الخميس، 19 سبتمبر 2024

06:38 ص

"طالب الدقهلية".. المدرس قطع جسده ودعا على قاتله: أذاقه الله البلاء

المجني عليه

المجني عليه

خلود طارق

A A

"رحمك الله رحمة واسعة، وجعل مثواك الجنة، وأذاق من فعلها البلاء في الدنيا والآخرة"، هكذا كتب مدرس فيزياء في الدقهلية، حزنًا على مقتل تلميذه، الطالب إيهاب أشرف، قبل أن تلقي الشرطة القبض عليه، وتتهمه بأنه القاتل.

الواقعة كانت صدمة للأهالي جميعا، فالجريمة لم تتوقف عند القتل، بل تجاوزته إلى تقطيع جثمان الضحية، وإلقاء كل جزء منها في منطقة بعيدة عن الأخرى. وكان الأكثر صدمة، هو إعلان الشرطة أن المدرس الذي كان يلجأ إليه الطالب ليتعلم الفيزياء، والذي بكى عليه، ونعاه، ودعا على قاتله، هو نفسه القاتل.

المدرس المتهم بالقتل، ظهر في بداية الأمر منهارا وحزينا، وعندما التقى والده في مبنى النيابة العامة قبل يومين أثناء استكمال التحقيقات، كان حريصا على تعزيته، وإبداء حزنه الشديد، حتى أن الأب المكلوم اعتذر له عن استدعائه للتحقيق، باعتبارها إجراءات طبيعية.

وحسب مصدر مقرب من أسرة الضحية، فإن والد إيهاب أحضر طعامًا وماء لمدرس ابنه، خلال ساعات انتظاره التحقيق في النيابة، وأصر على جلوسه بجواره، وأثناء حديثهما قال له المتهم: كلنا معاك لحد ما نجيب حق إيهاب، ووجه له الأب الشكر، وأخبره أنه يكنّ له كل تقدير واحترام.

وأشار المصدر، إلى أن أسرة الطالب تلقت صدمة كبيرة، بعد الإعلان عن ضبط المدرس واتهامه بالقتل، لافتا إلى أن شكوك رجال الأمن كانت تدور حوله منذ العثور على الجثمان، باعتباره آخر شخص تواجد معه المجني عليه.

وأكد المصدر أن المتهم أرشد عن باقي الجثمان، وتم العثور على الجزء العلوي ملفوفًا في جوال، وملقى في مصرف مائي بين قريتي النقعة وبصار، في نطاق مركز الستاموني.

وتابع المصدر، أن أسرة المجني عليه كانت متأكدة من وقوع جريمة القتل في نطاق منطقة الحفير مسقط رأس المجني عليه، وذلك بسبب أدوات الجريمة وهي جوال قطن وحبل بالات قش وجوال آخر خاص بالأرز الشعير، وهي أدوات موجودة داخل جميع المنازل بالمنطقة.

ديون القمار

وبحسب تحريات الشرطة، فالمدرس اعتاد لعب القمار، وتراكمت عليه الديون، الأمر الذي جعله يفكر في اختطاف الطالب ومساومة أسرته على الأموال، إلا أن سكينا أصابته أثناء محاولته السيطرة عليه، فاضطر إلى شطر جثته نصفين للتخلص منها.

القبض على القاتل

وألقت شرطة الدقهلية القبض على مدرس فيزياء، متهما بقتل الطالب إيهاب أشرف، والذي كانت عثرت على جثمانه مشطورا نصفين، وملقى في مناطق متفرقة، على جسر مصرف مائي بمركز الستاموني.

وفيما قال مصدر مقرب من أسرة الطالب القتيل، إنهم عثروا على رأس الطالب، أكد مصدر أمني أنه لم يتم العثور عليه بعد.

وبعد 8 أيام من العثور على الجزء السفلي من جثة الطالب القتيل، عثرت فرق البحث الأمنية على الجزء العلويّ، باستثناء الرأس، فيما ظل القاتل مجهولا، حتى الساعات الأولى من صباح اليوم، حيث ألقت الشرطة القبض على مدرس كان الطالب يتلقى لديه دروس الفيزياء، واتهمته بالقتل.

تفاصيل الواقعة 

وتعود أحداث الواقعة إلى إخطار تلقاه مدير أمن الدقهلية من مدير المباحث الجنائية، عن بلاغ لمأمور مركز شرطة الستاموني، بعثور الأهالي على أجزاء من جثة آدمية في جوال، ملقى على جسر مصرف، في المنطقة ما بين قريتي 7 ثابت والنقعة.

وانتقل ضباط المباحث لمكان البلاغ، وتبين أن الجثة لشاب يدعى إيهاب أشرف عبدالعزيز، يبلغ من العمر 16 عامًا، طالب بالصف الأول الثانوي، مقيم بقرية 7 ثابت بمركز الستاموني، ومبلغ بغيابه عقب خروجه من الدرس.

تم تشكيل فريق بحث جنائي من ضباط إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الدقهلية بالتنسيق مع قطاع الأمن الوطني والأمن العام لكشف غموض الواقعة، وحامت الشكوك، بعد التحريات الأولية، حول مُدرس فيزياء كان الطالب يتلقى لديه درسا خصوصيا، وتم القبض عليه.

وشيع أهالي القرية جثمان الطالب، بعد أن أدوا صلاة الجنازة على نصف الجثمان، مساء أمس الأربعاء، وجرى دفنه في مقابر أسرته، في مشهد جنائزي مهيب.

search