تغير المناخ يدفع الطحالب لغزو البحر الأحمر وتهديد الشعاب المرجانية (تحقيق)
الشعاب المرجانية البحر الأحمر
تحقيق صلاح عبد الله
يضمّ البحر الأحمر 1600 كيلومتر مربع من الشعاب المرجانية، لا يوجد لها مثيل في العالم، إذ تمتاز بتحملها تقلبات درجات الحرارة ومقاومة ارتفاعها لتكون الوحيدة بين أنظمة الشعب الإيكولوجية التي تبقى حية إذا ارتفعت درجات الحرارة في المحيطات، وفقًا لمنظمة السلام الأخضر (منظمة غير حكومية معنية بالبيئة وتغير المناخ).
ورغم قدرة الشعاب المرجانية على مواجهة ارتفاع درجات الحرارة، فإنه يسبب ضررا كبيرا لها، فارتفاع درجات الحرارة جراء التغيرات المُناخية تُساعد على نمو الطحالب البحرية التي تقتل الشعاب المرجانية في البحر الأحمر، إذ تمنع عملية البناء الضوئي التي تساعد على نمو النباتات.
تكمن أهمية الشعاب المرجانية بالبحر الأحمر في أنها تعمل كحائط صدّ للأمواج لمنع تآكل الشاطئ، ومصدر مهم للغذاء لجميع الكائنات البحرية الموجودة داخل بيئتها، وتساعد في توفير الغذاء للإنسان وذلك بوجود أسماك تعيش بينها، وتحقق دخلا اقتصاديا للدولة، فهي وجهة مهمة للسائحين للتمتع برؤية ألوانها الساحرة على طول ساحل البحر الأحمر.
أسباب نمو الطحالب
تتهدد بيئة الشعاب المرجانية بنمو الطحالب التي تزدهر لأسباب عدة، على رأسها تغيّر المناخ.
يشرح الأستاذ المساعد المتخصص في الشعاب المرجانية بمعهد علوم البحار والمصايد في الغردقة، الدكتور حسين نصر، تأثير التغير المناخي على الشعاب المرجانية، موضحا أن تغير المناخ يصاحبه ارتفاع في درجات الحرارة ما يؤدي لنمو الطحالب البحرية، ويتسبب تغير المناخ المتسارع في موت الشعاب المرجانية واستبدالها بالطحالب البحرية، مُشيرًا إلى أن الأبحاث لا زالت جارية لتحديد آثار تغير المناخ على الشعاب.
يوضح “نصر” أن زيادة الطحالب المصاحبة لبيئات الشعاب المرجانية يؤثر بالسلب على نموها وتكاثرها في البحر الأحمر، إذ تُغطي الطحالب الشعاب وتمنع عملية البناء الضوئي وتكاثرها، ما يتسبب في هلاكها، وتدمير بيئة متكاملة للشعاب والأسماك والرخويات والقشريات التي تعيش فيها.
يُشير “نصر” إلى أن التغير المناخي غير مسؤول وحده عن نمو الطحالب، فالصرف الصحي المباشر في البحر الأحمر يساعد على نموها أيضا.
يضيف “تنمو الطحالب في البحر الأحمر في المناطق التي يوجد بها تلوث بترولي وتعديني وصرف صحي، وكذلك أعمال ردم مثل منطقتي الحمراوين جنوب البحر الأحمر وشركات البترول برأس غارب ومناطق الأنشطة البشرية ومراكز إصلاح السفن”.
تنتشر الطحالب أيضا في مناطق التنمية العمرانية والتنمية السياحية، التي تقوم بأعمال مخالفة مثل الردم وعمليات الشحن والتفريغ بالمواني التعدينية، وهي الممارسات التي تؤدي لموت الشعاب وانتشار الطحالب كما في مناطق: رأس غارب، والغردقة، والقصير، وفقا للمتخصص في علوم البحار، الذي يؤكد أن في البحر الأحمر 3 أنواع من الطحالب: الخضراء، والحمراء، والبنية، والأخيرة هي الأكثر انتشارًا.
