الجمعة، 22 نوفمبر 2024

10:38 م

"لن تأكل الحربُ أجسادنا".. الفلسطيني إسلام عمر يهب كليته لأمّه

الشاب إسلام عمر

الشاب إسلام عمر

داليا أشرف

A A

تشبث إسلام عمر، شاب من فلسطين، بأمل حياة والدته كما لو أنها دائمة، وسط حرب مدمرة قاربت على دخول شهرها الرابع في قطاع غزة، طالتهم أيضا بتضييق الخناق في الضفة الغربية، وتبرع لها بكليته، آملا في نجاتها من “الموت مرضا”.

شاب يتبرع بكليته

روى إسلام عمر البالغ من العمر 26 عاما لـ"تليجراف مصر"، قصة تبرعه بكليته لوالدته في أحد مستشفيات رام الله بالضفة الغربية، وكواليس الجراحة في ظل الأوضاع الصعبة الراهنة، التي تعيشها غزة المجاورة، واقتحامات يومية لمدن الضفة الغربية.

الشاب إسلام عمر 

من مدينة خليل الرحمن بقلب فلسطين، كانت والدة إسلام، في العقد الرابع من عمرها، تقطع الطريق من أجل مشوار غسيل الكلية، التي اكتشفت قبل أشهر أنها مريضة بها.

غسيل الكلى

وقتها كانت الإمكانيات ووحدات غسيل الكلى متوفرة بشكل طبيعي في مدينة الخليل الفلسطينية، لا يوجد سوى تحمل التعب بسبب المرض الذي يأكل جسدها شيئًا فشيئا، ولكن شنت إسرائيل حربًا ضارية على الشعب الفلسطيني جعلت أصحاب الأمراض المزمنة يموتون بالبطيء.

الشاب إسلام عمر 

لم يتمكن مريض السرطان من تلقي العلاج الكيميائي أو حتى مريض السكري من الحصول على الأنسولين، وكذلك والدة إسلام كانت من ضمن آلاف لم ينجحون في الوصول إلى وحدات غسيل الكلى، وتدهورت صحتها.

لم يتردد إسلام، الموظف في محل ملابس، في منح والدته فرصة العيش، وقرر أن يتبرع لها بكليته غير سائلًا عن شيء سوى إنقاذ حياتها، ويوفر عليها مشقة جلسات غسيل الكلى.

“عندي إيمان كبير إنها هتنجح لأنه أعطيتها كليتي بكل حب”، بهذه العبارة وصف إسلام لـ "تليجراف مصر" إيمانه بالخطوة التي اتخذها، مضيفا أنه بدأ في عمل الفحوصات اللازمة منذ أكثر من أسبوع وفور ظهور نتائج تطابق العينات مع والدته خضعا معًا للعملية سويًا.

التبرع بالكلية

في البداية، رفضت والدة إسلام أن يتبرع ابنها بكليته خوفًا عليه، لكنه نجح في إقناعها بأنه أفضل متبرع لها.   

يقول إسلام، إنه رغم الحرب كانت المستشفى في حالة جيدة لإجراء العملية الجراحية، مضيفًا: “غسيل الكلى بمثابة الموت البطيء للإنسان، وبدون تردد قولت لأمي إني أفديها بروحي”.   

search