"ماسكرا وكريمات مضروبة".. حكايات مأساوية من عربة مترو السيدات

لم تتخيل “سارة” أن حلمها البسيط في تكثيف رموشها وزيادة طولها بطريقة اعتيادية قد تتبعها أي فتاة باستخدام “الماسكرا” قد يتحول إلى كابوس، أفقدها ملمحا مهما من ملامح أنوثتها، بعدما أدت إلى ظهور شعر كثيف في جسمها كله.

شعر في الصدر 

“سارة السيد” كانت قد اشترت ماسكرا من مكان غير معروف، واستخدمتها فترة قصيرة، ولاقت في البداية إعجابها الشديد حيث لاحظت نمو رموشها بشكل أسرع، ولكن سرعان ما شعرت بوجود أمر خاطيء، فلم يزداد نمو شعر رموشها فقط، بل زاد الشعر في جسمها كله، خصوصا المناطق غير المعتاد فيها ظهور الشعر بجسد الأنثى مثل الصدر والظهر، كما زادت كثافة الشعر في وجهها، حتى شعرت أن جسدها أصبح يشبه الرجال بسبب فرط كمية الشعر به.

أصيبت “سارة” بالهلع بعد تزايد نمو الشعر في جسمها، ما دفعها إلى التوجه إلى الطبيب الذي كشف لها السر.. الماسكرا السبب!

شرح الطبيب لها أن “الماسكرا المضروبة” التي استخدمتها أصابتها بخلل هرموني، والشعر الزائد هو أحد الآثار الجانبية المحتملة للمنتجات التي تحتوي على هرمون التستوستيرون، لذا توقفت عن استخدام المنتج، وبدأت في رحلة علاج للشعر الزائد بالجسم باستخدام تقنية الليزر.

تقول سارة “اشتريت الماسكرا بسعر متواضع، ولكن دفعت الثمن غاليًا في رحلة علاجي، بجانب إصابتي بحالة نفسية سيئة.. أردت التجميل ولكن تشوّه جسدي، لذا أحرص الآن على استخدام منتجات التجميل الأصلية فقط”.

مرض جلدي استمر عامين 

“كريم لتفتيح البشرة في 14 يوم بس”.. حيلة تسويقية استغلتها بائعة المترو لتجذب أكبر عدد من “النساء” اللاتي يعانين من التصبغات بسبب التعرض للشمس.

كانت “هبة حسين” الطالبة الجامعية العشرينية واحدة ممن وقعن في فخ “الكريم المضروب”، بسبب هوسها بتجربة منتجات التجميل الجديدة، خصوصا التي تحقق نتائج سريعة.

“هبة” في أثناء  سيرها بطريقها المعتاد المتجه إلى الجامعة، مستقلة مترو الأنفاق، وفي مشهد متكرر الحدوث داخل عربات المترو المخصصة للسيدات، دخلت بائعة متجولة تحمل بين يديها منتجات تجميلية “مكياج”، وتعرض ما في جعبتها على الفتيات الموجودين داخل عربة السيدات.

الجملة التي قرأتها “هبة” على عبوة كريم التفتيح، دفعتها إلى شرائه دون تردد، حيث رددت في داخلها “هذا هو الكريم الذي أريده.. ذو مفعول سحري يستطيع تفتيح بشرتي في 14 يومًا فقط.. أيام وتصبح بشرتي بيضاء اللون خالية من البقع الداكنة”.

توجهت “هبة” إلى منزلها، يغمرها شعور بالسعادة بسبب “الكريم السحري” الذي لم تهتم بمعرفة مصدره، وفور دخولها للمنزل سارعت بتنظيف بشرتها لتضع فورًا الكريم على وجهها.

“بقع حمراء وحكة شديدة”.. كانت تلك النتائج الفورية لكريم التفتيح، التي ظهرت على وجه “هبة”.

وعلى الفور توجهت إلى طبيب الجلدية الذي أوضح لها أن البقع الحمراء والحكة هي رد فعل تحسسي للمكونات الموجودة داخل “الكريم”، لذا توقفت عن استخدامه فورًا، لكن الحكة استمرت لفترة من الوقت.