يبين نصر “ربنا سبحانه وتعالي خلق ظروفا ملائمة لنمو الشعاب، وخصوصا في مصر بالبحر الأحمر، منها درجة الحرارة الملائمة لنموها وتكاثرها، ولكن مع تغير المناخ المتسارع خلال الفترة الحالية وزيادة ارتفاع درجات الحرارة بسبب تغير المناخ، قد يؤدي إلى موت معظم الشعاب وبالتالي قد تستبدل بيئة الشعاب ببيئة الطحالب”.
كيف تؤثر الطحالب على الشعاب المرجانية؟
يؤكد الدكتور حسين نصر أن استبدال بيئة الطحالب ببيئة الشعاب يتسبب في موت الشعاب لأنه يمنع وصول الغذاء لها، ويحجب الضوء عنها، وله دور مهم في عملية التمثيل الغذائي"، لافتا إلى “أن موت الشعاب المرجانية يؤثر على التوازن في البيئة البحرية، ويضرّ بمئات الكائنات الحية الأخرى التي تعيش داخل بيئات الشعاب المرجانية”.
تقول الباحثة بالمعهد القومي لعلوم البحار في الغردقة، الدكتورة سارة حمدي، إن الشعاب المرجانية تتواجد في البيئات التي تساعدها في البقاء على قيد الحياة، وهي نفسها الظروف التي تشكل بيئة مثالية للطحالب البحرية، وبالتالي تتنافس الطحالب مع الشعاب المرجانية على المساحة المتوفرة داخل البيئة المثالية لنمو كليهما.
وعلى النقيض، تشير الباحثة في علوم البحار إلى أهمية وجود الطحالب للشعاب المرجانية شرط تواجدها بقدر معقول، فهو مصدر وظائف بيئية حيوية لها، وتؤدي دورًا مهما في النظام البيئي للشعاب، منها وظائف الإنتاج الأوليّ للمواد العضوية والمساهمة في تثبيت النيتروجين، وترسيب الهياكل المرجانية، وكذلك تلعب دورًا في استقرارها وخلق بيئات تسوية تساعد على تنميتها، لافتة إلى أن الطحالب تُسهم في إنشاء مواطن للكائنات الأخرى في الشعاب المرجانية، ما يدعم التنوع البيولوجي واستقرار بيئتها.
وعن تراجع نموها وعلاقته بازدهار الطحالب البحرية، تقول الباحثة في المعهد القومي لعلوم البحار، إنه من غير الواضح ما إذا كانت الطحالب هي السبب أم أنه مجرد نتيجة لتراجع الشعاب المرجانية.
أشارت “حمدي” إلى افتراض باحثين بجامعة كاليفورنيا أن سيطرة الطحالب سببه صيد الأسماك العاشبة، وهي الأسماك الصغيرة آكلة الأعشاب مثل الرخويات والجلدشوكيات وبعض المحاريات والقشريات وسمك السلمون والبوري، والسلاحف التي تتغذي على الأعشاب البحرية والطحالب والنباتات وهي صاحبة دور في الحفاظ على انتشار الطحالب، أو إثراء المواد المغذية، ما يؤدي إلى انفجار في نمو الطحالب.
وأشارت الباحثة بمعهد علم البحار إلى أن الطحالب تتكاثر بشكل كبير بعد موت الشعاب المرجانية نتيجة للتبييض، لأن سطح الشعاب يصبح متاحًا للاستيطان والأسماك العاشبة غير القادرة على كبح نمو هذه الطحالب الإضافية بشكل فعال.
وقد أظهرت دراسة ساهمت فيها الباحثة بالمعهد القومي لعلوم البحار في الغردقة، سارة حمدي، وجود علاقة بين تفجّر نمو الطحالب وتراجع الشعاب المرجانية، بعد استبعاد تأثير الحيوانات العاشبة وحدها. تقول الباحثة إن النتيجة تعزّزت من خلال ملاحظات على نطاق واسع لنمو الطحالب وتراجع الشعاب المرجانية عند إزالة الحيوانات العاشبة أو بسبب أمراض الحيوانات العاشبة على مستويات فضاء كبيرة. وبالتالي يبدو أن "الطحالب قد تستفيد من تراجع الشعاب المرجانية، ولكنها قد تضرها مباشرة عندما لا يتم تقييدها بواسطة الحيوانات العاشبة".
