الأحد، 27 أبريل 2025

11:51 م

بخطة الخداع الاستراتيجي.. كيف مهد السنوار لهجوم حماس قبل 2023 بعامين؟

إسماعيل هنية ويحيى السنوار

إسماعيل هنية ويحيى السنوار

كشفت وثائق تناولتها وسائل إعلام إسرائيلية تفاصيل خطة بعيدة المدى قادها يحيى السنوار، قائد الجناح العسكري لحركة حماس، بهدف خداع إسرائيل والتحضير لهجمات 7 أكتوبر 2023.

بحسب تقرير نشرته القناة 12 الإسرائيلية، اليوم الأحد، فإن قيادة حماس رأت في عملية "حارس الأسوار" التي شنتها إسرائيل على غزة عام 2021 "نصرًا استراتيجيًا"، مكنها من تهدئة الأوضاع مؤقتًا واستخدام الهدنة كغطاء للإعداد لهجومها اللاحق.

وأظهرت المراسلات أن السنوار استثمر وقف إطلاق النار لبث شعور زائف بالاطمئنان لدى إسرائيل، بينما كان يخطط سرًا لتنفيذ عمليات كبرى لاحقًا.

استراتيجية مدروسة لضرب المجتمع الإسرائيلي

وصفت القناة 12، الوثائق بأنها تكشف "استراتيجية مدروسة" تهدف إلى استغلال نقاط ضعف المجتمع الإسرائيلي والتسبب في تفككه من الداخل.

وبحسب الوثائق، كتب السنوار إلى رئيس المكتب السياسي لحماس آنذاك، إسماعيل هنية، قائلًا إن "الهدنة ستزيد من عزلة الاحتلال وتسرّع من تفككه الداخلي، ما قد يؤدي إلى حرب أهلية".

في ذلك الوقت، اعتبرت قيادة الاحتلال، من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى وزير الدفاع بيني جانتس ورئيس الأركان أفيف كوخافي، أن عملية "حارس الأسوار" كانت نجاحًا استراتيجيًا.

لكن الوثائق تؤكد أن هذا الإحساس بالانتصار الوهمي دفع إسرائيل إلى التراخي، ما شجع حماس على المضي قدمًا في خطتها لهجمات 7 أكتوبر.

"مترو غزة" لم يتضرر كما اعتقدت إسرائيل

واحدة من أبرز المفارقات التي كشفتها الوثائق تتعلق بشبكة أنفاق حماس المعروفة بـ"مترو غزة". ورغم إعلان إسرائيل تدمير أجزاء واسعة من الشبكة، تؤكد الوثائق أن البنية التحتية للأنفاق بقيت سليمة إلى حد بعيد.

وبحسب مراسلات بين قادة حماس وقادة إقليميين مثل حسن نصر الله (الذي قتل لاحقًا) وإسماعيل قاآني، فإن الأضرار كانت "طفيفة" وأُصلحت بسرعة.

أبرز التقرير أن الفجوة الكبيرة بين تقديرات الجيش الإسرائيلي والواقع الميداني مكنّت حماس من مواصلة تعزيز قدراتها بهدوء، بينما كانت إسرائيل تحت تأثير وهم الأمان.

خلفية عملية "حارس الأسوار"

بدأت العملية في مايو 2021 بعد تصاعد التوتر في القدس المحتلة، لا سيما إثر محاولات تهجير فلسطينيين من حي الشيخ جراح واقتحامات المسجد الأقصى.

وردت حماس بإطلاق أكثر من 4 آلاف صاروخ على إسرائيل، بعضها استهدف مواقع استراتيجية مثل مطار رامون العسكري.

وأسفرت المواجهات عن مقتل 12 إسرائيليًا وإصابة نحو 330 آخرين، فيما قُتل نحو 250 فلسطينيًا وأصيب أكثر من 5 آلاف في القطاع، وفي نهاية المطاف، أُعلن وقف لإطلاق النار بوساطات دولية.

search