الثلاثاء، 17 سبتمبر 2024

06:15 ص

مصر تعيد اكتشاف "كنز رأس الحكمة" بعد نصف قرن من التفكير

مشروع رأس الحكمة

مشروع رأس الحكمة

إسلام عزام

A A

كشفت هيئة الاستثمار عن استثمار 22 مليار دولار؛ لتمويل وتطوير مشروع رأس الحكمة السياحي، بعدما تلقت مصر عروضًا من عدة تحالفات استثمارية دولية، ووقع الاختيار على التحالف الإماراتي لتنفيذ المشروع، بمشاركة صندوق مصر السيادي.  

برز اسم مدينة رأس الحكمة المصرية، بعدما انتشرت شائعة عن بيع المدينة، لكن الحكومة نفت هذه الأنباء، وأكدت العمل على مشروع سياحي ضخم مع كيانات عالمية ذات قدرة تمويلية.

يرى عدد من خبراء القطاع السياحي، أن الشريط الساحلي الممتد من منطقة الضبعة في الكيلو 170 على طريق الساحل الشمالى الغربي وحتى الكيلو 220 بمدينة مطروح، والمسمى رأس الحكمة، منطقة واعدة لمستقبل الاستثمار السياحي في مصر. 

وقال رئيس هيئة الاستثمار، حسام هيبة، إن تحالفاً إماراتيًا سيكون مسؤولاً عن تمويل وتطوير وإدارة مشروع رأس الحكمة، موضحًا أنه تم الانتهاء من المفاوضات، والمشروع الآن في مرحلة إعداد العقود للتوقيع. ووضع الخطة للنهائية للبدء في التنفيذ. 

أكد أن المشروع يأتي في إطار تطوير منطقة الساحل الشمالي وسيكون نموذجاً لمشروعات أخرى، مبينًا أن استثمارات المشروع سيتم ضخها عبر مراحل التنفيذ التي يتم الاتفاق عليها الآن. ولن يتم ضخها دفعة واحدة.

يأتي هذا في إطار تنمية مدينة رأس الحكمة، وهي جزء من مخطط الدولة المصرية 2052 لتنمية الساحل الشمالي، وجعل المدينة لاعبًا رئيسًا على خريطة السياحة العالمية.

فكرة المشروع 

ترجع فكرة المشروع إلى عام 1975، بعدما صدر قرار جمهوري بإخلاء قرية “رأس الحكمة” ومساحتها 55 ألف فدان، من سكانها، لكن لم يجري تنفيذه، حتى عاد من جديد للظهور الفترة الحالية.

يتضمن القرار أن توفر الدولة تعويضات للأهالي، من خلال بناء مدينة سكنية متكاملة، ومنح كل متضرر منزل بديل، أو تعويضه بمبلغ مالي مناسب حسب رغبته. 

المشروعات السياحة المخرج الأمثل للعملة الصعبة

قال رئيس جمعية مسافرون للسياحة والسفر، الدكتور عاطف عبد اللطيف، إنَّ المشروعات السياحية ستكون المخرج الأمثل لحل مشكلة توفير العملة الصعبة في مصر، موضحًا أن موقع مشروع رأس الحكمة سجذب مستثمرين جدد للمنطقة في مختلف المجالات. 

أضاف في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أن مدينة العلمين الجديدة أصبحت حاليًا قبلة للسياحة العالمية ويمكن استغلاها للترويج لمشاريع أخرى بشرط استقطاب أموال الاستثمارات من الخارج؛ لضخ العملة الصعبة بالسوق المصري. 

أشار حاجة مصر لزيادة الغرف الفندقية، لاستيعاب السياحة المتوقعة من تدشين هذه المشاريع، مؤكدًا استهداف استقدام 30 مليون سائح سنويًا كمرحلة أولى، والتركيز على إنشاء فنادق ذات أسعار متفاوتة في منطقة رأس الحكمة تلبي احتياجات كافة شرائح السائحين. 

أكد عبد اللطيف أهمية مدينة رأس الحكمة إلى جانب العلمين الجديدة، معتبرًا أن المنطقة ستشهد تحولًا كبيرا، خاصة مع امتلاكها المقومات السياحة الثقافية والتاريخية التي تظهر في مقابر “الكومنولث”، والمقبرة الإيطالية والألمانية، وهذا النمط من السياحة يشجع على إقامة سياحة المهرجانات والاحتفالات في تلك المناطق. 

يرى ضرورة تطوير مطاري العلمين لاستيعاب الوفود السياحية بعد الترويج والتنظيم لمعارض طوال العام في رأس الحكمة. 

برلماني: توقيع عقود صفقة مدينة رأس الحكمة سيكون قريبًا

وكيل لجنة الإسكان بمجلس النوابن  المهندس طارق شكري، قال إن توقيع عقود صفقة مدينة رأس الحكمة سيكون قريبًا خلال أسبوع أو 10 أيام.

رجح شكري، خلال تصريحات تلفزيونية، تأخير الإعلان الرسمي عن الصفقة كونها في مرحلة التفاصيل الفنية والقانونية، موضحًا أن الحديث عن دفع 22 مليار دولار مقدم لصفقة مشروع رأس الحكمة ليس فيه نوع من المبالغة، إذا ما قورن بحجم وموقع المدينة. 

أكد أن المنطقة تضم أنماطًا متعددة ومقومات جاذبة للسياحة الشاطئية، على طول امتداد الساحل الشمالي الغربي بنحو 400 كم من غرب الإسكندرية، حتى الحدود الغربية للجمهورية، بطول نحو 90 كيلومترا من غرب الإسكندرية حتى العلمين، ومن العلمين حتى رأس الحكمة بطول نحو 130 كيلومترا، ومن النجيلة حتى السلوم بطول نحو 130 كيلومترا، تضم بداخلها شرق وغرب مدينة مرسى مطروح بطول نحو 90 كيلومترا، ما يجعل الموقع مؤهلًا لاستثمارات أخرى بنفس القيمة خلال فترة وجيزة. 

وفي وقت سابق، نقلت فضائية “القاهرة الإخبارية” عن مصدر مسئول، أن مخطط التنمية العمرانية في مصر حتى عام 2050 حدد ضرورة إنشاء عدد من المدن الجديدة المستدامة والذكية من الجيل الرابع لاستقطاب ملايين السكان، منها رأس الحكمة وجرجوب والنجيلة، بخلاف مدينة العلمين الجديدة التي بدأت الدولة تنميتها بالفعل. 

search