تلخص الباحثة بمعهد علوم البحار النتائج بأن حدوث أي انقلاب بيئي، سواء كان ناتجًا عن التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة، أو نتيجة لتدخلات البشر مثل تصريف الصرف الصحي والانبعاثات من المصانع والصيد غير المستدام، يؤثر بالضرورة على التوازن البيئي بين الطحالب والشعاب المرجانية. ينتج عن هذا التأثير تدهور في حالتها ووفاتها، ما يجعل البيئة تصبح ملائمة لنمو الطحالب بشكل زائد.
استزراع الشعاب
وكشفت دراسة لخبراء معهد علوم البحار بالغردقة عن معدلات بناء ونمو بعض أنواع الشعاب المرجانية وإمكانية إعادة تأهيل هذه الأنواع من الشعاب المرجانية التي تم استزراعها في البحر الأحمر، ويمثل تدهور الشعاب المرجانية في مصر مشكلة كبيرة.
وأجريت دراسة حول إعادة تأهيل الموائل المرجانية، حيث زرعت 180 عينة من 8 أنواع من الشعاب المرجانية الصلبة تنتمي إلى عائلتين (Pocilliporidae , Acroporidae) باستخدام أطر من الصلب المجلفن على شكل طاولة، تم قياس معدلات البقاء على قيد الحياة والنمو في المواقع ثم تم رصدها على مدار 24 شهرا، من بين 180 قطعة بقى 71% منها حية بعد 4 أشهر، ثم انخفضت إلى 121 عينة بنسبة 67.2% بعد 12 شهرا، ثم زادت إلى 123 عينة (بعد استرداد عينتين) بنسبة 68.3% من العينات المزروعة بعد 24 شهرا.
خلصت نتائج هذه الدراسة إلى أن معدلات البقاء والنمو مقبولة وتمهد لظهور مستعمرات نامية جديدة وإحياء بعض الشعاب المرجانية الميتة المتفرعة، كما أظهرت النتائج أن استخدام الأجزاء الصغيرة من المرجان ساعد في الاستعادة الناجحة لها.
الإنسان متضرر أيضًا
تجذب الشعاب المرجانية السياح بألوانها وأشكالها المختلفة، واختفاء الشعاب يهدد سياحة الغوص، وفي هذا الصدد يقول خالد كشك، مدرب غوص بمدينة الغردقة، إن مواقع الشعاب المرجانية هي الأكثر جذبا لسياحة الغوص من مختلف الجنسيات لما يتمتع به البحر الأحمر من تنوع كبير في الحياة البحرية في الأعماق، كما أن ألوانها عامل الجذب الأساسي للسائحين على الغطس.
يوضح “كشك” أن دمار الشعاب المرجانية جراء انتشار الطحالب أو أعمال الصيد الخاطئة له أضرار كبيرة على سياحة الغوص، ويؤدي إلى انحسارها بشكل كبير، ويسبب ضررا كبيرا للعاملين في نشاط الغوص.
دمار الشعاب المرجانية دفع “خالد” وزملاءه الغواصين للمشاركة في ندوات ومبادرات تنادي بالحفاظ على البيئة البحرية والشعاب المرجانية، كما ينصح السائحين أثناء الغطس بعدم لمس المستعمرات المرجانية حفاظا عليها.
ومن أشهر مواقع الغوص المشهورة بكثرة الشعاب المرجانية بالبحر الأحمر، جزيرة أبو رمادة ومحمية الجزر الشمالية وشعاب العرق والفانوس.
مبادرات للحفاظ على الشعاب المرجانية
دفع تراجع الشعاب المرجانية وتدهور البيئة البحرية في البحر الأحمر لإعلان جهات دولية ومحلية لإطلاق مبادرات لحماية البيئة، بينها مبادرة "حماية البحر الأحمر" التي أطلقتها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي خلال مؤتمر COP 27 في شرم الشيخ، نوفمبر 2022.
