الخميس، 19 سبتمبر 2024

07:42 ص

من المليجي لفتحي عبد الوهاب.. عبقرية الدور الثاني تكسب

نجوم تألقوا أكثر في الأدوار الثانية

نجوم تألقوا أكثر في الأدوار الثانية

عبدالله الصاوي

A A

على مدار عقود طويلة، ترك فنانو مصر بصمتهم التي خلدت أسماءهم محليا ودوليا، ووضعت بعضهم في مصاف نجوم العالم، لم تشغلهم أدوار البطولة ولا ترتيب ظهورهم على تترات أعمالهم، فقط كان الفن والتشخيص والتجسيد رهانهم الحقيقي للوصول إلى قلب الجماهير، شرقا وغربا..

«الدور الثاني»، مصطلح اشتهر به عدد من نجوم مصر، برزوا وأبدعوا فيه حتى سرقوا الكاميرا، -وفق لغة السينمائيين - من أبطال أعمال شاركوا فيها، حتى لو اقتصر ظهورهم على مشهد واحد أو مشهدين، في حين لم يكن النجاح حليف بعضهم في المرات التي أسندت لهم أدوار البطولة المطلقة، ليعودوا إلى منطقتهم الخاصة، التي فيها ومن خلالها، دخلوا قائمة المتربعين على عرش الفن، المصري خاصة، والعربي بوجه عام..


محمود المليجي


أحد أبرز الفنانين الذين قدموا أدوارا ثانية، وارتبط عقل الجمهور بهم. عرف محمود المليجي، بتقديمه أدوار الشر، قدم ما يقرب من 750 فيلما، وعددا من الأعماله المسرحية والإذاعية، ولا أحد ينسى شخصيته في أفلام مثل "الفتوة" أو "إسماعيل يس في الأسطوال" و"رصيف نمرة 5" وغيرها من الأعمال، غير أن فيلم "الأرض" مع يوسف شاهين، يبقى أحد أيقونات السينما المصرية، والذي اعتبره عدد كبير من النقاد درسا صريحا في التمثيل من خلال شخصية الفلاح البسيط محمد أبو سويلم، المدافع عن الأرض والعرض..

زكي رستم


الفنان زكي رستم هو الأخر من الفنانين الذين برعوا في تقديم الأدوار الثانية، واستمر في ذلك طوال مسيرته الفنية منذ بدايتها، وعلى الرغم من عدم تقديمه للبطولة المطلقة، إلا أنه أصبح أحد معلمي المهنة، من خلال موهبته وبراعته في تقديم أدواره، التي قدمها في العديد من الأفلام في القرن الماضي، ولعل أشهرها أدواره في أفلام "نهر الحب" و"صراع في الوادي"، وشاركه بطولة الفيلمين عمر الشريف وفاتن حمامة، وهي البراعة ذاتها التي قدم بها ما يقرب من الـ240 فيلما، غير أن ما وصلنا منها 55 فيلما فقط.

حسين رياض


ارتبط الجمهور بالفنان حسين رياض، كواحد من أبرز الشخصيات “الطيبة”، في تاريخ السينما المصرية على الإطلاق. قدم ما يقرب من الـ320 فيلما، اشتهر بتقديم دور الأب لبطلة أو بطل العمل الذي يشارك فيه، حتى أصبح أشهر الأباء في السينما المصرية.. كما أشتهر الفنان الراحل حسين رياض، بالكثير من الجمل الخالدة في الأذهان حتى وقتنا هذا، والتي منها "أنت اللي هتغني يا منعم" في فيلم شارع الحب، و"انتي فين يا جهاد"، التي قالها بفيلم وا إسلاماه.

توفيق الدقن


 قدم الدقن الدور الثاني، فيأغلب أعماله، إن لم يكن كلها، وبرع جديا فيه، تميز مع المليجي وزكي رستم، في تقديم أدوار الشر، لكنه برز في شخصية اللص والسكير وما شابه ذلك، ومن الملفت أنه كان يصدقه الجميع لدرجة اقتناعهم أنه كذلك بالفعل، حتى قيل إن والدته ماتت حزنا وهى تراه بكل هذا الشر. الأمر لم ينتهي عند هذا الحد، فأثناء إقامته بمنطقة العباسية، وذهب ليشترى لحما من جزار أسفل العقار الذي يسكن فيه، طارده الرجل بالساطور لاقتناعه أن الأخير لص لن يقبل أن يدخل محله. 


عبدالمنعم إبراهيم

 

أحد أبرز الفنانين الذين قدموا الدور الثاني، وكان يجسد شخصية صديق البطل بشكل كبير في عدد من الأعمال، كما أنه من الفنانين الذين سندت لهم البطولة المطلقة، وعلى الرغم من تحقيقه نجاحا كبيرا بفيلمه "سر طاقية الإخفاء"، إلا أنه عاد مرة أخرى وقدم الأدوار الثانية.


حسن حسني

 

لم يقدم الفنان حسن حسني، عبر تاريخه الطويل، سوى الأدوار الثانية، ورغم ذلك، كان تميمة الحظ لجيل الألفية الجديدة وللأعمال التي شارك فيها منذ عام 2000 وحتى وفاته في 2020.

