الخميس، 19 سبتمبر 2024

08:29 م

منها فض المنازعات.. أفضل الأعمال في ليلة النصف من شعبان

ليلة النصف من شعبان

ليلة النصف من شعبان

فادية البمبي

A A

شهر شعبان من الشهور المفضلة التي اختصها الله وميزها، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يختص أيامه بالصيام؛ لكونها محلًّا لرفع الأعمال؛ فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال، "قلت يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان؟، قال: (ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ؛ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ).

واختصَّ الله تبارك وتعالى من هذا الشهر ليلةَ النصف منه ونهارَها، وفضَّلهما على غيرهما من أيامه ولياليه، ورغَّبَ في إحيائها، واغتنام نفحاتها؛ بقيام ليلها وصوم نهارها؛ سعيًا لنيل فضلها وتحصيل ثوابها، وما ينزل فيها من الخيرات والبركات.

أحب الأعمال في ليلة النصف من شعبان 

قالمشرف الفتوى بالأزهر الشريف، الدكتور أحمد عبد الله بكير، إن أحب الأعمال في ليلة النصف من شعبان، التصالح والحث على فض الشحناء بين الناس فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أُخبِرُكم بأفضلَ من الصَّلاة والصِّيام والصَّدَقة؟، قُلنا (بَلَى يا رسول الله، قال إِصلاحُ ذاتِ البَيْن، وإفسادُ ذات البَيْن هي الحَالقةُ)، قد ورد عن أبي موسى الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن).

فض المنازعات والمشاحنات 

الحث على الصلح بين الناس والعمل على فض المنازعات والمشاحنات بينهم من أفضل الأعمال في هذه الليلة، كما أن من الأعمال التي ينبغي الحث عليها في هذه الليلة صوم نهارها، وقيام ليلها، وقراءة القرآن، وكثرة الاستغفار، وصلة الأرحام، والصلاة على خير الأنام، والتصدق، والعمل على قضاء حاجات الناس.

فضل ليلة النصف من شعبان 

يضيف مشرف الفتوي بالأزهر ، أن ليلة النصف من شعبان ورد في فضلها أحاديث كثيرة منها: حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا، فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ لِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا؟ أَلَا كَذَا؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ”. 

وحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لِأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ". 

وعنها أيضًا رضي الله عنها أنها قالت: “سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول (يَفْتَحُ اللهُ الْخَيْرَ فِي أَرْبَعِ لَيَالٍ: لَيْلَةِ الْأَضْحَى، وَالْفِطْرِ، وَلَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَان؛ ينْسَخُ فِيهَا الْآجَالَ وَالْأَرْزَاقَ، وَيَكْتُبُ فِيهَا الْحَاجَّ، وَفِي لَيْلَةِ عَرَفَة إِلَى الْأَذَانِ)”. 

إحياء ليلة النصف من شعبان 

وقد ذهب جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة المتبوعة إلى استحباب إحياء ليلة النصف من شعبان؛ بل ونصوا على استحباب إحياءها وتعظيمها ومن نصوصهم في ذلك:

قول العلامة ابن نجيم الحنفي في "البحر الرائق": ومن المندوبات: إحياء ليالي العشر من رمضان، وليلتي العيدين، وليالي عشر ذي الحجة، وليلة النصف من شعبان.

وقول العلامة ابن الحاج المالكي في "المدخل": ولا شك أن ليلة النصف من شعبان- ليلة مباركة عظيمةُ القدر عند الله تعالى.. وبالجملة: فهذه الليلة وإن لم تكن ليلةَ القدر فلها فضلٌ عظيمٌ وخيرٌ جسيمٌ.

وقول الإمام الشافعي في "الأم": إنَّ الدعاء يستجاب في خمس ليالٍ: في ليلة الجمعة، وليلة الأضحى، وليلة الفطر، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان. 

قال عبد الله صديق الغماري ناصحاً:

فقم ليلة النصف الشريف مصلياً         *      فأشرف هذا الشهر ليلة نصفه

فكم من فتى قد بات في النصف آمناً    *     وقد نسخت فيه صحيفة حتفه

فبادر بفعل الخير قبل انقضاءه          *     وحاذر هجوم الموت فيه بصرفه

وصم يومه لله وأحسن رجاءه           *     لتظفر عند الكرب منه بلطفه

search