تهدف المبادرة إلى الحفاظ على البيئة الساحلية للبحر الأحمر مع تشجيع السياحة البيئية عالية القيمة والتي لا تؤثر بالسلب على البيئة المحيطة، وتهدف إلى حماية الشعاب المرجانية في البحر الأحمر والبيئة الساحلية المحيطة بها من تأثيرات تغير المناخ والنشاط البشري، إضافة إلى تمكين المجتمعات المحلية من قيادة العمل المناخي، وإنشاء آلية تمويل متنوعة لدعم مجتمع الأعمال في بناء قدراته على الصمود في مواجهة تغير المناخ، والحد من الانبعاثات، وتوفير فرص العمل بالإضافة إلى الشراكة مع القطاع الخاص والجهات المانحة الأخرى لحشد تمويل يصل قيمته إلى 50 مليون دولار.
تستهدف المبادرة حماية النظام البيئي الفريد على طول ساحل جنوب البحر الأحمر من الغردقة إلى شلاتين من خلال برامج الحفاظ على البيئة، ولكن مع التركيز بشكل خاص على إعادة تأهيل المؤسسات السياحية القائمة والاستثمار في حملات التوعية وبناء القدرات لتحقيق التغيير على المدى الطويل، والمبادرة موجهة نحو دعم المجتمع المحلي، وتمكين النساء والشباب، من خلال خلق فرص العمل، والإدماج والتثقيف البيئي.
تعليقًا على المبادرة وفعاليتها، يقول الدكتور محمود حنفي، أستاذ البيئة البحرية بجامعة قناة السويس، إن الوكالة الأمريكية أعلنت عن المبادرة لدعم البيئة بالبحر الأحمر لما يمثله من قيمة اقتصادية وعلمية ليس لمصر فقط ولكن للعالم كله، موضحا أن الوكالة تبرعت بالفعل بـ 15 مليون دولار كدفعة أولى لصالح صندوق خاص بحماية الشعاب المرجانية التي تعكف وزارة البيئة على دراسته الآن، وإعداد الخطط الخاصة به لبدء عملية التنفيذ والاستفادة منه للحفاظ على البيئة البحرية.
وأوضح حنفي أن تركيز المبادرة لحماية الشعاب المرجانية دوافعه مختلفة، أهمها: القيمة الاقتصادية المرتفعة جدا للشعاب المرجانية، حيث يعيش الملايين حول العالم على الخدمات القائمة على الشعاب المرجانية مثال السياحة والصيد، فضلا أن شعاب البحر الأحمر قد تكون آخر شعاب مرجانية في العالم لأن الباقي في العالم مهدد بالفناء نتيجة ارتفاع درجة الحرارة لتغير المناخ، بحسب دراسات علمية مختلفة.
وأشار حنفي إلى أن جمعية المحافظة على البيئة، بالتنسيق مع وزارة البيئة، تسعى لإعلان الحيد المرجاني المصري الأعظم على غرار الحاجز المرجاني الأعظم الموجود في أستراليا، والاهتمام والحفاظ عليه واستغلاله بشكل مستدام، لأنه قد يكون بقعة أمل للنظم البيئية الهامة للعالم.
وتابع بأن الوكالة الأمريكية تهتم بالاستثمار والحفاظ على هذا المورد الهام كمتطلب ليس وطنيا فقط بل متطلب عالمي ومسؤولية الحفاظ عليه تعتبر مسؤولية دولية، ويخضع برنامج المعونة للدراسة من وزارة البيئة، والذي يهدف إلى التعامل مع منظمات المجتمع المدني لإنشاء آلية للحفاظ على الشعاب المرجانية في البحر الأحمر واستغلاله بشكل مستدام من خلال عدة محاور، وهي: وضع خطط للاستخدام المستدام لهذه الموار الطبيعية الهامة، وتوظيف القيمة الاقتصادية لتعظيم الدخل القومي المصري.
من جانبه، أكد اللواء عمرو حنفي محافظ البحر الأحمر، أن الشعاب المرجانية تدعم ظاهرة التنوع البيولوجي للكائنات الحية، لأنها المورد الغذائي للحياة البحرية، كما أنها مصدر للسياحة وحماية الشواطئ، مؤكداً أنها ثروة اقتصادية مهمة يجب الحفاظ عليها وحمايتها من جميع المخاطر الطبيعية أو البشرية.
