السبت، 05 أكتوبر 2024

07:26 م

"راجعين" آخرها.. "أوبريتات" يوقظها الوجع العربي

الأوبريتات تعود للظهور بالتزامن الأحداث

الأوبريتات تعود للظهور بالتزامن الأحداث

محمد صالح

A A

مع كل تطور جديد على الساحة الفلسطينية، يسترجع الجمهور العربي أوبريتات وأغنيات قديمة ارتبطت بفلسطين، وأرّخت أحداثا فاصلة، فضلا عن أخرى كانت نتاجا لحراك سياسي أو نصر حربي من “النهر إلى البحر”.  

عقب هجوم حماس، المعنون “طوفان الأقصى”، في السابع من أكتوبر الماضي، رد جيش الاحتلال بهجوم وحشي خلّف نحو 22 ألف ضحية، معظمهم من النساء والطفال، فضلا عن محو مناطق كاملة، وهو ما وجد ردة فعل على نطاق واسع وإدانة من الشعوب العربية وحملات مقاطعة لمنتجات الشركات الداعمة لإسرائيل، ومعها عادت أغنيات قديمة للظهور بكثافة عبر موقع الفيديوهات "يوتيوب" على سبيل المثال.

المدونون العرب، أيضا، استعانوا بمقاطع غنائية ارتبطت بالنضال الفلسطيني في خلفيات فيديوهات الدعم لسكان قطاع غزة، وأخرى موجهة لشعوب الدول غير العربية، يشرحون فيها القضية منذ حرب  1948، وأن للفلسطينيين الحق في دولتهم، إلى جانب “تراكات موسيقية” مع صور مجمعة تُظهر ما يحدث في غزة منذ أسابيع.

أخيرا، طُرح الأوبريت الجديد "راجعين" الذي نُفذ خصيصا لدعم أهالي غزة في الاعتداءات الغاشمة التي يتعرضون لها، واجتمع العديد من مطربي "الراب" المصريين والعرب لغناء الأوبريت الجديد، وبلغ عددهم أكثر من 20، من بينهم أمير عيد، عفروتو، مراون بابلو، مروان موسى، دينا الوديدي، دانا صلاح، وسام قطب، عمر رمال، راندر، دافنشي، فورتيكس، سيف بطاينة.

في ستينيات القرن الماضي، ومع تحرّر العديد من البلاد العربية من قيود الاحتلال، زادت الأوبريتات الوطنية التي حقق بعضها النجاح، فيما اختفت أخرى.

الحلم العربي

من أبرز تلك الأوبريتات "الحلم العربي"، الذي حقق شهرة واسعة إبان تنفيذه في 1998، ولكنه انتشر بشكل هائل بعد عامين تزامنا مع انتفاضة الأقصى الثانية عام 2000 التي اندلعت بعدما اقتحم آرييل شارون، وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك، باحة المسجد الأقصى. 

شارك في غناء الأوبريت مجموعة من الفنانين العرب، أبرزهم: غادة رجب، وأنوشكا، وحميد الشاعري، وإيهاب توفيق، ولطفي بوشناق، وعمر العبداللات، وليلى غفران، وسمية حسن، وديانا حداد، ونبيل شعيل، ومحمد المازم، وأصالة نصري، ومحمد الحلو، وذكرى، ووليد توفيق. 

الموسيقار الكبير صلاح الشرنوبي، أحد صُناع "الحلم العربي"، يرى أن البساطة التي ميزت "الأوبريت" السبب وراء  شهرته وعودته للانتشار على الساحة بين فترة وأخرى.

وقال الشرنوبي لـ"تليجراف مصر"، إن بساطة الكلمات والألحان أسهمت في ذلك، كما أن الأوبريت نُفذ بروح مميزة تسعى نحو الوحدة العربية، لذلك يستعين به الجمهور حتى الآن مع كل حدث جديد مرتبط بالقضية الفلسطينية.

تاريخ مميز 

تتميز مصر منذ سنوات طويلة بتنفيذ فكرة الأوبريتات الغنائية بشكل جيد، منذ أوبريت "أنشودة المجد" الذي غنته أسمهان بفيلم "غرام وانتقام"، واعتمد على تمجيد الأسرة العلوية، ولهذا حذف من الفيلم عقب ثورة 1952.

