الجمعة، 22 نوفمبر 2024

08:27 ص

المسنون في غزة.. مرضى وجياع ينزحون تحت النار

مسنة نجت من القصف على قطاع غزة

مسنة نجت من القصف على قطاع غزة

ميار مختار

A A

لم يراعِ القصف الإسرائيلي المكثف على غزة، الأطفال، أو النساء، أو المدنيين عمومًا، بل طال أيضًا المسنين، الذين يعانون سوء الأحوال الصحية، خصوصًا بعد استهداف مرافق القطاع.

ما بين المرض والجوع والخوف، يتقلّب كبار السن في القطاع المحاصر، ولا يسعهم إلا أن يصبروا على حالهم ويتأقلموا مع أوضاعهم الصعبة، خصوصًا في ظل نزوحهم لمسافات طويلة من الشمال إلى الجنوب، في معظم الأحيان سيرًا على الأقدام.

المسنون والأمراض

يعاني المسنون تحت وطأة نيران وصواريخ الاحتلال، على مستويات عدة منها تلقي العلاج لأمراضهم المزمنة، مع عجز تام لتأمين احتياجاتهم من العلاج بعدما انهار القطاع الطبي في غزة، وتبدّد مخزون الأدوية في ظل الحرب والحصار وقلة المساعدات والطلب المتزايد عليها.

مسنة ناجية من القصف على بيتها تتجه إلى المستشفى

وتمتد مأساة كبار السن إلى ظاهرة التكدس أمام المراحيض المشتركة في الخيام بعد نزوحهم، والانتظار في طوابير مع مرضى السكري والكلى، فيما يحرص بعضهم على تناول أقل ما تيّسر من الطعام والشراب، لكي لا يضطر إلى دخول المرحاض.

معاناة النزوح

بعض المسنين من ذوي الأوزان الزائدة، بالتالي فإن رحلات النزوح من الشمال إلى الجنوب شكلت معاناة كبيرة بالنسبة إليهم، حتى أن ذويهم اضطروا في بعض الأحيان إلى حملهم عبر تلك الرحلة الطويلة.

وزاد من حدة المشكلة عدم توافر الكراسي المتحركة لنقلهم عليها بدلًا من السير على الأقدام لمسافات طويلة، ما يجعل من حملهم على الظهور أمرًا ضروريًا للوصول بهم إلى مراكز الإيواء، بل إن بعض الحالات لم تنج من القصف نتيجة صعوبة إخراجهم من تحت أنقاض المباني المهدمة.

عجوز مسنة بعد إخراجها من تحت الأنقاض

دار المسنين

المسنات في غزة راضيات بما أصابهن من فقدان الأبناء، ومن بينهمن سعاد عكيلة التي كان لسان حالها يقول “الصبر والحمد على ما عانيته على مدار الأشهر الخمسة السابقة، من حرب ونزوح ودمار”، خصوصًا بعد ساعات قليلة من قصف إسرائيلي أودى بحياة المسنين بمراكز الإيواء الخيرية في القطاع.

مسن ينتظر دوره أمام المراحيض المشتركة في مدارس النزوح

تعذيب

أما أم محمد، فتشير إلى يديها المجعدتين، اللتين تظهر عليهما آثار تكبيلهما بالأغلال بعدما اعتقلها جيش الاحتلال في يناير الماضي، شاكية من ضرب القوات الإسرائيلية لها وتقييدها، على خلاف زعمهم بتقديم الرعاية الطبية لها، وبسبب تدهور حالتها الصحية، فإن ذاكرتها الرخوة لم تسعفها لتذكر أيام اعتقالها أو مدته، وهي ليست الأولى التي عذبها جيش الاحتلال، دون مراعاة للسن.

آثار التعذيب الإسرائيلي على يد مسنة فلسطينية

كابوس المسنين

منظمة "هيومن رايتس ووتش"، أصدرت في شهر أكتوبر الماضي، بيانًا قالت فيه إن كبار السن عانوا كابوسًا بالنسبة إلى المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين، ونقلت عن مشروع "أولد لايفز ماتر"،  الذي أطلقته جامعة حيفا، أن أوامر السلطات الإسرائيلية لأكثر من مليون شخص بإخلاء شمال غزة، وسط القصف المتواصل حوّل أحياءً برمتها إلى ركام، وكان الإخلاء "مستحيلاً" بالنسبة إلى الكثير من كبار السن، فأولئك الذين يهربون يواجهون صعوبات خاصة، بما في ذلك صعوبة الحصول على الدواء.

مسنة عذّبها جيش الاحتلال بعد اعتقالها

وأضافت المنظمة الحقوقية أن “العقاب الجماعي الذي تفرضه إسرائيل على سكان غزة، عبر قطع الغذاء، والمياه، والكهرباء، والوقود، والمنع المتعمد لدخول المساعدات الإنسانية، وهي جرائم حرب، تزيد من صعوبة الوضع المذري أصلًا، بالنسبة إلى كبار السن العالقين داخل القطاع”.

وذكرت أن القانون الإنساني الدولي يضمن احترامًا وحماية خاصين للمدنيين الكبار في السن، الذين قد يتعرضون أكثر للإصابات وسوء المعاملة خلال النزاعات المسلحة، داعيةً إلى العمل على نقل كبار السن بأمان خارج المناطق المحاصَرة أو المطوَّقة، ومطالبة إسرائيل بوقف الهجمات غير القانونية، وإعادة إمدادات المياه والكهرباء، والسماح بدخول الوقود والغذاء والأدوية إلى غزة.

search