وأضاف المحافظ، في بيان سابق له، أن تنوع الشعاب المرجانية في الغردقة ومرسى علم يسهم بشكل كبير في جذب السياح من كافة أنحاء العالم لممارسة الغوص، متمنياً أن تحقق المبادرة أهدافها.
كيف تساهم البيئة في الحفاظ على شعاب البحر الأحمر
الدكتور تامر كمال، مدير محميات البحر الأحمر، قال إن لدينا 3 أطر متوازية نعمل عليها للحفاظ على الشعاب المرجانية والموارد الطبيعية، مثل المورد الحي وتقييم الضغوط التي يتعرض لها، والإطار الثاني هو التشريع، والإطار الثالث هو التعاون بين الجهات المعنية باسخدامات هذه الموارد وضبط منظومة الاستغلال الأمثل لمثل هذه الموارد ونعقد دورات لتقنين حرفة الصيد بشكل يتناسب مع بيئة البحر الأحمر.
وأضاف مدير محميات البحر الأحمر، أن مصر أحد أهم الأماكن أو النطاقات التي تتميز بوجود شعاب مرجانية حية مختلفة الأنواع على مستوى العالم، ونظرا للتغيرات المناخية فإن الوضع لا زال مستقرا، وهو ما يجعل الدولة أكثر جدية في الحفاظ على مثل هذه البيئات، وأن يكون لديها خطط لعلاج التغيرات البيئية السريعة، ومن ضمنها الزيارات والجذب السياحي.
إنشاء مواقع غوص جديدة لخلق حيود مرجانية صناعية
وفي إطار محاولات حماية الشعاب المرجانية وتنمية سياحة الغوص في البحر الأحمر، دشنت وزارة البيئة ومحافظة البحر الأحمر وجمعية المحافظة علي البيئة (هيبيكا) 3 مواقع غوص بمدينة الغردقة للحفاظ على البيئة، كمرحلة أولى من أصل 7 مواقع، استكمالًا للتعاون بين الحكومة المصرية ومنظمات المجتمع المدني والعلماء والمهتمين برياضة الغوص في البحر الأحمر.
شملت المبادرة إنشاء مواقع غوص في البحر الأحمر، عبر إغراق عدد من المعدات الحربية القديمة، لخلق بيئة لنمو الشعاب المرجانية والكائنات البحرية.
وتعزز تلك المواقع ممارسات السياحة المسؤولة وتضمن استدامة النظام البيئي، ما يمكن هواة الغوص من استكشاف معدات لعبت دورا حاسما في تاريخ مصر.
وتسهم مواقع غوص وإغراق قطع ومعدات حربية قديمة تحظى بأهمية خاصة، بهدف توفير بيئة لتنمية الشعب المرجانية، والحفاظ على الكنوز الطبيعية، وتنمية سياحة الغوص؛ وخلق مجال جديد وإضافة حقيقية لمستخدمي الأنشطة البحرية وتوفير مصدر دخل بالعملة الأجنبية بخلق مناظر بحرية غير عادية تظهر التاريخ الغنى لمصر.
وعن أهمية إغراق السفن للحفاظ على الشعاب المرجانية يقول الدكتور أحمد غلاب، مدير محميات الجزر الشمالية بالبحر الأحمر، إن إغراق المعدات العسكرية لإنشاء مواقع غوص جديدة بالبحر الأحمر يخلق حيودا مرجانية صناعية ومناطق غوص جديدة؛ لتخفيف الضغط المتزايد على مواقع الغوص الحالية وتخفيف الضغط على مناطق الشعاب المرجانية والحفاظ عليها وعدم تدهور حالتها بسبب تزايد أنشطة الغوص.
يوضح غلاب أن البيئة حريصة على اختيار مواقع إغراق المعدات البحرية وألا يتسبب بأي ضررعلى النظام البيئي لنمو الشعب المرجانية والكائنات البحرية على المدى الطويل، كما حرصت على أن تكون المواقع بيئة خصبة لنمو الشعاب المرجانية، بالإضافة إلى تعزيز ممارسات السياحة المسؤولة والتي تتضمن النظام البيئي على المدى الطويل.
