الأحد، 27 أبريل 2025

06:08 م

بعد 6 أيام من وفاته.. لماذا لم يتحلل جسد البابا فرانسيس؟

جسد بابا الفاتيكان

جسد بابا الفاتيكان

بعد ستة أيام على وفاة البابا فرنسيس، شهدت كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان مراسم نقل نعشه استعدادًا للدفن الرسمي في بازيليك سانتا ماريا ماجوري.

اللافت في الأمر أن الجثمان بدا محفوظًا دون أي مظهر من مظاهر التحلل التي عادةً ما تظهر على الأجساد خلال هذه الفترة، مما أثار تساؤلات واسعة حول الإجراءات المتبعة للحفاظ عليه.

تحنيط جسد البابا فرانسيس

ووفقًا لصحيفة “الديلي ميل” البريطانية، يعود الحفاظ على جسد البابا إلى عملية تحنيط دقيقة أُجريت عقب وفاته مباشرة، حيث تم تصريف دم الجثمان بالكامل واستبداله بمحلول كيميائي يحتوي على الفورمالديهايد والكحول والأصباغ.

هذا المزيج لا يكتفي بغسل الجهاز الدوري من الدم المتجمد، بل يعمل أيضًا على قتل البكتيريا الداخلية وتثبيت البروتينات في الخلايا، مما يمنع التحلل الطبيعي مؤقتًا ويحافظ على مظهر الجسد الخارجي.

وتتضمن العملية فتح الأوردة الرئيسية، خاصة في الرقبة، وضخ المحلول بطريقة شبيهة بنقل الدم، ليحل تدريجيًا محل السوائل الطبيعية، ثم يتم إجراء عمليات تجميلية بسيطة لإغلاق العينين وتثبيت الفك ومنع أي تغييرات ظاهرية مزعجة خلال عرض الجثمان للجموع.

ملامح من تحنيط الباباوات

وتحنيط الباباوات يعد تقليدًا راسخًا، إلا أن الوسائل المستخدمة شهدت تحولات كبيرة عبر القرون، ففي العصور الوسطى، كانت الأجساد تخضع لعمليات تحضير بدائية، تتضمن إزالة الأعضاء الداخلية، وغسل الجسم بمحاليل عشبية، وفرك الجلد بالزيوت ورش الأعشاب، مع سد الفتحات الطبيعية بمواد عضوية لمنع تسرب السوائل.

لكن مع دخول القرن العشرين، بدأ الفاتيكان يعتمد أساليب التحنيط الحديثة بعد سلسلة من الإخفاقات.

وأشهر هذه الحوادث كانت تحنيط البابا بيوس الثاني عشر عام 1958، حين فشلت الطريقة التقليدية وتسبب سوء التحنيط في تحلل الجسد بشكل سريع أدى إلى انتفاخ شديد وانبعاث روائح كريهة أجبرت الحرس السويسري على تغيير المناوبة كل ربع ساعة.

بعد هذه الحادثة، اعتمد الفاتيكان نهجًا طبيًا علميًا لتحنيط الباباوات، مستفيدًا من تقنيات التحنيط الحديثة المستخدمة في مجالات الجنائز العالمية.

كيف يتحلل الجسد بشكل طبيعي؟

لفهم أهمية التحنيط، لابد من إلقاء نظرة على ما يحدث للجسد البشري عادةً بعد الوفاة.

ووفقًا لتقرير أعدته “البي بي سي”، بمجرد توقف القلب، تدخل الخلايا في حالة حرمان من الأكسجين، فتبدأ عملية التحلل الذاتي، حيث تهضم الإنزيمات أغشية الخلايا الداخلية، مما يؤدي إلى تسرب السوائل والمواد الكيميائية السامة.

ومع انخفاض حرارة الجسم، تبدأ مرحلة تيبس الموت، حيث تتصلب عضلات العينين والفك أولًا، ثم ينتقل التيبس إلى كامل الجسد.

في الأيام التالية، تتكاثر البكتيريا اللاهوائية داخل الأمعاء وتنتشر إلى باقي الأعضاء، مفرزة غازات مثل الميثان وكبريتيد الهيدروجين، مما يؤدي إلى انتفاخ الجسد بشكل واضح.

كما يتغير لون الجلد أيضًا، إذ يؤدي تحلل الدم إلى ظهور مظهر رخامي أسود مائل للخضرة، وفي المراحل المتقدمة، يتسبب الضغط الناتج عن الغازات في تمزق الجلد وتسرب السوائل من الفتحات الطبيعية، وقد يصل الأمر إلى انفجار البطن في بعض الحالات.

search