الأحد، 07 يوليو 2024

05:42 ص

بكيزة هانم وسنية ترتر .. هل عجزت مصر عن تقديم كوميديانات بعد سهير وزينات؟

فنانات قدموا أعمال كوميدية

فنانات قدموا أعمال كوميدية

عبدالله الصاوي

A A
سفاح التجمع

استطاع عدد من الفنانات تقديم الكوميديا بشكل جيد في الأعمال الفنية، ومنهن منْ استطعن منافسة الرجال في هذا اللون المحبب للجمهور، لكن ليس هناك الكثير من الفنانات الذين يقدمون الكوميديا، وهذا منذ بدء الفن في مصر.

إذا تتبعنا مسيرة الكوميديا نجد أنهم قليلون للغاية، وعلى الرغم من أن بعضهم قدم أعمال كوميديا قائمة على البطولة المطلقة، فإن استمرارية الفنانات في تقديم هذا النوع يعد أمرا صعبا، وهذا بالنسبة للجيل القديم والجيل الحالي، الذي كانت نسبة الفنانات الكوميديانات فيه قليلة نسبة للجيل القديم، وبعضهم قدم أعمالا ضعيفة من الجانب الفني.


سهير البابلي


تستند الفنانة الراحلة سهير البابلي، إلى تاريخ عريق من الكوميديا، سواء فى المسرح، بكم هائل من الأعمال الخالدة في ذهن المشاهد، لعل أبرزها "مدرسة المشاغبين، نرجس، ريا وسكينة، على الرصيف، نص أنا ونص أنت، الدخول بالملابس الرسمية، وعطية الإرهابية"، أو من خلال السينما والدراما. من ذلك دورها الشهير “بكيزة هانم” في المسلسل الذي كتبته النجمة الكوميدية، والإعلامية إسعاد يونس، وهو العمل الذي قدمته فى السينما أيضا بعنوان "ليلة القبض على بكيزة وزغلول"، لتظل رغم الرحيل، واحدة من أهم نجمات الكوميديا فى تاريخ مصر الفني. 

ماري منيب


استطاعت الفنانة ماري منيب، وفي سن متقدمة، أن تصبح واحدة من أشهر نجمات الكوميديا، خصوصا في دور “الحماة” المتسلطة، في أكثر من فيلم، لعل أشهرهم دورها في فيلم "حماتي ملاك" أمام الفنان إسماعيل يس، تاركة جملتها الشهير تتردد حتى الآن.. "اسأليني أنا.. مدوباهم اتنين". 

زينات صدقي


وتعد الفنانة زينات صدقي، الشهيرة بسنية ترتر، من أكثر الفنانات الكوميدية في السينما المصرية منذ بدايتها وحتى الآن، رغم 46 عاما تفصلها عن الرحيل، ومع ذلك لم تسعَ زينات صدقي لأدوار البطولة، ربما لأنها كانت قادرة على أن تخلّد اسمها حتى لو قدمت مشهدا واحدا أو اثنين كـ"سيندة" إلى جانب البطلة.



عبلة كامل


وتعد الفنانة عبلة كامل من الفنانات اللاتي قدمن الكوميديا في عدد من الأعمال، وهو ما جعل المنتجين لفترة طويلة، يقدمون لها أعمالا سينمائية قائمة على بطولتها المطلقة مثل أفلام "كلم ماما" و"خالتي فرنسا" و"عودة الندلة" و"بلطية العايمة" وغيرها من الأعمال، إلا أن خطواتها تراجعت في الكوميديا، لتستمر في تقديم أعمال درامية، بعيدة تماما عن الضحك، متألقة -كما الكوميديا-، في أدوار الشر والثأر..

 

 

ياسمين عبدالعزيز


وتعد الفنانة ياسمين عبدالعزيز من أبرز فنانات الجيل الحالي تقديما للأعمال الكوميدية، وعلى الرغم من كونها قدمت العديد منها في السينما، كبطلة مطلقة، إلا أنها ابتعدت عن تقديم هذا النوع من الفن، منذ عدة سنوات، وذلك منذ أخر أعمالها السينمائية “الأبلة طم طم” في عام 2018، وأخر عمل درامي قدمته كان مسلسل "هربانة منها"، الذي قدمته في عام 2017.

