الإثنين، 25 نوفمبر 2024

07:56 ص

من الألم لـ"حياة كريمة".. قصة مريض السمنة ووالدته المصابة بالسرطان: عاد لنا الأمل

الشاب الثلاثيني محمد عبد الوهاب مريض السمنة المفرطة

الشاب الثلاثيني محمد عبد الوهاب مريض السمنة المفرطة

إيمان رزق

A A

24 ساعة فقط كانت كافية لحدوث تغيير جذري في حياة الشاب الثلاثيني محمد عبد الوهاب، مريض السمنة المفرطة، الذي أصبح طريح الفراش بسبب مرضه، حتى استجابت منظومة الشكاوى بمجلس الوزراء، لاستغاثته لتبعث له أمل الحياة من جديد.

واستجابت مؤسسة "حياة كريمة"، لـ"تليجراف مصر" بعد أن نشرت قصة الشاب محمد عبد الوهاب (39 عامًا)، وتواصلت مع أسرته لمساعدتهم في ظل ظروفهم الصحية الصعبة.

بداية المعاناة

بدأت معاناة "محمد" مع السمنة المفرطة منذ 5 سنوات، ما تسبب في إصابته بتقوس في عظم القدمين (تشوه جسدي يحدث في الساقين)، وقصور في الأوعية الدموية، مع تيبس بكامل عضلات الجسم، الأمر الذي أفقده القدرة على الحركة لمدة 8 أشهر.

طوال السنوات الماضية، حاول الشاب الثلاثيني، السعي في الحصول على العلاج لكنه حالته ساءت خلال رحلة البحث، خاصة أن حالته المادية ليست متيسرة للحصول على خدمة علاجية أفضل، ما جعله يلجأ لمجلس الوزراء.

الرد السريع من مجلس الوزراء، لم يكن الشاب يتوقعه، فعلى الفور تم نقله لمستشفى الدمرداش لعلاجه على نفقة الدولة، وتم استقباله بوحدة السمنة المفرطة، والبدء في إجراء الأشعة والتحاليل الطبية اللازمة للتشخيص الحالة، ووضع خطط علاجية قبل إجراء العملية له.

أمل جديد

وسرد "محمد" القصة كاملة، عبر بث مباشر لـ"تليجراف مصر"، قائلا: "كنت في البيت الساعة 8 الصبح لقيت لواء دخل عليا ومجموعة ظباط معاه قسم عابدين كله، ومعاه عربية مطافي وعربية إسعاف قفلوا الشارع حتى الناس في الشارع وقفت في ذهول، متسائلين، هو فيه إيه.. الناس دي جاية ليه والبوليس دا كله هنا ليه".

وتابع: "لقيت الناس داخلين شالوني بالبطاطين وقالوا ممكن ننزلك من الشباك، قولت للواء يافندم انا مش عاوز انزل من الشباك، قالي مش هتنزل غير من الباب، وكان بيشيلني مع رجالة الحماية المدنية والظابط خدني بالترولي بتاع عربية الإسعاف وحطوني عليه، وهو اللي حطني جوا عربية الاسعاف بإيده".

اهتمام بالحالة

وأضاف: "اتنقلت لمستشفى الدمرداش وبصراحة لقيت المستشفى كلها فوق دماغي والاهتمام  بصراحة مبقتش عارف ايه اللي بيحصلي..انا كل اللي عملته اني عملت شكوى على فيسبوك .. وكنت بصراحة فاكر الموضوع هيبقى " فييك" أو هيتنفض لي لأني بعت كذا شكوى قبل كدا في كذا حته لحد ماحد كتر خيره بعت لي خدمة التدخل السريع وقال لي هما هيعملوا لك كل حاجة".

نقل محمد إلى المستشفى

صعوبة في الحركة

"مبتحركش خالص بقالي 8 شهور على السرير وعمري بيروح"، بهذه الكلمات تابع الشاب الثلاثيني، سرد قصته، قائلا: "جسمي كله اتيبس لدرجة إني مبقتش عارف أحمل وزن جسمي على رجلي، فمبقتش قادر، وزاد عليهم موضوع الغدد والتقيحات اللي ظهرت في رجلي".

وقال: "بقى عمري بيروح ومش عارف اعمل حاجة ومفيش في ايدي حاجة اعملها ولا عارف اجيب دكتور يعالجني ولا معايا مصاريف إني ادخل مستشفى خاصة، والمستشفيات الحكومية لازم يكون فيه اهتمام كبير علشان يعملولي حاجة".

وبدموع عصية، قال "محمد": "أنا لسه 39سنة ومعملتش أي حاجه في حياتي، ونفسي أعيش وأمشي على رجلي وأتجوز ويبقه عندي عيال، ودخل ثابت بدل ما أنا 39 سنة ولسه أمي بتصرف عليا من معاشها".

وتابع باكيًّا: "أنا صاحبي مات النهارده، ومقدرتش أمشي في جنازته وتعبان نفسيا وجسديا، المفروض يكون لي عيال يبقوا جانبي دلوقتي لكن لسه معملتش حاجة في حياتي، ومش معايا أي حاجة في جيبي ومش عارف اعمل ايه، داخل مش عارف إذا كان هيعالجوني من رجلي بس ولا فيه إمكانية إني أعمل  عملي أخس لأن جربت حاجات كتير، وعارف إن الأوزان الكبيرة دي لا ينفع معاها الريجيم ولا الأدوية، ومش عارف اعمل ايه".

واستكمل: "المستشفى بتتعامل معايا وأخدوا مني عينات دم، وعملوا تحاليل وصرفوا لي أدوية، أنا مش قلقان، عايز أعرف ايه اللي هيحصل لي، هتعالج من رجلي وأخرج وألاقي إمكانية إني أتعالج من كله قبل ما أخرج لأنها فرصة، بس أنا مخليها على الله ده اللي أقدر أقوله".

نقل مريض السمنة المفرطة للمستشفى

وأكمل محمد سرد المعاناة هو وأسرته، قائلا "معنديش غير أمي وأختي، أمي مريضة سرطان ربنا يشفيها، وبقول لأختي أنا من غيرك كنت مت، كفاية إنها بتساعدني اعمل حمام ومبتكسفش منها ومبتزهقش مني، ولا عمرها كشرت في وشي ربنا يخليها لعيالها".

وختم محمد، "هلاقي مين بس يعمل لي حاجتي غير أختي، بقول لكل اللي ساعدوني ربنا يبارك فيهم ويساعدهم زي ما ساعدوني وربنا ما يوقع حد في ضيقة، مكنتش متوقع إنهم يساعدوني بالشكل ده وكنت فاكر إنهم هينفضولي زي ما كان بيتنفض لي في كل حتة، بعت الرسالة سبحانك يارب في نفس اليوم قالولي احنا جايين لك بكره، وهننقلك مبقتش مصدق بصراحة لحد ما جيت هنا المستشفى".

استجابة “حياة كريمة”

وفور أن رصدت "تليجراف مصر" قصة الشاب في أول ظهور له ومعاناته هو أسرته، استجابت مؤسسة "حياة كريمة"، وتواصلت مع أسرة مريض السمنة، لمتابعة الحالة ومساعدته.

search