أصيبت الفتاة بمرض جلدي، وبدأت رحلة العلاج التي استمرت نحو عامين لإصلاح ما أفسده “كريم المترو”.

  عين فتاة في خطر

“إسراء” فتاة تبلغ من العمر 26 عامًا، تعيش في مدينة القاهرة، قد شاهدت إعلانًا عن “قلم كحل” بسعر 10 جنيهات فقط.. كان السعر مغريًا، لذا قررت تجربته.

تقول إسراء “في البداية كان الكحل يعطي عيني مظهرًا جذابًا، لكن بعد فترة قصيرة بدأت ألاحظ ظهور التهاب وتورم وحبوب صغيرة داخل عيني.. انتابني خوف شديد، لذا سارعت بالتوجه إلى الطبيب”.

 أوضح الطبيب لها أن التهاب عينيها هو نتيجة استخدام مادة تجميلية فاسدة، ونصحها بضرورة التوقف عن استخدام الكحل بشكل فوري.

سعر مغر يخفي خطرًا 

تشمل منتجات التجميل المتاحة مع البائعين داخل العربات المخصصة للسيدات بمترو الأنفاق، كل ما تحتاجه المرأة، من “الكحل والآي لاينر وكريم الأساس والروج والكونسيلر، وغيره”، وتتراوح أسعار تلك المنتجات بين 10 و 50 جنيهًا.
فيما يلي تفاصيل أسعار بعض منتجات التجميل داخل مترو الأنفاق:

الكحل: 10 جنيهات.

كريم الأساس: 50 جنيهًا.

الآي لاينر: 35 جنيهًا.

كريم التفتيح: 25 جنيهًا.

الروج: 30 جنيهًا.

.
الكونسيلر: 45 جنيهًا.

أسعار المنتجات الآمنة

أسعار المنتجات الآمنة تختلف اختلافًا كبيرًا عن أسعار منتجات مترو الأنفاق، لأنها تخضع لمعايير جودة صارمة، وتستخدم مواد خام عالية الجودة، ما يجعلها أكثر تكلفة.

فيما يلي تفاصيل أسعار بعض منتجات التجميل الآمنة:

كريم الأساس: 700-1500 جنيهًا.

الكحل: 150 جنيهًا فأكثر.

الروج: 300 جني فأكثر.

الآي لاينر: 150 جنيهًا فأكثر.

الكونسيلر: 300 جنيه فأكثر.
 

طبيبة تحذر

تقول أستاذ الأمراض الجلدية والتجميل والليزر بكلية طب بنها،  إيمان سند، إن مستحضرات التجميل المزيفة المباعة في الشارع والمترو، تهدد صحة السيدات، لأنها مصنوعة دون ترخيص أو تصريح، وبالتالي فهي غير صالحة للاستخدام.

توقف الرئتين

وأضافت سند لـ “تليجراف مصر”، أن منتجات التجميل مجهولة المصدر تنتشر في الأسواق بأسعار رخيصة مغرية، ولكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أنها قد تكون خطرة على الصحة، ويتم تصنيعها من مواد غير معروفة، وغالبًا ما تكون ضارة بالبشرة.

 يمكن أن تسبب مجموعة من المشاكل الصحية، منها: الحساسية الجلدية وإسمرار لون الجلد، والحكة والإحمرار والطفح الجلدي والالتهابات والتسمم الذي قد يؤدي إلى مشاكل وتلف وتوقف الكبد والكلى والرئتين، وذلك لأن بعض هذه المواد يمكن أن يتفاعل مع أشعة الشمس، ما يؤدي إلى ظهور بقع داكنة على الجلد، بحسب “إيمان سند” أستاذ الأمراض الجلدية والتجميل والليزر بكلية طب بنها.

وأكدت “سند” أن المواد التجميلية الآمنة تخضع لسلسلة من الاختبارات لضمان صلاحيتها للاستخدام البشري، حيث إن هذه التقييمات ضرورية لتحديد ما إذا كانت المواد المستخدمة بمنتجات التجميل آمنة للبشرة أم تسبب أي آثار جانبية ضارة.