وأضاف مدير محميات الجزر الشمالية أن فكرة إنشاء مواقع غوص بديلة نشأت في الأساس للحفاظ على الحيود المرجانية الطبيعية في ظل ما تواجهه من ضغوط بشرية أو طبيعية، حيث يعتقد العلماء أن بقاء الإنسان علي كوكب الأرض مرتبط أساسا بالحفاظ على النظم البيئية، وفي القلب منها الشعاب المرجانية، حيث هي الضمانة الحقيقية للسكان المقيمين على سواحل البحار والمحيطات.
وأكد أن عملية إنشاء المواقع الجديدة خضعت لدراسات مستفيضة وكانت نتيجة التقييم أنها تجربة ناجحة قابلة للتطبيق والتكرار.
الشمنـدورات
مع تزايد الأنشطة البشرية نتيجة زيادة حركة الجذب السياحي لمواقع الغوص وماتبعها من زيادة عدد اللانشات والمراكب السياحية، باتت الشعاب المرجانية في مرمى المخاطر، نتيجة لقيام أصحاب تلك العائمات بربطها على تلك الشعاب لترسيتها، ما ينتج عنه تكسير تلك الشعاب بشكل ينذر بضرر بالغ على الحركة السياحية، ما دفع جمعية المحافظة على البيئة بالبحر الأحمر لإنشاء مشروع الشمندورات بهدف الحفاظ على الشعاب المرجانية من استخدام الخطاف في مناطق الغطس.
وصل عدد الشمندورات التي تم تركيبها حتى الآن 1400 شمندورة، موزعة على 165 موقعا للغوص بالبحر الأحمر بمدن الغردقة وسفاجا ومرسى علم، والتي تشهد نشاطا سياحيا، وأنهى مشكلة ربط مخطاف المراكب في مناطق المستعمرات المرجانية وتقوم الجمعية بعملية الصيانة الدورية للشمندورات في جميع المواقع.
يستخدم المشروع تكنولوجيا متطورة والاعتماد على خامات مستوردة من أجل تقليل التكلفة ومواكبة الزيادة المطردة في أطوال وأحجام المراكب السياحية، كما أنه يقوم على إنشاء نظام تمويل ذاتي بالتعاون مع محافظة البحر الأحمر وجهاز المحميات الطبيعية ويتم إدخال تكنولوجيا تصنيع مختلفة من أجل زيادة عدد الشمندورات وحماية الشعاب المرجانية.
هذا التحقيق أنجز مع CIJ بالتعاون مع منصة المناخ بالعربي ضمن زمالة الصحافة الاستقصائية للمناخ
-
04:55 AMالفجْر
-
06:25 AMالشروق
-
11:41 AMالظُّهْر
-
02:36 PMالعَصر
-
04:56 PMالمَغرب
-
06:17 PMالعِشاء
أحدث الفيديوهات
أخبار ذات صلة
بسبب "اغتصاب خضرة".. "بونابرت" أنهى خصام توفيق الدقن ويوسف شاهين
21 نوفمبر 2024 07:14 م
قانون لجوء الأجانب.. كيف يعزز مكانة مصر عالميًا؟
21 نوفمبر 2024 05:02 م
الأهرامات تحت المجهر.. حقيقة التعديلات الأخيرة
21 نوفمبر 2024 09:08 ص
هل يواجه طفلك مصير واقعة "حضانة الغربية" دون أن تدري؟
20 نوفمبر 2024 10:09 م
"هدية" تحولت لـ"عهدة".. رحلة التابلت المدرسي في 6 سنوات
20 نوفمبر 2024 02:14 م
"الفاصلة المنقوطة" حكايات ما وراء الوجع يلخصها وشم
19 نوفمبر 2024 05:02 م
بعد التلويح بها.. تعرّف على حجم الترسانة النووية الروسية
19 نوفمبر 2024 05:32 م
معلومات عن "قاتل" اللاعب محمد شوقي.. أوقف قلبه في الحال
19 نوفمبر 2024 12:12 م
أكثر الكلمات انتشاراً