 

صلاح عبدالله


 الفنان صلاح عبدالله، واحد من جيل الآباء في السينما والدراما، الآن، وأبرز من قدموا ولا يزالوا الأدوار الثانية، مؤكدا نجوميته من خلالها، سواء كان الدور لشخصية شريرة مثلما حدث في مسلسل "الدالي"، أو طيبة مثل دوره في مسلسل "إيجار قديم".

 


فتحي عبدالوهاب


برع الفنان فتحي عبدالوهاب في تقديم أي دور يسند له، وهو ما يجعل الجمهور وبعض النقاد يصفونه بـ"غول تمثيل"، وهذا على الرغم من كونه بطلا ثانيا للأعمال الذي يشارك في بطولتها، ورغم تقديمه لأدوار البطولة المطلقة، إلا أنه لم يحقق النجاح المرجو منها، الأمر الذي جعله يعود لتقديم الأدوار الثانية ومستمر في ذلك حتى وقتنا هذا.



محمد ممدوح


يتلقى الفنان محمد ممدوح، على مدار تاريخه الفني، إشادات دائمة من النقاد من والجمهور لبراعته في تقديم الشخصيات التي تسند إليه في الأعمال الفنية، إلا أنه مازال حتى الأن بطلا ثانيا، حتى الأعمال السينمائية الذي شارك فيها كبطل رئيسي كانت قائمة على البطولة المشتركة، ولعل من أبرزها فيلمي "بنك الحظ" و"وش في وش" أخر ما عرض له فى السينما 2023.

 

محمود عبدالمغني


وعلى الرغم من كون الفنان محمود عبدالمغني من الفنانين الذين ظهروا مع بداية الألفية الجديدة، وعلى الرغم من كونه رافق جيلا أصبح أغلبه من نجوم شباك التذاكر مثل كريم عبدالعزيز وأحمد حلمي وأحمد عز وغيرهم، إلا أنه أصبح نجما في تقديم الدور الثاني، رغم تقديمه دور البطولة المطلقة في عدد من الأعمال أبرزها مسلسله "الركين" الذي حقق نجاحا كبيرا حين عرضه، قبل أن يعود من جديد لتقديم الدور الثاني الذي إرتبط به الجمهور من خلاله.

 


 

وفي تصريحات خاصة لموقع "تليجراف مصر" قال الناقد كمال رمزي، إنه يرى أن السبب في هذا هو عدم إتاحة فرص تقديم البطولة المطلقة لأغلب فنانين الدور الثاني، وأكد أن في العالم أجمع هناك ممثليين للأدوار الثانية او الثانوية كما تسمى، ويرى أن هناك عددا كبيرا منهم يصل لمرتبة رفيعة للغاية من التمكن الفني ويطلق عليهم من الجمهور تعبير "الثقال"، ويرى أن المتلقى من الممكن أن يشاهد العمل على اسم بطل بعينه ويخرج بوجبة مشبعة من الأدوار الثانوية، وأعطى مثالا بهذا على الممثلين العالميين لورانس أوليفيه وتشارلز لوتون، مؤكدا أنهم قدموا الأدوار الثانية ولكنهم كانوا في نجومية من يقدم البطولة المطلقة.
 

وتابع كمال رمزي أن "الجمهور يشاهد الأعمال لبطل وبطلة في سن الشباب، ولكنه بيخرج بتأثير الفنانين الكبار الذين يقدمون الأدوار الثانوية، وضرب مثالا بفيلم "نهر الحب" وأشار إلى أنه يرى أن الجمهور شاهد العمل لمشاهدة فاتن حمامة وعمر الشريف القريب لهم في السن حين عرض الفيلم، ولكنه خرج بتأثير زكي رستم في مشهد مواجهته مع فاتن حمامة، وفي الجيل الحالي يرى أن فتحي عبدالوهاب من أقوى ممثلي الأدوار الثانية، مؤكدا أنه يشاهده سواء بيقدم بطولة أو دور ثانوي.

وأشار رمزي إلى أن النجومية لها مواصفات أخرى إلى جانب الموهبة، وهناك ممثلين لا ينظرون لحجم الدور قدر نظرهم لتأثيره على المشاهد، ووهو ما يساهم أحيانا في رجوع بطل مطلق لتقديم دور ثاني. 
 

وقال الناقد محمود قاسم في تصريحاته لموقع "تليجراف مصر"، إن هذا الأمر يعود للمخرج، وكيفية إبراز أفضل شئ في الممثل.

ويرى قاسم، أن هذا ما جعل بعض المخرجين يأتون بممثل واحد في تقديم كل أدوار الشر في الأعمال الفنية بسبب تقديمه للشخصية بإتقان شديد أثناء تقديمه لها في المرة الأولى، مؤكدا أن هناك ممثلين من شدة ذكائهم وقوة موهبتهم استطاعوا أن يحولوا الدور الثاني ليكون مثل الدور الأول، مثل صلاح عبدالله في فيلم "كلاشنكوف" كان أقوى بالنسبة له من بطل العمل الفنان محمد رجب.
 

وتابع محمود قاسم، أن هذا الأمر في الأول والأخر بيندرج تحت مسمى "فرص الحياة"، والدور الثاني ليس عيبا، وأن أسم الدور الثاني والبطل المطلق اختراع صنع من قبل البعض، ويرى أنه في بادئ الأمر ونهايته العمل الفني عمل جماعي.

search