السبت، 05 أكتوبر 2024

05:22 م

أزمة "ضحك" على الشاشة الصغيرة.. ونقاد: لا أحد بعد الزعيم

أصبحت الكوميديا عُملة صعبة في الأعمال الدرامية

أصبحت الكوميديا عُملة صعبة في الأعمال الدرامية

سعيد أحمد

A A

صناعة الضحك من أصعب المهارات التي لا يتمتع بها سوى ممثل موهوب، لذا تعتبر الكوميديا عُملة صعبة في الأعمال الدرامية، ما يفسر إلى حد كبير تراجع رصيد الأعمال الكوميدية على الشاشة الصغيرة في الآونة الأخيرة، وينطبق هذا التراجع على مستوى العدد والمضمون.

 وأرجع نقاد فنيون وجود أزمة “ضحك” على الشاشة الصغيرة أيضًا، إلى صعوبة كتابة سيناريوهات هذه النوعية من الأعمال، بجانب أسباب أخرى.

كوميديا 2023

نحو تسعة مسلسلات فقط هي إجمالي عدد الأعمال الكوميدية التي خرجت إلى الشاشة الفضية وتابعها الجمهور الباحث عن الضحك في 2023، أغلبها جرى عرضه في الموسم الدرامي الرمضاني.

هذه المسلسلات هي: “الكبير أوي 7” للنجم أحمد مكي ورحمة أحمد فرج، و“1000 حمدلله على السلامة” للنجمة يسرا، و“جت سليمة” لدنيا سمير غانم ومحمد سلام، و“كشف مستعجل” لمصطفى خاطر ومحمد عبد الرحمن (توتا)، و“الصفارة” بطولة أحمد أمين.

كما شملت قائمة المسلسلات الكوميدية، “إكس لانس” لبطله محمد سعد، و"اللعبة 4" لهشام ماجد وشيكو، و"رمضان كريم 2" بطولة سيد رجب وبيومي فؤاد، بالإضافة إلى مسلسل “بالطو” لعصام عمر ومحمد محمود ومحمود البزاوي، الذي عُرض قبل شهر رمضان.

كوميديا 2022 

في حين بلغ عدد مسلسلات الكوميديا في عام 2022، نحو 11 مسلسلًا، جرى عرض 9 أعمال منها في الموسم الدرامي الرمضاني، وكان أبرزها “الكبير أوي” في نسخته السادسة، بجانب مسلسل “سوتس بالعربي” لآسر ياسين، و"اللعبة 3" لهشام ماجد وشيكو.

هذا بجانب مسلسلات، "مكتوب عليا" لأكرم حسني، و"أحلام سعيدة" بطولة النجمة يسرا، و"عودة الأب الضال" لبيومي فؤاد، و"في بيتنا روبورت 2" لهشام جمال وشيماء سيف، و"شغل عالي" لفيفي عبده وشيرين رضا، و"راجعين يا هوا" لخالد النبوي وهنا شيحة.

 وعُرض مسلسلان آخران خارج الموسم الرمضاني، هما “أنا وهي” لأحمد حاتم وهنا الزاهد، حيث تم عرضه في مطلع العام، والثاني مسلسل “البيت بيتي” لكريم محمود عبد العزيز ومصطفى خاطر، وعُرض في شهر مايو عبر منصة “شاهد”، وهو عمل قصير مكون من 10 حلقات فقط.

أحمد مكي - مسلسل الكبير أوي

آخر أجيال الكوميديا

الناقد الفني ياقوت الديب، قال إن الكوميديا من الألوان الفنية الصعبة التي تراجعت ولم تعد موجودة، رغم أنها حققت حضورًا قويًا منذ زمن نجيب الريحاني وصولًا إلى محمد هنيدي الذي يعتبر آخر أجيال الكوميديا في مصر، لافتًا إلى أن الأعمال بعد ذلك تحوّلت إلى “تهريج”، وأضاف “أنا مفيش أعمال بتضّحكني من 20 أو 30 سنة باستثناء أعمال عادل إمام”. 

وانتقد الديب في تصريح لـ"تليجراف مصر"، طول مدة عرض حلقات المسلسلات، بسبب الفواصل الإعلانية التي تؤثر في تجربة المشاهد وتفقده الاهتمام والتركيز في العمل، قائلا “الآن أصبح بيزنس الإعلانات أهم من مضمون العمل الفني”.

استعادة جودة الكوميديا لن تتحقق سوى بظهور فنانين جُدد بذات كفاءة عبد المنعم مدبولي وفؤاد المهندس والريحاني، وكُتّاب سيناريو في مستوى أبو السعود الإبياري، وفق الناقد الفني ياقوت الديب.

عادل إمام بمسرحية الزعيم

ارتجال وليس كوميديا

الناقد الفني أحمد سعد الدين، لم يبتعد كثيرًا في تحليله لأسباب غياب نبرة الكوميديا في الدراما التلفزيونية، مشيرًا إلى أن التراجع في السنوات الماضية بسبب أزمة في كتابة السيناريو، قائلًا إن جودة الأعمال تراجعت هي الأخرى، ضاربًا المثل بمسلسل “الكبير أوي” في نسخته السابعة التي ُعرضت في رمضان الماضي، فحسب قوله "كانت جرعة الكوميديا أقل بشكل ملحوظ عن النُسخ السابقة”.

وتابع “نحن نفتقر إلى الكاتب الكوميدي، وحتى ما قُدم في تجربة (مسرح مصر) هو ارتجال وليس كوميديا، بجانب الاعتماد على النكات”، لافتًا إلى أن مسلسلي “بالطو، والصفارة” لم يحظيا بالنجاح الكافي بسبب حصرية العرض الذي يُحدّ من الانتشار. 

ويرى سعد الدين، أن انتشار ورش السيناريو أسهم في تراجع الأعمال الكوميدية، حيث أصبحت تعتمد على “النكتة” وليس كوميديا الموقف التي تظل راسخة في ذهن المشاهد، مثل شخصية “رامي قشوع” التي قدمها الفنان الراحل ممدوح عبد العليم، في فيلم “بطل من ورق”.

ويضيف سعد الدين، أن نجوم كوميديا يبحثون عن سيناريو جيد منذ فترة، مثل أحمد حلمي وكريم عبد العزيز، حيث إن الكوميديا يمكن أن يلعبها أي ممثل طالما توفّر السيناريو الجيد.

search