الثلاثاء، 17 سبتمبر 2024

06:39 ص

تسونامي العملات المشفرة.. "بيتكوين" تفلت من "مصيدة الحيتان"

عملة بيتكوين - أرشيفية

عملة بيتكوين - أرشيفية

A A

خلال لحظات، خسرت عملة “بيتكوين” الرقمية الشهيرة، نحو 65% من قيمتها السوقية، وأفلست منصة “إف تي إكس”، وتم القبض على صاحبها، سام بانكمان فريد، بـ7 اتهامات، من بينها خسارة 8 مليارات دولار من أموال العملاء، لكن خلال شهور، عادت العملة لتزيد قيمتها بنسبة تفوق 250%، وترتفع من 16.8 ألف دولار، إلى 44 ألفًا.. هذه واحدة من تحولات السوق الرقميّ في العالم، وتقلباته المفاجئة.

في 2022، عاش مستثمرو سوق العملات المشفرة حالة من الصدمة والرعب، بعد انهيار البيتكوين، وإفلاس منصة التداول الأشهر، كما خسرت منصة "بينانس" نحو 16% من حصتها السوقية، بعد ارتكاب رئيسها التنفيذي تشانج بينج تشاو، مخالفات للقانون الأمريكي، ووُجهت له تهم "غسيل أموال".

ارتفاع مذهل 

خلال 2023، تجاهلت بيتكوين تسونامي فضائح السوق وسقوط حيتان العملات المشفرة، وحققت مكاسب ضخمة، وسجلت في تداولات 6 ديسمبر الجاري نحو 44 ألف دولار للعملة الواحدة، مقابل 16800 دولار نهاية عام 2022.

وتتلقى بيتكوين الدعم بتوقعات من خفض أسعار الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي، والتفاؤل بأن هيئة تنظيمية أمريكية ستوافق قريبًا على صناديق البيتكوين الفورية المتداولة في البورصة (ETFs)، وفقا لرويترز.

فضيحة بانكمان

في نهاية نوفمبر 2022 تعرضت العملات المشفرة إلى هزة عنيفة، حينما انهارت بورصة العملات المشفرة FTX، وهي واحدة من أكبر بورصات العالم في العملات المشفرة، بعد القبض على مؤسسها ورئيسها التنفيذي سام بانكمان فريد المعروف بـ"SBF".

مطلع نوفمبر 2023، كانت أحدث حلقة في مسلسل انهيار "إف تي أكس" حينما أدانت محكمة أمريكية سام بانكمان فريد بارتكاب 7 تهم متعلقة بالاحتيال والتآمر، بالإضافة إلى خسارة 8 مليارات دولار من ودائع عملاء FTX، ويواجه المؤسس عقوبة السجن لـ20 عاماً عن كل تهمة.

يعتبر الحكم سقوطًا مدويًا لـ"بانكمان" الذي كان يُعد رائدًا في سوق العملات المشفرة ويدير إمبراطورية تبلغ قيمتها 32 مليار دولار، في وقت كانت تبلغ ثروته الشخصية 26.5 مليار دولار.

كيف بدأت الأزمة؟

عام 2017 قرر سام بانكمان فريد تأسيس شركة "ألاميدا ريسيرش" المتخصصة في إدارة الأصول المشفرة، وبعدها بعامين في 2019 أسس "FTX" وهي منصة لتداول أصول العملات المشفرة.

مع النجاح الكبير الذي حققته منصة "إف تي إكس" في جذب العملاء، أصبحت واحدة من أكبر بورصات العالم في العملات المشفرة.

وفي منتصف 2022، تعرض سوق العملات المشفرة إلى هزة عنيفة تسببت في خسائر ضخمة للمستثمرين، وهو الأمر الذي اضطر معه "بانكمان" إلى تحويل مليارات من أصول عملاء FTX إلى شركة "ألاميدا" لتغطية قروض الأخيرة، وتمويل استثماراتها بالعقارات والوحدات السكنية في جزر البهاما، وقروض المضاربة له ولغيره من المديرين التنفيذيين في  FTX، وفقًا لما جاء في لائحة الاتهام المقدمة من هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية.

بسبب تجاوزات "بانكمان"، بدأ المستثمرون بالتخارج من “إف تي إكس” مع إعلان بورصة "بينانس" المنافسة نيتها شراء المنصة، قبل التراجع عن إتمام الشراء بدعوى وجود مشكلات ليس لديها القدرة على معالجتها، فتسبب ذلك في هروب جماعي من المستثمرين من منصة بانكمان التي دخلت في أزمة سيولة وخسرت نحو 8 مليارات دولار في 72 ساعة.

