جماهير ريال مدريد تصبر والأهلي يثور.. الهزيمة تكشف فارق العقلية

الأهلي وريال مدريد
هناك دائمًا خاسر سيئ أو ما يعرف بـ"Bad Losers"، وهو الشخص الذي يريد الفوز طوال الوقت، بعض الجماهير عندما لا يفوز فريقهم المفضل، لا يطاقون، فتراهم يخرجون عن النص في المدرجات، وهذا ليس له مكان في الرياضة، قد يكون بعض الجماهير كذلك، لكن كثيرين غيرهم يجدونه أمرًا مخجلًا.
"دليلك لتصبح خاسر سيئ"
لا أحد يحب الخسارة، لكن الرياضة هي فوز وخسارة، بالتالي هناك أيضًا خط لا ينبغي تجاوزه أبدًا إذا تعرضت للهزيمة، فهو الخط الفاصل بين الرياضي الذي يعرف حقيقة الرياضة، وغير الرياضي الذي لا يتقبل الهزيمة ويصبح “Bad Losers”.
كأي رياضة أخرى، تُثير كرة القدم دائمًا مشاعرَنا، لكن أحيانًا لا تكون هذه المشاعر إيجابية دائمًا، فهناك دموع الفرح وهناك أيضًا الحزن، وكذلك الغضب والإحباط.
عندما يكون الضغط شديدًا للفوز بلقب ما، قد تسوء الأمور في الملعب، خاصةً إذا لم تسر الأمور كما نريد، لقد رأينا جماهير يثورون غضبًا مثلًا من قرارات الحكام المثيرة للجدل أو لاعب أخطأ في إهدار فرصة لا تضيع أو تسجيل هدف في مرماه، أو قرارات تتعلق بإدارة المباراة من المدربين، أو حتى اللاعبين والمدربين أنفسهم.
هذا ما حدث تمامًا بعد مباراة الأهلي أمام صن داونز، بعد إقصاء المارد الأحمر من دوري أبطال أفريقيا، لتجد أن بعض الجماهير تحولت إلى "Bad Losers"، بعدما ألقت الزجاجات على المدرب السابق مارسيل كولر، في مشهد مؤسف.
وعلى النقيض، ظهرت جماهير ريال مدريد بمظهر رائع، رغم اقتراب خروج الفريق بموسم صفري بعد الخروج من دوري أبطال أوروبا والابتعاد عن المنافسة في بطولة الدوري الإسباني، وأخيرًا خسارة كأس ملك إسبانيا أمام الغريم الأزلي برشلونة.
ودائمًا ما تربط ميزة مشتركة بين جماهير الأهلي وجماهير ريال مدريد، وهي عدم الاكتفاء بالبطولات، فهما لا يعتبران التتويج نهاية المطاف، بل يضعون سقفًا للطموحات أعلى مع كل إنجاز، لأن ثقافة الفوز والهيمنة أصبحت جزءًا من هوية الناديين وجماهيرهما.
ولكن في الفترة الحالية، ظهر تفاوت كبير في طريقة التفكير من جانب الجماهير، خاصة بعد وداع ريال مدريد لكل البطولات الممكنة وخروج الأهلي من دوري أبطال أفريقيا وكأس الرابطة المصرية وعدم المشاركة في كأس مصر.
جماهير الأهلي تحتفل بإنجازات ناديها العريق الذي يتربع على عرش الأندية الأكثر تتويجًا في أفريقيا، إذ حصدت القلعة الحمراء العديد من الألقاب المحلية والأفريقية، بما في ذلك دوري أبطال أفريقيا الذي يعد البطولة الأهم في القارة.
أما على الصعيد العالمي، فقد حافظ الأهلي على مكانته كأحد أندية القمة، وهو ما يجعل جماهيره دائمًا في حالة من التوقعات العالية.
أما جماهير ريال مدريد، فهي لا تختلف كثيرًا في هذا السياق، فالنادي الملكي يعتبر الأكثر تتويجًا في دوري أبطال أوروبا، ما يعكس قوته ونجاحه المستمر على الساحة الأوروبية.
مشهد ضرب كولر "بالزجاجات"
جماهير النادي الأهلي، التي تعودت على الانتصارات والبطولات، لم تتغلب على إظهار غضبهم الشديد بعد الهزائم التي تعرض لها الفريق، خصوصًا في فترات معينة تحت قيادة المدرب السويسري مارسيل كولر.

