الأربعاء، 04 ديسمبر 2024

08:55 م

"الحارس".. مذكرات الجمسي تكشف أول نواة لجيش الاحتلال

مذكرات المشير الجمسي

مذكرات المشير الجمسي

روان عبدالباقي

A A

"ما قامت وتقوم به إسرائيل تؤيده الدول الكبرى وتدعمه الصهيونية العالمية حتى اليوم"، كانت هذه الكلمات تعبيرًا صادقًا من رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة في حرب أكتوبر 1973، المشير محمد عبدالغني الجمسي، في مذكراته عن حرب أكتوبر 73 التي أفرجت عنها وزارة الدفاع مؤخرًا ضمن الوثائق السرية الخاصة بالحرب.

يقول الجمسي في مذكراته: "عندما تركت خدمة القوات المسلحة في أكتوبر 1978، كان قد مضى على الصراع العربي الإسرائيلي ثلاثون عاما (1948-1978)، دار خلالها أربعة حروب، هي حرب فلسطين عام 1945، وحرب العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وحرب يونيو 1967 التي تلاها ست سنوات عجاف، تخللتها حرب الاستنزاف، ثم حرب أكتوبر 73، وهي حروب عاصرتها واشتركت فيها عدا الأولى، حيث كنت في بعثة تدريبية خارج الجمهورية عند نشوبها".

الجمسي أكد في مذكراته أنه كان دائما يشعر أن العرب لم يتعمقوا في دراسة جذور الصراع العربي الإسرائيلي رغم الحروب التي دارت بين الطرفين، حتى قامت إسرائيل على جزء من أرض فلسطين، ليتمكن العرب فيما بعد من تصور وتوقع ما يخبئه المستقبل لهذه المنطقة من العالم، وما تنتظره من نتائج لهذا الصراع، وكيف تستعد لمواجهته في إطار الصراع الدولي الذي يشكل فيه الشرق الأوسط دورا بارزا.

وأشار إلى أن الصهيونية العالمية اعتمدت على القوة المسلحة لإنشاء الدولة، فقد أنشأت في وقت مبكر جدا في فلسطين أول منظمة عسكرية سميت “الحارس”، فكانت هي نواة الجيش الإسرائيلي الذي أعلن تكوينه ووجوده فور إنشاء الدولة، وكان شعار بن جوريون الذي أطلقه حينئذ “بالدم والنار سقطت اليهودية، وبالدم والنار تعود من جديد”، وكان ذلك تأكيدًا لقرار من الصهيونية العالمية يقضى بأن “الحرب هي الوسيلة الوحيدة لإنشاء الدولة”.

مصدر الخطر الرئيسي

كان إنشاء الدولة اليهودية في فلسطين ليس هدفًا في حد ذاته، بل مرحلة المتوسع على حساب الأرض العربية والسيطرة عليها عسكريًا واقتصاديًا وسياسيًا، لتصبح القوة العسكرية الإسرائيلية لها الدور الأقوى والأهم ومصدر الخطر الرئيسي على الدول العربية، وفق مذكرات الجمسي.

وكما قال بن جوريون منشئ الدولة تعبيرا عن الهدف من إنشائها، "دولة إسرائيل هي مجرد مرحلة على طريق الحركة الصهيونية الكبرى التي تسعى إلى تحقيق ذاتها، بحيث لا تشكل هذه الدولة هدفا في حد ذاته بل وسيلة إلى غاية نهائية، ومن ثم فهي ليست تجسيدا كافيا للرؤية الصهيونية الأصيلة".

وتابع الجمسي في مذكراته: جاءت حرب يونيو 1967 بنتائجها الأليمة للعرب، وأصبح بن جوريون - نبي إسرائيل المسلح - أكثر وضوحا في التعبير عن أهمية القوة العسكرية لتحقيق التوسع الذي تهدف إليه إسرائيل، عندما قال “يجب أن نتخذ من الفتوحات العسكرية أساسًا للاستيطان وواقعا يجبر العرب على الرضوخ والانحناء”.

وقال بن جوريون: "حدود إسرائيل تكون حيث يقف جنودها"، ليؤكد الجمسي أنه من خلال النظرة الفاحصة للجولات الثلاثة الأولى (48- 56- 67) يتضح أن إسرائيل تستعد دائما للحرب، وتحشد وتعبئ كل القدرات العسكرية والسياسية والمعنوية لخوضها، بينما نجد أنفسنا -نحن العرب- نفتت جهودنا ونشتت إمكانياتنا الضخمة لاعتبارات سياسية خانقة تضع القيود على هذه الجهود والإمكانيات.

المقارنة بين قدرات العرب وإسرائيل

وأكمل الجمسي، "هكذا استولت إسرائيل عام 48 على أرض عربية فلسطينية بزيادة قدرها 30% من نصيبها في قرار التقسيم الصادر من هيئة الأمم المتحدة في نوفمبر من العام السابق، وهكذا انتزعت لنفسها، نتيجة لاشتمالها في العدوان الثلاثي على مصر عام 56، حق الملاحة البحرية في خليج العقبة، وهكذا توسعت عام 67 على حساب الأرض العربية باحتلال سيناء والمرتفعات السورية (الجولان) والضفة الغربية لنهر الأردن وقطاع غزة، لفرض الأمر الواقع - بالقوة العسكرية - على العرب دعما لمصادر القوى الأخرى، ولا زالت تفرض الأمر الواقع على الجولان والضفة الغربية والقطاع بالقوة رغم مرور أكثر من عشرين عاما على احتلالها.

ولكل حرب من هذه الحروب الثلاثة ظروفها السياسية وأهدافها الاستراتيجية ونتائجها، حسب الجمسي، وفي إطار صراع القوتين العظميين في الشرق الأوسط، إلا أن المقارنة بين قدرات الخصمين المتحاربين –العرب وإسرائيل- لا تعكس من الناحية العسكرية تلك الصورة التي انتهت إليها هذه الجولات الثلاث، وكانت القوة العسكرية للطرفين المتحاربين هي العامل الحاسم فيما وصلت إليه حالة العرب السيئة في الجولة الثالثة في يونيو 1967.

The.Agricultural.Bank.of.Egypt

تابعونا على

مواقيت الصلاة حسب التوقيت المحلي لمدينة القاهرة
  • 05:04 AM
    الفجْر
  • 06:36 AM
    الشروق
  • 11:45 AM
    الظُّهْر
  • 02:36 PM
    العَصر
  • 04:54 PM
    المَغرب
  • 06:17 PM
    العِشاء
الظهر
search