الجمعة، 22 نوفمبر 2024

03:31 م

إحياء ليلة النصف من شعبان.. المفتي يحسم اختلاف العلماء

إحياء ليلة النصف من شعبان

إحياء ليلة النصف من شعبان

فادية البمبي

A A

بدأ شهر شعبان يوم الأحد 11 فبراير 2024، وبناءً على ذلك ستوافق ليلة النصف من شعبان من مغرب يوم السبت 24 فبراير 2024، وتنتهي فجر الأحد الموافق 25 فبراير 2024.

يبحث عدد كبير من المسلمين في مختلف أنحاء العالم، عبر محركات البحث، عن كيفية إحياء ليلة النصف من شعبان 2024، حيث يختص الله تعالى تلك الليلة بمزيد من الفضل والبركة؛ لذا يحرص الفرد على استغلالها بشتى الطاعات.

قُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا

حول كيفية إحياء ليلة النصف من شعبان، أجاب مفتي الجمهورية، شوقي علام، من خلال موقع دار الافتاء الالكتروني، وأوضح، ما الذي على المسلم فعله لإحياء هذه الليلة المباركة؟

قال مفتي الجمهورية: حثت السنة النبوية على إحياء ليلة النصف من شعبان؛ فعن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا؛ فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلا كَذَا أَلا كَذَا؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ" .

 

اختلاف العلماء

أشار مفتي الجمهورية إلى أقوال العلماء؛ فقد ذكر شيخ الإسلام تقي الدين السبكي في "تفسيره": أن إحياء ليلة النصف من شعبان يكفر ذنوب السنة، وليلة الجمعة تكفر ذنوب الأسبوع، وليلة القدر تكفر ذنوب العمر كله. 

وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي في "لطائف المعارف": وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام؛ كخالد بن معدان، ومكحول، ولقمان بن عامر، وغيرهم، يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة، وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها، ثم قال: واختلف علماء أهل الشام في صفة إحيائها أحدهما قال: إنه يستحب إحياؤها جماعة في المساجد؛ كان خالد بن معدان ولقمان بن عامر وغيرهما يلبسون فيها أحسن ثيابهم، ويتبخرون، ويكتحلون، ويقومون في المسجد ليلتهم تلك، ووافقهم إسحاق بن راهويه على ذلك، وقال في قيامها في المساجد جماعة: "ليس ببدعة".

أما الرأي الثاني: أنه يكره الاجتماع فيها في المساجد للصلاة والقصص والدعاء، ولا يكره أن يصلي الرجل فيها لخاصة نفسه، وهذا قول الأوزاعي إمام أهل الشام وفقيههم وعالمهم، وهذا هو الأقرب إن شاء الله تعالى.

 

لا صفة محددة لإحيائها

وأوضح مفتي الجمهورية: من كلام العلماء أن هذه الليلة وإن كان يُندب إحياؤها إلا أنه لا توجد صفة محددة لإحيائها؛ لأن النصوص الخاصة بإحيائها قد جاءت مطلقة غير مقيدة بدعاء دون دعاء، ولا بحال دون حال، ولا بوقت دون وقت، فلا يجوز تقييدها وقصرها على بعض الأدعية دون بعض، أو بعض الأحوال دون بعض، أو بعض الأوقات دون بعض، إلا بدليل، ولكن يتم إحياؤها بأنواع العبادات التي يجد فيها الإنسان راحته القلبية وطمأنينته النفسية.

search