الجمعة، 22 نوفمبر 2024

07:25 م

وائل الدحدوح: إسرائيل فرضت عليّ تحديًا ولا مجال للمنطق أو الاهتزاز

وائل الدحدوح

وائل الدحدوح

إسراء عبدالفتاح

A A

"لا سبيل لتحمل كل هذه الآلام"، جملة قالها المراسل الصحفي وائل الدحدوح، أو كما أطلق عليه رواد السوشيال ميديا "أيوب فلسطين"، وذلك بسبب فقدانه أهله وأبنائه، في حرب غزة التي بدأت منذ 7 أكتوبر الماضي.

وخلال بودكاست "أسئلة الحدث" عبر منصة "أثير" على "يوتيوب"، عبّر "أيوب فلسطين" عن مدى حزنه لرحيل نجله البكر حمزة أثناء غارة لقوات الاحتلال الإسرائيلي، بعدما كان مستقلا السيارة برفقة صديقه.

وبكلمات مؤثرة، علق "بالحسابات البسيطة، لا سبيل لتحمل كل هذه الآلام، ولا تفسير ولا منطقية أبدا، ولكن لعل الله سبحانه وتعالى هو من يربط على القلوب".
 

حمزة الدحدوح ووالده


 وأضاف أنه “في تلك الحالات لا تخرج الأمور عن شيئين، الأول أن يقرر الأب أن يترك مهنته ويبدأ في تطبيب أبنائه، أو أن يختار عمله، وأنا قررت اختيار الجزء الثاني منها بدون أدنى شك”، لافتا "جيش الاحتلال الإسرائيلي فرض عليّ تحدي وكان أبلغ ردّ عليها أن أخرج بنفس المهنية وبنفس القوة وبدون أي اهتزاز، لذلك وفقني الله".

طوفان الأقصى

وكشف "الدحدوح" تفاصيل ما دار في حياته منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى، وذلك في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي في قصف القطاع واستشهاد عدد كبير من الأطفال والشيوخ والسيدات وانهيار البنية التحتية وتشرد الآلاف.
 


بداية طوفان الأقصى


"حذرت أهلي وأسرتي من حرب مستمرة لـ 4 شهور"، هكذا أوضح "الدحدوح" تفاصيل بداية طوفان الأقصى في 10 أكتوبر، مضيفا "منذ أن انطلقت الصواريخ في القطاع وأنا أشعر أن هناك أمرا جللا يحدث، لذلك حذرت أهلي من استمرار الحرب والقصف لمدة قد تصل لـ 4 شهور".
 وأشار إلى أن المقاومة الفلسطينية في اعتقاده لم تكن تتوقع أن يكون "طوفان الأقصى" بهذا النجاح، مضيفا "على مدار العقدين الماضيين شهدت على جميع حروب إسرائيل، لذلك أقول أن 90% من مشاهد الحرب ممنوع نشرها، لأن إسرائيل دائمًا تنتقم من جميع فئات فلسطين انتقاما جماعيا، لذلك تسعى دائمًا لهدم البنية التحتية وقصف المدنيين سواء كانوا أطفالا أو شيوخا أو سيدات".
 

الدحدوح في وداع أسرته


وعن استشهاد زوجته، قال الدحدوح بكلمات تملؤها الحزن والأسى “فاجعتي في أسرتي بدأت منذ قصف الاحتلال الإسرائيلي بمنطقة النصيرات”، وهي ما صنفت كـ(مجزرة) راح فيها زوجتي واثنين من أبنائي وحفيدي الرضيع وقصف منزلي".

استشهاد سامر أبو دقة

"مات أمام عيني"، هكذا روّى "الدحدوح" تفاصيل استشهاد زميله المصور سامر أبو دقة أمام عينه، مؤكدًا أنهما كانا في منطقة خان يونس برفقة فريق من الدفاع المدني الفلسطيني لإنقاذ المدنيين في تلك المنطقة، ولكن خلال سيرهما على الأقدام بسبب الدمار الهائل بالمنطقة تعرضوا لغارة وحينها ردد جملة بينه وبين ذاته وهي: "حانت النهاية يا أبا حمزة".

استشهاد سامر أبو دقة

وعلى الرغم من إصابته ونزيف ذراعه وفقدانه السمع لفترة، استطاع أن ينهض من جديد ليجد زميله المصور رأسه يتحرك ولا زال على قيد الحياة، وبدأ في الزحف نحوه وبدأت الاتصالات مع السلطات حتى يتم إسعافه، ولكن الأمر قوبل بمماطلة من الاحتلال واستمرت محاولة دخول سيارة الإسعاف لمكان زميله ما بين 5 لـ 6 ساعات ليجدوه مستشهدًا بعدما تحرر من درع الصحافة. 

search