الجمعة، 20 سبتمبر 2024

08:50 ص

تجربة علمية صادمة.. الفئران تكره الجنة ومتوحشة كالبشر (فيديو)

مستعمرة الفئران

مستعمرة الفئران

منى الصاوي

A A

“نعيم انتهى بجحيم”، عنوان فرض نفسه على واحدة من أبشع التجارب الإنسانية لدراسة سلوكيات الحيوانات ومقارنتها بسلوك البشر.

مستعمرة الفئران الوحشية

في عام 1968، دشّن العالم الأمريكي المتخصص في السلوك الاجتماعي، جون بي كالهون، "مستعمرة الفئران الوحشية"، وأطلق عليها اسم "الكون 25 للمدينة الفاضلة"، وذلك لدراسة آثار الكثافة السكانية مع الرفاهية والرخاء على السلوك الاجتماعي، بحسب تقرير نشره موقع national geographic.

الفئران الوحشية

بيئة مناسبة 

كالهون وفّر في تلك المستعمرة كل ما تحتاجه الفئران في جنتها الجديدة لتنعم بعيش مألوف بالنسبة إليها من الغذاء والمياه والأعشاش والبيئة المثالية والشعور بالأمان، وتوفير درجات الحرارة الملائمة للعيش، مع مراعاة دورية التنظيف، من ثم وضع ثمانية فئران بُنيّة تتمتع بصحة جيدة داخل تلك المستعمرة.

فئران متوحشة - تعبيرية

معدلات التكاثر

مراقبة دقيقة أجراها العالم الأمريكي استغرقت عدة أشهر، حول طريقة اندماج الفئران مع البيئة المحيطة، خاصة فيما يرتبط بالتكاثر ومعدلات النمو والسلوك، بحسب التقرير.

زيادة أعداد السكان

وبمرور الوقت زاد عدد سكان المستعمرة بشكل كبير، إذ تضاعفت الأعداد وبدأ الفئران بالتكاثر كل 55 يومًا، إلى أن وصلت أعدادها إلى 600 فأر، في نحو 315 يومًا فقط، بحسب تقرير national geographic.

صورة من دراسة العالم الأمريكي كالهون

التسلسل الهرمي

اكتظت المستعمرة بالسكان الجُدد، لكن حدث شيء مفاجئ لم يكن متوقعًا بالنسبة إلى كالهون، فقد انخفض معدل تكاثر الفئران بعد اليوم الـ 315، إلى أن شكّلت فيما بينها تسلسلًا هرميًا اجتماعيًا كما لو كانوا بشرًا!

العالم المثير للجدل جون بي كالهون

فرض القوة

أفاد التقرير بأن ذكور الفئران القوية فرضت سيطرتها، وزادت الصراعات واحتد القتال على المكان والسلطة والإناث والطعام، وعندما يخسر فأر ينزوي في منطقة بعيدة في محاولة للبدء من جديد من مكان آخر، إلا أن الفئران الأكبر حجمًا بدأت بمهاجمة جيرانها الأصغر والأضعف.

صورة أخرى من الدراسة

التسلح بالعدوانية

الصراع المستمر على فرض القوة دفع إناث الفئران إلى حماية أنفسها وتسلحت بالعدوانية لحماية صغارها من المخاطر، إلى أن أصبحت الذكور الشابة تتقاتل بصورة أكبر في محاولة لفرض السيطرة.

عاد الفئران إلى التكاثر مجددًا في اليوم 560، إلى أن وصل تعداد المستعمرة 2200 فأر، بحسب التقرير.

وانقسم الإناث إلى جزئين، إذ انعزلت مجموعة داخل أعشاشها، فيما فضلت المجموعة الثانية فطام صغارها ودفعها خارج الأعشاش.

مستعمرة الفئران

تبدُّد الأحلام

تبددت أحلام الفئران في تكوين روابط اجتماعية وانعدام الروح الإنجابية، ما أدى مجددًا إلى تراجع معدلات التكاثر لدى الإناث، وزيادة معدلات وفيات "الرضع"، كما ظهرت الاضطرابات السلوكية بين الذكور، وزادت معدلات الانحراف الجنسي، بحسب رؤية كالهون العلمية.

واتجهت فئة أخرى من الفئران إلى سلوك منحرف وهو أكل لحوم الفئران الأخرى، وظهور الفئران العدوانية الجاهزة للقتال.

إحدى الفئران المتوحشة أثناء التجربة

شبح الانقراض

وبحسب التقرير، رفضت الإناث التزاوج ومات بعضها أثناء الولادة، وأصبح شبح الانقراض يطارد المستعمرة، وبعد أقل من عامين من الدراسة، تحديدًا في عام 1970، وُلد آخر فأر لأن الفئران وصلت إلى سن الشيخوخة، ومات آخر فأر في 23 مايو 1973، في نهاية اليوم 920 من عمر التجربة.

الفئران داخل المستعمرة

مربع الموت

بعد انتهاء التجربة، نشر كالهون بحثه عن مستعمرة "الكون 25" عام 1973، تحت عنوان "مربع الموت".

لم تكن تلك التجربة هي الأولى للعالم الأمريكي، إذ بنى عالمًا للقوارض في أربعينيات القرن الماضي، وكانت النتائج متسقة تمامًا، إذ يمكن للجنة أن تتحوّل إلى جحيم.

وأوضح التقرير أن تجربة كالهون كانت تعتمد على تحليل سلوك المجتمعات من خلال تحليل سلوك الفئران، ووجد أن تجربة المستعمرة تطابقت تمامًا في النتائج النهائية مع التجارب البشرية.

search