بعد خسارة الأهلي أمام صن داونز الجنوب أفريقي في دوري أبطال أفريقيا، عبرت الجماهير عن غضبها برشق زجاجات المياه على كولر مع تكرار جملة “ارحل ارحل”.
الخاسر السيء قد لا يكون جماهير فقط؟ فقد يمتد إلى كل عناصر اللعبة مثل المسؤولين واللاعبين والمدربين. ولعلّ إحدى أغرب قصص القرن الحادي والعشرين في عالم كرة القدم جاءت بعد كأس العالم 2002.
قد تصدّر لوتشيانو جوتشي، مالك نادي بيروجيا كالتشيو آنذاك، عناوين الصحف العالمية بعد تهديده بطرد اللاعب الكوري الجنوبي آن جونج هوان.
وكان جونج هوان، المعار آنذاك إلى نادي بيروجيا لكرة القدم، الذي يملكه جوتشي، قد سجّل هدفًا ذهبيًا أقصى إيطاليا من كأس العالم 2002.
وأدلى جاوتشي على الفور بتصريحات علنية حول إلغاء عقد اللاعب، ونقل عنه قوله: "ليس لدي أي نية لدفع راتب لشخص دمر كرة القدم الإيطالية".
جماهير ريال مدريد تضرب مثالًا
وبالعودة إلى سلوك الجماهير، على عكس جماهير الأهلي، قدمت نظيرتها ريال مدريد مثالًا رائعًا، إذ تظهر دائمًا دعمًا كبيرًا لفريقها حتى في الأوقات الصعبة، بعد أي هزيمة، سواء كانت محلية أو أوروبية، يمكن أن ترى في ملعب "سانتياجو برنابيو" هتافات دعم وتشجيع مستمر للاعبين والمدربين على حد سواء.
كان ريال مدريد تلقى صدمات قوية هذا الموسم، خاصة أمام غريمة التقليدي برشلونة، خسر لقب كأس ملك إسبانيا والسوبر الإسباني وأيضًا السقوط أمام الفريق الكتالوني بالدور الأول من الدوري الإسباني برباعية دون رد، بجانب وداع دوري أبطال أوروبا بخماسية مقابل هدف أمام آرسنال، والابتعاد نسبيًا عن بطولة الدوري الإسباني.

حتى في فترات فشل الفريق في حصد بعض الألقاب، لا تخرج الجماهير ضد المدرب أو اللاعبين بنفس الحدة التي ظهرت بها في بعض الأحيان جماهير الأهلي.
كارلو أنشيلوتي، على سبيل المثال، يلقى دعمًا قويًا رغم فترات الهزائم أو الأداء المتراجع، يعتبر مشجعو ريال مدريد أن النادي الملكي مرّ بالعديد من المراحل الصعبة في تاريخه، وأن الهزائم جزء من رياضة كرة القدم، ودائمًا ما يتمسك الجمهور بالثقة في المدرب واللاعبين، على الرغم من النتائج السلبية.
ساحر سانتياجو برنابيو
لا ينسى الجميع تحية رونالدينيو الشهيرة من قبل جماهير ريال مدريد في عام 2005. أن تُحيي أحد اللاعبين أو مدرب فريقك أمرًا اعتياديًا، لكن أن تصفق لمنافسك اللدود هو أمر نادر الحدوث، تقريبًا في كرة القدم.
هذا ما حدث تمامًا من قبل جماهير النادي الملكي، بعد الأداء المذهل الذي قدمه الساحر البرازيلي في الفوز على ريال مدريد في ملعب سانتياجو برنابيو، بينما كان يرتدي ألوان برشلونة.
وكان الساحر رونالدينيو قد فاز حينها بجائزة أفضل لاعب كرة قدم في العالم للمرة الأولى، وأظهر مهاراته التي استحق من خلالها هذا اللقب داخل أسوار ملعب سانتياجو برنابيو.
كان الفارق بين الفريقين نقطة واحدة فقط في جدول ترتيب الدوري الإسباني قبل المواجهة في نوفمبر عام 2005، لكن منذ الدقائق الأولى أصبح واضحًا أن هذه المواجهة تخص برشلونة الساحر رقم 10.
وحينها تألق صامويل إيتو ضد فريقه السابق، وأظهر ليونيل ميسي موهبته التي ستحدد شكل العقد التالي، ولكن كان رونالدينيو قلب كرة القدم لفريق برشلونة.
هكذا ضربت ريال مدريد مثالًا رائعًا يُجسد معنى الرياضة، سواء في تحية رونالدينيو الشهيرة عام 2005، أو كما دعمت كارلو أنشيلوتي اللا محدود في هذا الموسم؟ أما جماهير الأهلي فعليها أن تعود إلى التصرف لا يسيء للنادي أو على الأقل لا تكون “خاسر سيئ”.
-
12:00 AMالفجْر
-
12:00 AMالشروق
-
12:00 AMالظُّهْر
-
12:00 AMالعَصر
-
12:00 AMالمَغرب
-
12:00 AMالعِشاء


أخبار ذات صلة
علم مصر ورفض الخمر.. كيف احتفل صلاح بحسم ليفربول للقب الدوري؟
27 أبريل 2025 11:54 م
صلاح يقود ليفربول للتتويج بلقب البريميرليج بخماسية ضد توتنهام
27 أبريل 2025 08:24 م
منتخب الشباب يفتتح كأس الأمم تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا
27 أبريل 2025 11:23 م
ليفربول ضد توتنهام.. صلاح يسجل أخيرا في ليلة التتويج بالدوري (فيديو)
27 أبريل 2025 08:07 م
تشكيل منتخب الشباب ضد جنوب أفريقيا في كأس الأمم
27 أبريل 2025 09:08 م
عقب تقديم استقالته.. سامي قمصان يودع الأهلي برسالة مؤثرة
27 أبريل 2025 10:00 م
مرموش يقود السيتي إلى نهائي كأس الاتحاد بثنائية ضد نوتينغهام
27 أبريل 2025 08:41 م
في ليلة التتويج.. ليفربول يتقدم على توتنهام بثلاثية في الشوط الأول
27 أبريل 2025 07:28 م
أكثر الكلمات انتشاراً