الأحد، 27 أبريل 2025

09:50 ص

في ذكرى ميلادها.. ماذا قال طه حسين عن سناء جميل؟

سناء جميل

سناء جميل

تُعد الفنانة سناء جميل واحدة من أبرز نجمات السينما والمسرح المصري، وأيقونة من أيقونات الفن العربي التي تركت بصمتها بقوة في وجدان الجمهور المصري والعربي. 

بأدائها المتقن، وأدوارها العميقة، وقدرتها الفائقة على تجسيد الشخصيات المركبة، استطاعت أن تُلهم أجيالًا من الفنانين والمشاهدين على حد سواء.

"نفيسة" البداية التي صنعت التاريخ

برزت موهبة سناء جميل بشكل استثنائي في فيلم "بداية ونهاية"، أحد أهم علامات السينما المصرية، والذي جسدت فيه ببراعة شخصية نفيسة، تلك الفتاة التي تسقط ضحية الفقر والمجتمع، في عمل فني شاركها فيه نخبة من النجوم مثل عمر الشريف، أمينة رزق، فريد شوقي، وصلاح منصور، ومن إخراج المخرج الكبير صلاح أبو سيف.

هذا الدور كان بمثابة نقلة نوعية في مسيرتها، حيث أثبتت من خلاله قدرتها على الغوص في أعماق النفس البشرية وتقديم أداء واقعي مفعم بالمشاعر.

"الزوجة الثانية".. تألق مستمر

وتواصل تألقها في فيلم "الزوجة الثانية"، حيث قدمت شخصية حفيظة، زوجة العمدة الأولى، في أداء بارع أمام كل من شكري سرحان وسعاد حسني، مبرهنة على قدرتها في التنقل بين الشخصيات المعقدة ببساطة وثبات.

من هي سناء جميل؟

في مثل هذا اليوم، 27 أبريل من عام 1930، وُلدت ثريا يوسف عطا الله، وهو الاسم الحقيقي للفنانة سناء جميل، بمحافظة المنيا لأسرة صعيدية محافظة. وبعد تخرجها من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1953، بدأت مشوارها الفني ضمن فرقة فتوح نشاطي، لتشق طريقها بثقة رغم العقبات.

التقاليد الصعيدية تقف في طريق حلمها

لم يكن دخول عالم الفن بالأمر السهل بالنسبة لسناء جميل، فقد واجهت رفضًا قاطعًا من أسرتها بسبب العادات الصعيدية الصارمة. 

تحدثت عن تلك المرحلة المؤلمة بصدق قائلة: "أهلي مكانوش راضيين إني أمثل، ولما أصريت طردوني من البيت."

وجدت الدعم من رائد المسرح المصري زكي طليمات، الذي آمن بموهبتها وساندها معنويًا ومهنيًا، حيث أسكنها في بيت طالبات، وضمها إلى فرقة المسرح الحديث، لتكمل مسيرتها الإبداعية رغم كل الصعاب.

إشادة طه حسين

نال أداؤها إعجاب الكثير من النقاد والمثقفين، وكان من أبرزهم عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، الذي قال عنها: "ليس لأحد إلى تمثيلها سبيل"، في إشارة إلى تفردها الفني وتميزها الذي يصعب تقليده أو الوصول إليه.

شاركت في العديد من الأعمال المسرحية الهامة مثل: "مونو دراما"، "شمس النهار"، "الناس اللي فوق"، "المهزلة الأرضية"، "شهرزاد"، "الحصان وزهرة الصبار"، "الدخان"، "ليلة مصرع جيفارا"، و"زيارة السيدة العجوز".

زواج مبني على الحب والدعم

التقت سناء جميل بالكاتب والصحفي لويس جريس، وتطورت علاقتهما إلى حب كبير تُوّج بالزواج عام 1961. ورغم اعتقاده الأول بأنها مسلمة، كشفت له عن ديانتها المسيحية، وقبل الأمر دون تردد.

قررت عدم الإنجاب لتتفرغ للفن، وكان زوجها أقرب داعم لها طوال رحلتها الفنية، حتى لحظة وفاتها، حيث كان السند الحقيقي في حياتها الشخصية والمهنية.

سجل درامي حافل

لم تكن سناء جميل محصورة في السينما والمسرح فقط، بل تألقت كذلك على شاشة التلفزيون، فشاركت في عدد كبير من المسلسلات التي تركت أثرًا لدى الجمهور، من أبرزها: "ساكن قصادي"، "وعاد النهار"، "الراية البيضا"، "خالتي صفية والدير"، "اللقاء الأخير"، "ابن سينا"، "الرقص على سلالم متحركة"، "حصاد الحب"، "سور مجرى العيون"، و"طرح البشر".

إرث لا يُنسى

برحيلها، تركت سناء جميل إرثًا فنيًا لا يُقدّر بثمن، وظلت رمزا للفن الصادق والواقعي، وأيقونة للممثلة التي اختارت الجودة والصدق الفني على حساب الأضواء العابرة.

search