السبت، 05 أكتوبر 2024

04:50 م

لاعبون يفشلون في السينما.. هل ينجح صلاح؟

نجوم حائرة بين سحر كرة القدم والسينما

نجوم حائرة بين سحر كرة القدم والسينما

سعيد أحمد

A A

على الرغم من أن كرة القدم ساحرة، ولكن يُقابلها سحرًا آخر في السينما والتمثيل، ما جعل بعض لاعبي كرة القدم حائرين بين إحدى الساحرتين (كرة القدم أو السينما)، خاض عدد منهم تجارب فنية عابرة، وأخرى استمرت، ولكن للنقد الفني رأي آخر حول هذه التجارب. 

صالح سليم 

لم يكن كابتن صالح سليم، هو أول نجوم الساحرة المستديرة الذين اتجهوا لسحر السينما، ولكنه الأشهر والأبرز بينهم، لأنه ينتمي للنادي الأهلي الذي يتمتع بجماهيرية كبيرة، فمع نجاحه الكبير في الخمسينيات والستينيات بمجال كرة القدم، لعب بطولة 3 أعمال سينمائية، بدأها بفيلم السبع بنات عام 1961، ثم الشموع السوداء بعدها بعام، وأخيرًا فيلم الباب المفتوح عام 1963.

صالح سليم

سيد حودة 

وكان سيد حودة نجم زعيم الثغر (الاتحاد السكندري) في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، أول من بادر في التحول من كرة القدم للسينما، فظهر ضمن أحداث فيلم شالوم الرياضي للمؤلف والمنتج توجو مزراحي، عُرض الفيلم عام 1937، وشارك في بطولته الفنانين: (شالوم، بهيجة المهدي، عدالات)، وآخرون. 

سيد حودة – لاعب الاتحاد السكندري 

عبد الرحمن فوزي 

وعقب تجربة سيد حودة، كانت تجربة عبد الرحمن فوزي، الذي شارك في بطولة فيلم كابتن مصر، عام 1955 مع إسماعيل ياسين ومحمد الكحلاوي، ولجأ منتج الفيلم إلى “فوزي” لاستغلال شهرته الكبيرة في تلك الفترة بعدما حصل على لقب أول لاعب مصري وعربي يسجل في بطولة كأس العالم، خلال مباراته أمام منتخب المجر في إيطاليا، والتي خسرها الفراعنة بنتيجة 2-4. 

وفتح “كابتن مصر” الباب أمام عبد الرحمن فوزي، لتكرار التجربة، فظهر بشخصيته الحقيقية - عضو مجلس إدارة الزمالك- بفيلم حديث المدينة عام 1964، الذي تطرق لحياة نجم الزمالك عصام بهيج. 

 فيلم “حديث المدينة” شارك فيه أيضًا، المعلق الرياضي كابتن محمد لطيف، بجانب العديد من لاعبي كرة القدم، أبرزهم “عادل هيكل، ورفعت الفناجيلي، وحسن الشاذلي، ومصطفى رياض”، وغيرهم. 

عبد الرحمن فوزي - نجم المصري والزمالك

 

عادل هيكل 

وكانت التجربة السينمائية لحارس مرمى الأهلي ومنتخب مصر السابق،  كابتن عادل هيكل، من التجارب الشهيرة خلال فترة الستينيات، ولعل مشاركته في فيلم “إشاعة حب” مع الفنان عمر الشريف والفنانة سعاد حسني، هي الأبرز بين الأعمال التي ظهر فيها، وكان ظهوره في الثلاثة أفلام التي لعبها بشخصيته الحقيقية كضيف شرف. 

عادل هيكل 

شريف عبد المنعم 

أما كابتن شريف عبد المنعم –لاعب الأهلي بالسبعينيات والثمانينيات- فكانت بدايته بمشهد صغير عام 1983 من خلال فيلم “إنهم يسرقون الأرانب” مع الفنانين يحيى الفخراني وسمير غانم، وظهر خلاله بشخصيته الحقيقية وهو يًجري حول مضمار الملعب. 

