتمالات تجميد الرسوم على واردات استراتيجية مثل المعدات الطبية ومواد كيميائية صناعية مثل الإيثان، بالإضافة إلى إعفاء رسوم استئجار الطائرات، في ظل اعتماد شركات الطيران الصينية بشكل جزئي على طائرات مستأجرة من شركات أجنبية، وهو ما جعل الرسوم الإضافية تمثل عبئًا ماليًا يهدد استقرار القطاع الجوي في البلاد.

مبادرة صينية بعد خطوة أمريكية مماثلة

وتأتي هذه المبادرة من الجانب الصيني عقب خطوة مماثلة من واشنطن، التي قررت مؤخرًا إعفاء بعض المنتجات الإلكترونية الصينية من رسوم جمركية كانت تصل إلى 145%، مما أعطى إشارة إلى رغبة محتملة لدى الطرفين في التهدئة.

ويعكس هذا التراجع المتبادل عمق التشابك الاقتصادي بين القوتين العظميين، في وقت لا تزال فيه الحرب التجارية تلقي بظلالها على قطاعات حيوية مثل التكنولوجيا والطاقة والتصنيع.

الاعتماد المتبادل رغم التوترات

وقد كشفت هذه التحركات عن مدى اعتماد صناعات صينية رئيسية على المنتجات والخدمات الأمريكية، رغم أن الميزان التجاري يميل لصالح بكين. فمثلاً، تعتمد مصانع البلاستيك في الصين على الإيثان المستورد من الولايات المتحدة، كما تعتمد المستشفيات الصينية على أجهزة طبية أمريكية متقدمة خاصة في مجالات التصوير والتشخيص.

الجهات الرسمية تلتزم الصمت

ورغم هذه التطورات، امتنعت وزارة المالية الصينية والإدارة العامة للجمارك عن التعليق، بينما تواصلت المشاورات داخل دوائر صنع القرار في بكين بشأن قوائم المنتجات التي قد يُعاد النظر في الرسوم المفروضة عليها.

وطلبت السلطات من الشركات المتضررة تقديم رموز الجمارك الخاصة بالسلع الأمريكية التي ينبغي إعفاؤها.

وأشارت مصادر مطلعة إلى أن إحدى شركات الطيران الصينية أُبلغت بإمكانية استثناء مدفوعاتها لشركات تأجير الطائرات من الرسوم، بشرط أن تكون تلك الطائرات مستخدمة داخل مناطق التجارة الحرة.

المنتجات التكنولوجية في قلب النقاش

في الوقت ذاته، تداول المستثمرون قوائم غير مؤكدة يُعتقد أنها تتضمن منتجات كيميائية ومكونات أساسية لصناعة الرقائق الإلكترونية، إلا أنه لم يصدر أي تأكيد رسمي على محتوى هذه القوائم.

وكشفت مجلة "كايجينغ" الاقتصادية أن الصين تستعد لإعفاء ما لا يقل عن ثمانية منتجات مرتبطة بصناعة أشباه الموصلات من الرسوم، دون أن تشمل تلك القائمة رقائق الذاكرة، مما قد يُعد ضربة تجارية محتملة لشركة "ميكرون تكنولوجي" الأمريكية المتخصصة في هذا النوع من الرقائق.

ترقب في الأسواق وتوتر في السياسة

وسط هذه الأنباء، تابع المستثمرون بقلق تطورات العلاقة بين الولايات المتحدة والصين، على أمل عودة قنوات التفاوض المتوقفة. ومع ذلك، لا تزال التوترات قائمة، خاصة مع إصرار بكين على إلغاء كافة الرسوم الأحادية الجانب كشرط مسبق لأي مفاوضات قادمة.

من جانبه، يحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إعادة فتح خطوط الاتصال مع نظيره الصيني شي جين بينغ، لكن المبادرات لم تلقَ استجابة مباشرة حتى الآن.

إعفاءات أمريكية مؤقتة على منتجات التكنولوجيا

وفي خطوة خففت جزئيًا من التوتر، استثنت الإدارة الأمريكية عددًا من المنتجات التكنولوجية من الرسوم الجمركية، وهو ما خفف العبء على شركات كبرى مثل "أبل" و"إنفيديا".

وشملت هذه الإعفاءات أجهزة الكمبيوتر، الهواتف الذكية، أقراص التخزين، المعالجات، والشاشات، لكنها لا تزال تحت مراجعة دورية وقد تكون مؤقتة بحسب توجهات الإدارة الأمريكية المقبلة.

search