الوطن الأكبر

أوبريت "الوطن الأكبر" هو الأكثر تميزا بين أوبريتات هذه الحقبة، ونُفذ بمناسبة وضع حجر أساس السد العالي، وحمل أيضا اسم "وطني حبيبي".

الأوبريت طُرح في 1960 بألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب وكلمات أحمد شفيق كامل، وشارك في غنائه مجموعة مميزة من النجوم حينها، منهم: عبد الحليم حافظ، وصباح، وهدى سلطان، وشادية، ونجاة الصغيرة، وتباعا طُرحت نسخة أخرى شارك بها وردة الجزائرية وفايدة كامل.

حقق الأوبريت شهرة واسعة حينها ولا يزال يتذكره الجمهور، بسبب تركيزه على مفاهيم شاملة مثل الوحدة العربية، بالإضافة لسلاسة اللحن حسبما أجمع العديد من النقاد حينها.

غياب وعودة

غابت الأوبريتات الوطنية بشكل بارز في سبعينيات القرن العشرين إبان حكم الرئيس الراحل أنور السادات، واختفت الأغنيات الخاصة بالوحدة مع مقاطعة عربية لمصر عقب توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل في 1979، لكن سرعان ما عادت الأوبريتات من جديد مع حكم الرئيس الراحل حسني مبارك، وخرجت بعض الأوبريتات الشهيرة أبرزها على الإطلاق "الحلم العربي".

ومع طرح كل أوبريت جديد أو استدعاء آخر قديم، يطرح سؤال عن تأثيرها في وقت الأزمات.

الموسيقارالكبير صلاح الشرنوبي يرى أن تلك النوعية من الأغنيات لا بد أن تُنفذ بطريقة جيدة وتخرج من القلب حتى تصل لقلب الجمهور.

وأضاف أحد صُناع "الحلم العربي" لـ “تليجراف مصر” أن "مثل هذه الأعمال تخرج فكرتها سريعا بداعي الوطنية والوحدة العربية، أوبريت الحلم العربي نفذ بهذه الطريقة وبدأنا العمل عليه بشكل مكثف بعدما تحدث معي أحمد العريان (منتج العمل) وشقيقه طارق (مخرجه)".

تابع "من المهم تنفيذ مثل هذه الأعمال الوطنية، قلب الفنان لا بد وأن ينبض بالوطنية ويعبر عن رأيه، وأن يصل صوته للجمهور ويكون حاملا لوجهة نظر متعلقة بالأحداث، سواء المطرب الذي يغني أو صُناع الأغنية الذين يضعون الكلمات والألحان".

الموسيقار صلاح الشرنوبي

 

بين الماضي والحاضر

الفارق بين تنفيذ الأوبريتات حاليا وسابقا تحكمه اعتبارات عدة، وفق ما يرى الموسيقار الشرنوبي، مضيفا "في الماضي كانت الأمور تسير بشكل بسيط من حيث التواصل بين المنتج والصناع، كانت هناك قنوات محددة وأيضا الإذاعة، الجميع يشاهد ويستمع للمحطات ذاتها، ما أسهم في انتشار الأوبريت".

يعود إلى الواقع الآن ويبيّن "مواقع التواصل باتت تتحكم في الأمور، لا بد أن تُسوّق مثل هذه الأعمال بشكل جيد عبرها لتصل إلى الجمهور ويرتبط بها، وبالتبعية لا بد أن تدفع أموالا من أجل ذلك".

يتابع "لا بد وأن يكون هناك اهتمام من الجميع لكي نشاهد أوبريت مثل الحلم العربي مرة أخرى، ولا بد من وجود إيمان بالقضية من جانب صناع العمل".

قدّم الموسيقار الكبير نصيحة لكل من يريد صُنع "أوبريت" وطني جديد، بأن تكون الكلمات بسيطة لتصل للجمهور، وبالوقت ذاته تحمل العمق المرتبط بالإيمان بالوطن، كذلك اللحن الذي يلزم أن يكون سهلا.

رابط مختصر
The.Agricultural.Bank.of.Egypt

تابعونا على

مواقيت الصلاة حسب التوقيت المحلي لمدينة القاهرة
  • 05:24 AM
    الفجْر
  • 06:51 AM
    الشروق
  • 12:43 PM
    الظُّهْر
  • 04:05 PM
    العَصر
  • 06:35 PM
    المَغرب
  • 07:52 PM
    العِشاء
search