وبعد ذلك اتجه للتمثيل من خلال فيلم الصفقة عام 1989 مع الفنانة شيرين والفنان أحمد عبد العزيز، وتلا هذا الفيلم عدة أعمال أخرى، أبرزها “قبضة الهلالي، فتاة من إسرائيل، الغجر، حائط البطولات، بركان الغضب”. 

شريف عبد المنعم

جمال عبد الحميد 

تحولت نجومية كابتن جمال عبد الحميد مع قطبي الكرة المصرية “الأهلي والزمالك” بالإضافة إلى منتخب مصر، إلى سراب في السينما، فلم يستطع أن يلمع على الشاشة، رغم إتاحة الفرصة الكاملة له، عندما حصل على البطولة المُطلقة في فيلم الصاغة عام 1994، وقبله بعام كانت مشاركته غير الموفقة في مسرحية “دُقي يا مزيكا”. 

جمال عبد الحميد 

علي ماهر 

وكان للكابتن علي ماهر –نجم منتخب مصر والأهلي السابق والمدير الفني للمصري البورسعيدي- مشاركات غير موفقة في السينما، بعد اعتزاله كرة القدم، منها “حاحا وتفاحة، سيد العاطفي، بالعربي سندريلا”، ثم عاد بعد ذلك إلى كرة القدم من باب التدريب. 

علي ماهر 

خالد الغندور 

أما كابتن خالد الغندور –نجم الزمالك السابق- فحاول أن يحجز مكانًا له بين نجوم السينما، فشارك في فيلم “سكوت هنصور”، ثم “زي الهوا”، ثم “الحاسة السابعة”، لكنه لم يستطع أن يصبح نجمًا في الفن . 

خالد الغندور

إكرامي 

أما كابتن إكرامي –حارس مرمى الأهلي ومنتخب مصر السابق- فكان الأكثر حظًا بين نجوم الملاعب، فرغم أنه لم يحقق النجاح الكبير في السينما، لكنه حظى بقبول نسبي من الجمهور، وتم ترجمة هذا القبول بـ4 أعمال فنية شارك فيها، هي “يارب ولد، رجل فقد عقله، مرسي فوق مرسي تحت، إحنا بتوع الإسعاف”. 

إكرامي مع عادل إمام

تجربة الزمهلاوية 

وفي عام 2008، أراد المنتج يحيى شنب، أن يلعب على وتيرة الزخم الكروي، بعد فوز منتخب مصر ببطولتين متتاليتين لكأس الأمم الأفريقية، فقدم فيلم الزمهلاوية، ليجمع فيه لاعبي منتخب مصر من قطبي الكرة المصرية (الأهلي والزمالك)، وشارك في هذا الفيلم، كل من “عصام الحضري، وعمرو زكي، ومحمد شوقي، وخالد بيبو، وجمال حمزة”، ولكن لم يُكتب النجاح للفيلم. 

أحمد صلاح حسني 

أما كابتن أحمد صلاح حسني –نجم الأهلي وشتوتجارت الألماني السابق- فاستطاع أن يكون الأوحد بين التجارب السابقة، في الاستمرار بالفن السابع، حيث حصل على لقب “الفنان”.

وصل عدد أعماله الفنية لأكثر من 30، بدأها كضيف شرف في مسلسل شربات لوز عام 2012، وكان مسلسل تحت الأرض في العام التالي أول دور فني يلعبه، حيث جسد شخصية أشرف الحلبي المحامي.

 توالت أدوار أحمد صلاح حسني، وكان أبرزها “السيدة الأولى، حواري بوخاريست، عوالم خفية، الفتوة، الاختيار 1، هجمة مرتدة)، بالإضافة إلى دوره البارز في فيلم الممر؛ ولم يقف ”حسني" عند الفن السابع، بل اتجه للتلحين أيضًا، ليصبح أول لاعب متعدد المواهب. 

