الجمعة، 22 نوفمبر 2024

04:58 م

حرب أكتوبر.. كيف استغل الجيش "ثرثرة العرب" في خداع إسرائيل؟

رفع العلم المصري في نصر أكتوبر

رفع العلم المصري في نصر أكتوبر

عبد اللطيف صبح

A A

كشفت الوثائق السرية التي أفرجت عنها وزارة الدفاع بشأن حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 عن كثير من المعلومات التي كانت غائبة عن العامة، كان أبرزها خطة الخداع الاستراتيجية التي اتبعها الجيش المصري ضد العدو الإسرائيلي.

طبيعة الشعب العربي

خطة الخداع الاستراتيجي لفتت إلى اعتبارات كان يجب مراعاتها عند تخطيط الخداع في ظروف الحرب، أبرزها طبيعة الشعب العربي وما يتصف به من عدم المحافظة على السرية وعدم الاحتفاظ بما يصله من معلومات.

تلك الطبيعة الغريزية كانت تحتم التحفظ في تداول المعلومات الحقيقية التي تمس الخطط الاستراتيجية والتعبوية حتى لا تتسرب للعدو عن طريق تناقلها على ألسنة الأفراد ولو دون قصد سيىء.

أشارت الخطة أيضًا  إلى إمكانية الاستفادة من ذات الطبيعة في سرعة نشر المعلومات المخادعة المطلوب إذاعتها وفقًا لخطط الخداع الموضوعة.

3 مستويات

الخطة العسكرية اعتمدت 3 مستويات للأعمال الخداعية، الأول خداع استراتيجي: يكون مسؤول عنه القيادة السياسية العليا للدولة بالاشتراك مع القيادة العامة للقوات المسلحة، بحيث يتماشى هذا التخطيط مع الأهداف السياسية للدولة.

المستوى الثاني هو الخداع التعبوي: تنظمه القيادة العامة للقوات المسلحة، وينفذ بواسطة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة والتشكيلات التعبوية وأجهزة القيادة العامة.

أما الثالث فهو خداع تكتيكي: يخطط وينفذ على مستوى أفرع القوات المسلحة وتشكيلاتها الميدانية المختلفة.

الحلول السلمية

على مستوى الخداع الاستراتيجي، استهدفت الخطة تنشيط التحرك السياسي والدبلوماسي لترجيح الحلول السلمية، وحددت الجهات المسؤولة عن ذلك “القيادة السياسية – وزارة الخارجية – جامعة الدول العربية”.

شملت الخطة استمرار الاتصالات الدبلوماسية والسياسية المكثفة مع الدول الشرقية والغربية ودول عدم الانحياز، بغرض تأكيد وجهه النظر العربية بشأن التسوية السلمية مع استمرار التظاهر بالمرونة والرغبة في التوصل إلى حلول سلمية شاملة أو جزئية.

الخطة استهدفت أيضًا معاودة التوسط عن طريق الدول العربية التي تربطها علاقات صداقة مع الغرب للاتصال بأمريكا والدول الغربية الأخرى، لإظهار نية دول المواجهة في قبول الحل السلمي.

تناقضات عربية

كان من ضمن محاور خطة الخداع المصرية، إظهار التناقضات في الجبهة العربية بالقدر اللازم فقط، الذي لا يضر بالعلاقات الحقيقية للدول العربية أو العمليات المشتركة، والإعلان عن مقابلات واتصالات عربية بغرض تنقية الجو العربي.

واستهدفت الخطة استغلال إعلان عدم جدوى عقد مؤتمر قمة عربي قبل تصفية التناقضات في العالم العربي، وتضخيم بعض المنازعات التي تنشأ بين الدول العربية بقصد إظهار التناقضات بما يوحي بصعوبة تنفيذ العمل العربي الموحد ضد إسرائيل في هذا التوقيت.

هذا إلى جانب إبراز سیاسة طويلة الأمد نسبيًا لإعداد أجهزة الدولة والقوات المسلحة والشعب للمواجهة  الشاملة، وإبراز مشاكل إعداد الجبهة الداخلية وإيجاد حلول تستغرق فترة طويلة نسبيًا.

أساليب تنفيذ الخداع

الخطة اعتمدت 4 أساليب لتنفيذ الخداع، الإخفاء - أحد الأساليب الرئيسية للخداع، ويتم بإخفاء النوايا والأعمال الحقيقية بطرق مختلفة: التقليد – هو تقليد الأعمال الحقيقية والأهداف المختلفة بشكل مخادع.

 أسلوب التظاهر – بإجراء أعمال حقيقية بغرض جذب نظر العدو لاتجاهات أخرى، والإعلام المخادع – وهو تأكيد قدر من المعلومات المخادعة عن طريق مصادر الإعلام المختلفة.

حرصت القوات المسلحة أيضًا على تسريب معلومات عن عدم استعداد طائرات الدعم للاشتراك في العملية لنقص في أنواع رئيسية من المعدات واحتياج الطيارين مدة 4 أشهر تدريب مركز.

search