الأربعاء، 30 أبريل 2025

01:11 ص

اجتماع موسّع لاحتواء تبعات أحداث جرمانا في سوريا

الهدوء يعود إلى مدينة جرمانا في سوريا

الهدوء يعود إلى مدينة جرمانا في سوريا

جهاد أشرف

A .A

عقدت مختلف الفئات السياسية والاجتماعية والعسكرية من محافظة السويداء في سوريا، اليوم، اجتماعًا موسعًا ناقشت فيه التطورات الأخيرة في مدينة جرمانا بريف دمشق، في محاولة لاحتواء التوترات والحدّ من تداعيات الاشتباكات التي شهدتها المدينة فجر اليوم .

وتوصّل المجتمعون إلى اتفاق على تهدئة شاملة تشمل جرمانا ومناطق أخرى، مع تأكيد ضرورة ضبط النفس واعتماد الحوار كسبيل لتجنّب مزيد من التصعيد، حسبما نقلت وسائل إعلام سورية.

مواجهات مسلحة عنيفة 

وتعيش مدينة جرمانا، ذات الغالبية الدرزية، حالة من الهدوء الحذر، بعد مواجهات مسلحة عنيفة أسفرت عن مقتل 13 شخصًا، وسط تضارب الأنباء بشأن خلفية الاشتباك وهوية المشاركين فيه. 

وذكرت مصادر أمنية أن التوتر بدأ على خلفية تسجيل صوتي منسوب لأحد أبناء الطائفة الدرزية تضمن إساءة للنبي محمد، ما أثار غضبًا واسعًا لدى سكان من مناطق مجاورة ذات غالبية سنية.

وأشارت المصادر إلى أن مجموعات مسلحة من بلدات مجاورة، بينها المليحة، توجهت نحو جرمانا، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات ليلية.

ونفى المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية وقوع "هجوم منظم"، مؤكدًا أن الحادثة بدأت بمظاهرة نظمها مدنيون غاضبون من التسجيل الصوتي، قبل أن تتعرض لإطلاق نار من مجموعات داخل المدينة.

الداخلية السورية: قوات الأمن لم تكن طرفًا 

وأكدت مصادر أمنية سورية أن قوات الأمن لم تشارك في الاشتباكات التي شهدتها مدينة جرمانا بريف دمشق فجر الثلاثاء، مشيرة إلى أن المواجهات اندلعت بين مجموعات مسلحة من داخل المدينة وأخرى من خارجها.

ونقلت وسائل إعلام سورية عن مصدر أمني أن قوات إدارة الأمن العام تدخلت لاحقًا لفض النزاع ومنع تفاقم التوتر، مشددة على أن وجودها كان بهدف "ضبط الأمن وتعزيز الاستقرار في المنطقة".

من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية السورية أن قوات الأمن انتشرت في محيط المدينة "لمنع أي تجاوزات أمنية محتملة"، في إطار مساعي الحكومة للسيطرة على الوضع ومنع اتساع رقعة التوتر.

الهيئة الروحية للدروز تحذر من خطابات الكراهية

وفي ظل تصاعد التوتر، أصدرت الهيئة الروحية في جرمانا بيانًا دعت فيه الجهات الرسمية إلى الخروج ببيان توضيحي للرأي العام حول ملابسات الحادث، محذرة من مغبة الاستمرار في خطاب التحريض والتخوين الذي من شأنه مفاقمة الأزمة.

بدورها، أصدرت مشيخة العقل لطائفة المسلمين الموحدين الدروز بيانًا وقّعه الشيخان يوسف جربوع وحمود الحناوي، دعت فيه إلى الاحتكام للعقل والإيمان في مواجهة ما وصفته بـ"الفتنة الكبرى" التي تمر بها البلاد. 

وأكد البيان تمسّك الطائفة بمبادئها الوطنية، مشددًا على أن "الدين لله والوطن للجميع".

وحمّل البيان مسؤولية ما جرى لما سماه "الأصوات النشاز" التي تسعى إلى إثارة الفتنة الطائفية، مشددًا على أن أي إساءة للرموز الدينية تُعد فعلًا فرديًا لا يعبّر عن الجماعة، وأن مرتكبيها "خارجون عن القانون الديني والاجتماعي والوطني".

ودعت المشيخة إلى محاسبة كل من تسوّل له نفسه الإساءة لأي رمز ديني، مؤكدة أن أبناء الطائفة المعروفية متمسكون بالثوابت الوطنية والوحدة السورية، ويقفون في صف الدولة ضد أي محاولات للعبث بأمن البلاد أو تفكيك نسيجها الاجتماعي.

search