 

مي عز الدين


الفنانة مي عز الدين هي الأخرى من الفنانات اللاتي حرصن على تقديم الكوميديا، ولعل ما شجعها على ذلك اشتراكها في أعمال كوميدية يقوم ببطولتها نجوم كوميديا من الرجال مثل محمد سعد وتامر حسني، وهذا ما جعل المنتجين يقدمون على تقديمها كبطلة مطلقة لعمل كوميدي، وبالفعل قدمت أفلاما كوميدية مثل "أيظن" و"حبيبي نائما" و"شيكامارا" و"جيم أوفر"، الذي عرض في عام 2012، ولكن منذ ذلك التوقيت لم تقدم مي عمل كوميدي سوى مسلسل "البرنسيسة بيسة" في عام 2019، وبعدها لم تقدم مي على تقديم أعمال تقوم على البطولة المطلقة لها.



الأمثلة السابقة كانت محفزا لتوجيه السؤال الآن.. ماذا عن مستقبل الكوميديا النسائية في مصر، وهل عجزت مصر عن تقديم فنانات جدد بعد البابلي وصدقي ومنيب وكامل وغيرهن؟.. وهل تستمر سيطرة الرجال على عرش الضحك لسنوات مقبلة؟

الناقدة ماجدة موريس، قالت إن السبب في وجود فنانات كوميدينات في الماضي مثل سهير البابلي، يرجع لوجود كتابة درامية جيدة ومهمة، في ذلك الوقت جعلت حتى بعض الفنانات غير الكوميدية تقدم أعمالا كوميدية مهمة، مثل سهير البابلي وشادية.

وأشارت في تصريحات خاصة لموقع "تليجراف مصر"، إلى أن الكتابة الجيدة للسيناريو والمخرج الذكي هما السبب، مشيرة إلى فيلم “مراتي مدير عام” تعاونت فيه شادية مع المخرج فطين عبدالوهاب، وعلى الرغم من كون شادية بطلة الفيلم، إلا أن السيناريو والمخرج جعل من جميع مشاهد المتواجدين معها في المكتب مشاهد كوميدية، لافتة أن عبلة كامل، بداية ظهورها في المسرح كانت أعمالا جيدة، ثم قدمت البطولة الكوميدية في بعض الأفلام بسبب رؤية منتج لتقديمها البطولة المطلقة مع نص ومخرج جيد.

وتابعت ماجدة موريس، أنه رغم تقديم ياسمين عبدالعزيز  العديد من الأعمال الكوميدية القائمة على بطولتها، إلا أنها مؤخرا لم تقدم شيئا منها، وترى أن السبب في ذلك هو عدم وجود من يعيدها إلى الكوميديا بأعمال تستحق.

وترى موريس أن السنوات الأخيرة لم تعد الأعمال الكوميدية تستحق هذا الوصف، ضاربة المثل بـ "مسرح مصر"، والذي وصفت فيه الكوميديا بأنها أقرب إلى الأسلوب الشخصي، ليس في "مسرح مصر" فقط بل لدى أغلب الفنانين في الكوميديا، فباتوا يصنعون كوميديا وفق أشكالهم وأجسامهم البدينة وصوتهم، وما شابه هذا، مؤكدة أن ما جعل من ماري منيب وشويكار وهالة فاخر وغيرهن كوميديانات، القصة والسيناريو والتتابع في الأحداث بشكل دقيق، وهي عوامل مفتقدة حاليا بسبب ورش السيناريو التي تعتمد على أكثر من شخص وبالتالي أكثر من فكر.

وقالت الناقدة الفنية خيرية البشلاوي، في تصريحات خاصة لموقع "تليجراف"، إن السينما المصرية طوال عمرها تقدم أعمالا كوميدية جيدة، ونجمات كوميدية أيضًا، وترى أن الممثل الجيد يستطيع أن يكون كوميديان ويستطيع أيضا أن يكون تراجيدي.

 وتابعت البشلاوي، أن الأعمال الكوميدية تحتاج موهبة ونصا، وتكمن المشكلة الأكبر في غياب نصوص لسيناريوهات كوميدية جيدة، واصفة ما يقدم الآن من أعمال يقال إنها كوميدية، بالـ"هزيل".

واختتمت قائلة: المشكلة ليست مع الفنانات فقط، بل امتدت ووصلت للرجال، وخاصة أحمد حلمي الذي يقدم كوميديا بمعناها الحقيقي، حتى إن غاب عنها مؤخرا. حسب وصفها.

 

search