أحمد صلاح حسني

“صالح سليم استثناء”

 

قالت الناقد الفنية ماجدة موريس، لـ"تليجراف مصر"، إن سبب لجوء المُنتج الفني إلى التعاقد مع لاعب كرة القدم، هو الشهرة التي يحظى بها الأخير، مشيرة إلى أنه في الماضي لم تكن تُقاس الشهرة بـ"تريند السوشيال ميديا" كما هو الآن، لكن كان يُعتقد أن العمل الفني الذي يشارك فيه اللاعب سوف يحظى بمزيد من المشاهدات من خلال جمهور نجوم اللاعبين، ومشجعي كرة القدم.

وتابعت ماجدة موريس، أن الشهرة ليست عاملًا كافيًا لاتجاه من يمتلكها إلى التمثيل، لأن التمثيل يحتاج براعة وفن وتخصص من نوع آخر، لافتة إلى أن كل لاعبي كرة القدم فشلوا في التمثيل باستثناء صالح سليم، الذي كانت شخصيته هي السبب في نجاحه وليس قدرته التمثيلية، حيث حقق نجاحًا في أعمال منها فيلم الباب المفتوح، الذي كان يتسم بالكتابة الجيدة وتناول مرحلة مهمة في تاريخ مصر، ومناقشة حقوق المرأة في المساواة مع الرجل. 

ماجدة موريس 

واستطردت ماجدة موريس، أن دور صالح سليم في فيلم الباب المفتوح لم يتطلب أداء أكثر من شخصيته الطبيعية، وبالتالي كان ملائم لقدراته، مشيرة إلى أن تجربة ظافر العابدين مختلفة لأن الجمهور عرفه كممثل وليس كلاعب كرة، وأيضًا اتجه للإخراج بعد ذلك. 

محمد صلاح

 

قالت ماجدة موريس، إن فكرة التعاقد مع أي لاعب لجلب الجمهور للعمل الفني صعبة التحقيق حتى لو كان هذا اللاعب محمد صلاح، فلو جسد بطولة عمل لن يكون شرطًا لمتابعة جمهوره له والنجاح في التمثيل، ولو اتخذ هذه الخطوة يمكن أن يفقد نجوميته في الملعب. 

واستطردت ماجدة موريس، أن هدف لاعب كرة القدم في الاتجاه للتمثيل هو تحقيق مزيد من الشهرة بسبب الغرور الكبير، بجانب الأهداف المادية أيضًا، لافتة إلى أن مشاركة نجوم منتخب مصر السابقين، مثل "محمد بركات ومحمد زيدان وسيد معوض وجدو) بمسلسل الكبير أوي 7  لم تكلل بالنجاح أو الإشادة النقدية، وأن مشاركة بعضهم كضيوف شرف تعتبر «كالبهارات» في العمل. 

محمد صلاح

انعدام الموهبة

قالت الناقدة الفنية خيرية البشلاوي، لـ"تليجراف مصر"، إن المُنتجين يلجأون للتعاقد مع لاعبي كرة القدم في أعمالهم لأنهم يحققون بهم شهرة جاهزة ومجانية، وبالنسبة للاعب فهو ينتقل إلى وسط آخر له جاذبيته الخاصة بعيدًا عن الملاعب، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة ليست بجديدة فهي تُعد نوعًا من استثمار الشهرة والانبهار بها من الجانبين. 

وتابعت خيرية البشلاوي، قائلة إنه لا يوجد أي نماذج ناجحة للاعبي كرة القدم في الأعمال الفنية، لأنهم لا يمتلكون موهبة التمثيل، فهم لديهم الموهبة في لعب الكرة فقط، لكن التمثيل مختلف ولها شروط أخرى للنجاح كالقدرة على إقناع المشاهد، لافتة إلى أن صالح سليم أيضًا لم ينجح في التمثيل ولم يستمر. 

وأكدت البشلاوي، على أن الموهبة شرط أساسي للنجاح في التمثيل، وليس الشهرة والوسامة فقط، مشيرة إلى أن الشهرة مهمة للنجاح لكنها لا تستطيع أن تقنع المشاهد بالعمل، وأن لاعب الكرة يمتلك عاملً واحدًا فقط من عوامل النجاح. 

search