بانكمان "مستريح" البيتكوين

في جلسة استماع لقضية بانكمان، قال الرئيس التنفيذي الجديد الذي تم تعيينه للإشراف على إفلاس شركة FTX، جون جي راي، إن المنصة مديونة بأموال لأكثر من مليون شخص، ووصف ما ارتكبه "سام" من أخطاء بـ"أنه اختلاس من الطراز القديم، هذا مجرد تحصيل أموال من العملاء واستخدامها في أغراض خاصة".

الهيئة اتهمت "بانكمان" أيضًا بتضليل المستثمرين وجعلهم يعتقدون أن FTX منصة آمنة لتداول الأصول المشفرة، ما سمح للشركة بجمع أكثر من 1.8 مليار دولار من المستثمرين منذ مايو 2019 على الأقل، بالإضافة إلى التسبب في خسارة 8 مليارات دولار من الودائع بسبب عملية الاحتيال المزعومة.

أزمة منصة بينانس

عام 2017، ظهرت شركة "بينانس" كمنصة لتداول أصول العملات المشفرة، وبعد انهيار "إف تي إكس" في نوفمبر 2022، استحوذت المنصة على 60% من سوق العملات المشفرة لتصبح في الترتيب الأول عالميًا في سوق العملات المشفرة، قبل أن تهبط حصتها إلى نحو 44% فقط، بعد الكشف عن لائحة اتهامات فيدرالية للمنصة ورئيسها التنفيذي تشانج بينج تشاو، نهاية شهر نوفمبر الماضي.

المحكمة الفيدرالية في واشنطن، وجهت ثلاثة اتهامات للمنصة ورئيسها التنفيذي، شملت غسيل الأموال والتآمر لإجراء أعمال تحويل أموال غير مرخصة وانتهاك العقوبات.

أكبر عقوبة 

 ركزت القضية المرفوعة ضد "بينانس" على فشل الشركة في تنفيذ برنامج فعال يمنع تسهيل غسل الأموال، وبعد سلسلة من الجلسات، أقرت "بينانس" بالتهم الموجهة لها، ووافقت على دفع واحدة من أكبر العقوبات المفروضة داخل سوق العملات المشفرة بقيمة 4.3 مليار دولار غرامة، كما أقر الرئيس التنفيذي لـ"بينانس" بالاتهامات الموجهة له، ووافق على دفع 50 مليون دولار غرامة، بموجب صفقة توصل إليها مع وزارة العدل للحفاظ على استمرار تشغيل الشركة، وفقًا لـ"بلومبرج".

تأتي العقوبات بعد أن سمحت المنصة بإجراء أكثر من 1.5 مليون صفقة عملات افتراضية تنتهك العقوبات الأمريكية، وفقًا لما قالته وزيرة المالية الأمريكية جانييت يلين، مضيفة أن المنصة لم تقدم أي تقرير عن أنشطة مشبوهة بشأن تلك المعاملات.

مثل القرار ضد أكبر بورصة عملات مشفرة في العالم ورئيسها، صدمة بين المستثمرين بالبورصة، وتقدم "تشاو" باستقالته من منصب الرئيس التنفيذي للمنصة.

جاء ذلك كجزء من اتفاق التسوية، وقالت وزارة الخزانة الأمريكية إن المنصة ستخضع لخمس سنوات من المراقبة.

إفلاس 4 شركات 

عقب انهيار شركة منصة إف تي إكس، في نوفمبر 2022، أعلنت شركة "بلوك فاي" مقرضة العملات المشفرة إفلاسها، وقالت إن أصولها تبلغ مليار دولار، فيما تبلغ المطلوبات 10 مليارات دولار.

ونتيجة لاضطرابات السوق، أعلنت كل من شركة  فوياجير ديجيتال وشركة سلسيوس، إفلاسهما أيضًا، وكان صندوق التحوط للعملات المشفرة "ثري أرووز كابيتال (3AC)" أول شركة عملات مشفرة كبرى تعلن إفلاسها في عام 2022، بعد انهيار العملات المشفرة "لونا كوين" و"تير" مايو 2022، وفقًا لرويترز. 

قدمت شركة إقراض العملات مشفرة مقرها نيوجيرسي، طلبًا للإفلاس في يوليو 2022، في الولايات المتحدة، بعد تخلف شركة 3AC عن سداد قرض عملات مشفرة بقيمة تزيد عن 650 مليون دولار.

search