الجمعة، 20 سبتمبر 2024

02:14 ص

ضمير "بنان" تبكيه الدموع.. وداع يليق بعطاء معلمة أجيال

حفل وداع السيدة بنان أفلاطون مدير مدرسة طلخا المتميزة 2 للغات

حفل وداع السيدة بنان أفلاطون مدير مدرسة طلخا المتميزة 2 للغات

إيمان رزق

A A

“قم للمعلم وفّه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولًا”.. كلمات وثقها الشاعر أحمد شوقي وطبقها معلمون وعاملون وطلاب مدرسة بمحافظة الدقهلية، في مشهد وداع زينته دموع المحبة والتقدير والوفاء للمديرة التي تركت الخدمة لأسباب خاصة.

جميع العاملين والطلاب في مدرسة طلخا المتميزة 2 للغات عاشوا لحظة وداع تليق بعطاء مديرة المدرسة بنان أفلاطون، على مدار سنوات وكأن حالهم يقول “مش هنلاقي مديرة تاني شبهك”.

شارك أحد المعلمين بالمدرسة فيديو تكريم المديرة في آخر يوم عمل لها بالمدرسة، على مواقع التواصل الاجتماعي، وانتشر على نطاق واسع وتأثر به كثير من المتابعين ووصفوه بأنها مشاهد صادقة نابعة من الحب والتقدير.

"تليجراف مصر"، تواصل مع مديرة المدرسة ومنسقي حفل التكريم، الذين رصدوا مشهد التكريم قائلين “صفان من المعلمين والمعلمات والعاملين والطلاب وبعض أولياء الأمور، حتى الخريجين من المدرسة، امتدا لمسافة طويلة بداية من سور المدرسة الخارجي حتى الفناء، مع تصفيق حار اختلط بالدموع، كان مشهدًا لن تنساه مدرسة طلخا، أول أمس يوم الأحد، لتوديع المديرة المحبوبة، في آخر يوم عمل لها داخل المدرسة، وسط احتفاء الجميع بها”.

دهشة مديرة المدرسة بالحفلة

بدأت القصة، بعد أن قررت "بنان"، ترك الخدمة لظروف أسرية تجبرها على السفر خارج الدولة، مما جعلها تترك إدارة المدرسة بعد 13 عام عمل، 6 سنوات عملت فيها كوكيلة، وبعد وفاة مديرة المدرسة في 2017، تم تكليفها بإدارة المدرسة، حتى جاءت اللحظة الحاسمة إيذانًا الرحيل.

وفي آخر يوم عمل لها، صمم ابنها توصيلها في هذا اليوم، بحجة أنه لديه عمل بجانب المدرسة، وبمجرد وصولهما، فوجئت بالازدحام الشديد أمام المدرسة، لتفاجئ بأنها حفلة توديع وتكريم لها.

مديرة المدرسة مع المعلمين وأولياء الأمور

"أنا مستحقش كل الحب ده"، بهذه الكلمات، عبرت بنان أفلاطون، في تصريحاتها لـ"تليجراف مصر"، عن سعادتها لما قامت به أسرة المدرس، قائلة "مفاجأة جميلة مكنتش قادرة أستوعبها، وصلني الحب والتقدير وروح المودة، أنا معملتش غير شغلي بس ومستاهلش كل ده".

وتابعت "هما أهلي واحنا بنتعامل كأسرة، الطلاب زي ولادي، وبتعامل بالطريقة إلى بتمناها لولادي دايما، وفيه التزام بالضوابط ومساندة مني، الحياة جوه المدرسة خليناها في جو أسري يحبب الطالب في وجوده مش العكس، بس ده واجبي ورسالتي التي أؤديها".

بكاء المعلمين لرحيل بنان أفلاطون

سبب ترك الخدمة

وتابعت "أنا زوجة وأم وجدة، عندي 54 سنة، ولدي 3 أولاد، بنتين واحدة طبيبة أسنان، والأخرى طبيبة بشرية، وابني الصغير يعمل بالسعودية، وعندي 3 أحفاد، وأسرتي احتاجتني في الوقت ده وغصب عني كان لازم أكون معهم، فاضطررت إني أخد إجازة، ويبقى في مديرة مكاني، بس متوقعتش كم الحب والمودة التي رأيتها، عمري ما هنسى اللحظة دي".

وأكدت “بنان” أنها تتعامل مع أولياء الأمور بمنتهى الحب، وهناك ثقة متبادلة بينهم، فهم دائما يساهمون في تطوير المدرسة، وتم عمل مبنى ثالث داخلي بمساهمتهم.

وأوضحت، أنه بسبب عجز المعلمين، فالمدرسة جاءت بمتطوعين تابعين لوزارة التربية والتعليم، ولكن أولياء الأمور هم من يدفعون رواتب المدرسين والعمال، والعاملين الذين يخرجون على المعاش، يتابعون عملهم بحب لفترات بسبب حاجة المدرسة لهم، وقلة عدد العاملين بها، ويتم ذلك بحب وألفة ومودة.

الطلاب يودعون مديرة المدرسة

رد الجميل

وعن تنظيم حفل الوداع لمديرة المدرسة، قالت إحدى منسقات الحفل، ناني المسيري، إنهم منذ أن قررت المديرة إنهاء خدمتها بالمدرسة والحصول على إجازة، والجميع يفكر في كيفية "رد الجميل" لها على ما بذلته من جهد وحب في المدرسة طوال مدة خدمتها.

وقالت المسيري "ميس بنان إنسانة بكل معنى الكلمة، مش موجود زيها دلوقتي، والحفل دا أقل حاجة نقدمها ليها، هي شخص متفاني في العمل، محب للجميع، قيادة ناجحة، تتعامل معنا كأسرة، في كل الظروف".

تكريم مديرة المدرسة

وتابعت “مكناش متوقعين إن فيديو التكريم يتشاف كده، أنا رجلي مكسورة وفي إجازة مرضية، بس نزلت وشاركت، لأنها تستحق أكثر من كده”.

درع تكريم مديرة المدرسة 
search